الأكراد يجرون تصويتاً غير رسمي على الاستفتاء
يخشى منظمو التصويت ان كردستان العراق ستفقد حكمها الذاتي اذا ما استمر انغماس القادة المحليون بعمق في سياسات بغداد
الأكراد يجرون تصويتاً غير رسمي على الاستفتاء
يخشى منظمو التصويت ان كردستان العراق ستفقد حكمها الذاتي اذا ما استمر انغماس القادة المحليون بعمق في سياسات بغداد
كانت هناك خيمة برتقالية صغيرة وبداخلها صندوق بسيط مغطى بالعلم الكردي قد نصبت على مسافة (100) متر من أحد المراكز الانتخابية في السليمانية يوم الانتخابات. ووقف خارج الخيمة عدد من المتطوعين الشباب يطلبون من الناخبين ان يشاركوا في استفتاء غير رسمي. ويزود كل ناخب ببطاقة كتبت عليها جملتان: "هل تريد كردستان كجزء من العراق؟ او هل تريد كردستان مستقلة؟"
والخيمة هي واحدة من عشرات الخيام التي قامت بنصبها حركة "لجنة الاستفتاء" خارج المراكز الانتخابية في المدن ذات العدد الكبير من السكان الأكراد مثل السليمانية وأربيل وكركوك ودهوك.
لقد قامت مجموعة من الأكراد المثقفين والسياسيين المستقلين في العام الماضي بتأسيس "لجنة الاستفتاء" رداً على التحاق الحزبين الكرديين الرئيسين بالحكومة العراقية.
ان المجتمع الكردي الذي يشكل (20%) من سكان العراق، حكموا أنفسهم منذ ان فقد صدام حسين سيطرته على شمال العراق بعد حرب الخليج عام 1991. وتدير المنطقة حكومة مشتركة شكلها الحزبان الرئيسان: حزب الاتحاد الوطني الكردستاني والحزب الديمقراطي الكردستاني.
ويساور القلق أعضاء "لجنة الاستفتاء" من ان الأكراد سيفقدون حكمهم الذاتي وآمالهم في كردستان مستقلة اذا ما تورطوا أكثر من اللازم في السياسات العراقية.
وقالت كنير عبد الله، عضو رفيع المستوى في لجنة الاستفتاء ان بطاقات الاستفتاء ستصور ألكترونياً وترسل الى الأمم المتحدة والى الاتحاد الأوربي. "وهذه خطوة أولية من أجل حق تقرير المصير للأكراد حتى تتمكن الأمم المتحدة من القدوم في المستقبل لعقد استفتاء رسمي وقانوني كا فعلت ذلك للكثير من الشعوب المضطهدة في العالم."
وكانت الحركة قد جمعت في العام الماضي ما يقارب مليوني توقيع لدعم الاستفتاء على حق تقرير المصير للأكراد. وقد أرسلت صور من تلك التواقيع أيضاً الى الأمم المتحدة والى الاتحاد الأوربي.
وقد أبدى الناخبون في السليمانية دعمهم لجهود الاستفتاء.
وقال السائق ابراهيم قادر "نحن متعلقون بالعرب حتى الآن فيما يستمرون هم باضطهادنا. لقد حان الوقت الآن لاخبارهم أننا لم نعد نريدهم."
وقال بعض الناخبين انهم يعتقدون ان الاستفتاء قد يصبح أكثر أهمية من انتخابات المجلس الوطني العراقي.
وقال رجل الشرطة نجم الدين عمر "اذا كانت نتيجة الاستفتاء ستظهر ان غالبية الشعب الكردي تريد الاستقلال لكردستان، فانه سيكون أكثر أهمية من الانتخابات الحالية."
ويعتقد البعض ببساطة ان الوقت غير مناسب حالياً للضغط في قضية الاستقلال الكردي. وقال الوظف المدني حسين محمد "بما اننا نشارك في الانتخابات الوطنية، فان هذا يعني اننا نريد ان نبقى جزءاً من العراق. وهذا الاستفتاء هو مطلب لمستقبلنا بعيد المدى."
*لم يذكر اسم كاتب التقرير من أجل حماية مندوبي معهد صحافة الحرب والسلام