البغداديون متشائمون بشأن المستقبل
في الفترة التي تسبق الانتخابات المحلية، يقول السكان إنهم يشعرون بخيبة أمل تجاه السياسة على الرغم من التحسن في الوضع الأمني.
البغداديون متشائمون بشأن المستقبل
في الفترة التي تسبق الانتخابات المحلية، يقول السكان إنهم يشعرون بخيبة أمل تجاه السياسة على الرغم من التحسن في الوضع الأمني.
خلال انتخابات 2005، قام عبد الله وأشقاءه بتعليق ملصقات تدعم الائتلاف العراقي الموحد، الذي يقوده الشيعة، في محل البقالة العائد له في حي المنصور ببغداد.
هذا العام، وفيما يستعد العراق لانتخابات مجالس المحافظات- التي من المتوقع أن يتم إجراؤها بحلول مطلع العام المقبل- فإن حلم عبدالله بحياة أفضل انهار و لديه اهتماما قليلا في التصويت أو السياسة.
وقال عبد الله "مررنا بثلاث سنوات من العنف و لم يتغير شيء." وأضاف "نحن مستمرون في حياتنا ونعمل بحذر وخوف، على الرغم من التحسن في الأمن."
يدير عبدالله مع شقيقيه علي ومصطفى محلا. فقد قتل أخوهم الرابع محمد حين هاجم مسلحون المحلو في ذروة العنف الطائفي أواخر العام 2006. فقدت العائلة دارها وانتقلت مرات عديدة بسبب الاضطراب.
عبد الله كان يعتقد ذات مرة أن السياسيين قادرون على تعزيز الأمن وتحسين الظروف المعيشية في العراق. و لكنه يقول الآن انه لا يزال يشعر بخيبة أمل إلى حد بعيد ويشعر أنه غير محمي.
وأضاف عبد الله "لدينا الكثير من الأمنيات والأحلام بشأن المستقبل، لكننا نحصل على القليل في المقابل. لا توجد كهرباء، لا سكن وإن الأمراض المعدية والفساد مستشريان. ويواجه المهجرون أوقاتا صعبة وأن الأمن هشا."
وقال عبد الله "أشعر بالخجل من هذه الحكومة التي تهتم فقط بمصالحها الشخصية. ولا أحد يهتم بنا."
يفيد العديد من سكان بغداد من الذين أجرى معهد صحافة الحرب والسلام مقابلات معهم أنهم تعبوا من سوء الأحوال المعيشية. على الرغم من زيادة عائدات النفط وتحسن الأمن، إلا أن الثقة بالحكومة تبدو أنها في تراجع.
إن ارتفاع أسعار النفط خلال العام الماضي أزخرت خزائن الحكومة، مع ميزانية هذا العام من المتوقع أن تظهر فائضا ما بين 28 و50 مليار دولار، حسب تقرير لمكتب المحاسبة الحكومي الأمريكي.
لكن في بغداد، لدى الناس رؤية قاتمة للمستقبل، بما أهم مازالوا يعانون من نقص الكهرباء والمياه، وكذلك محدودية الحصول على الرعاية الصحية والتعليم. في أيلول- خلال شهر رمضان، عندما يتوقع من الحكومة أن توفر خدمات أفضل- تمتعت بغداد بأقل قليلا من 12 ساعة تجهيز بالكهرباء في اليوم.
وقالت سناء كاظم محسن، وهي ربة بيت وأم لثلاثة، إنها تتمنى أن يتم تجهيز أطفالها للمدرسة بشكل أفضل. ولكن بما أن دفع فواتير الكهرباء والمياه النظيفة يأخذ الأولوية، أن إيجاد النقود لتكاليف إضافية مثل اللوازم المدرسية، أمر صعب جدا.
وتحاول محسن تغطية النفقات من خلال العمل كخياطة و إدارة ميزانية الأسرة بدقة.
في غرفة صغيرة في دارها، توجد ورقة معلقة على الحائط كتب عليها "لا تتحدث في السياسة رجاء!"
وقالت محسن "اعتدت على الحديث مع صديقاتي عن السياسة وكنت أتابع الأخبار بجنون. كنت أدافع عن الناس الذين وثقت بهم في الحكومة وانتقد آخرين، قائلة لنفسي إن البلد سينهض من جديد."
ومضت قائلة "لكن [الآن] إننا في واد والحكومة في واد آخر. فالحكومة تتحدث عن الانتخابات والخدمات في أسوأ حالاتها."
وتابعت بالقول "يتحدثون عن ثروات البلاد، ولا يوجد نفط أو غاز في بيوتنا. يتحدثون عن الوظائف والبطالة المستشرية في العراق، لكنهم لا يقدمون حلا."
ورغم أن من المقرر أن يتخرج شقيق محسن العام المقبل من الجامعة، إلا أنه يرى أملا ضئيلا في المستقبل."
قالت محسن "إنه لا يعرف أين وكيف يجد وظيفة لمساعدة نفسه وعائلته."
يقول الساسة العراقيون إنهم على بينة من التشاؤم الموجود على الشارع، لكن المرشحين الذين رشحوا أنفسهم للفوز بمقاعد مجالي المحافظة لا يقومون بحملات إعلامية بقوة أو لا يقدمون وعودا بالتغيير.
يقول الناخبين إنهم يشكون في أن الأحوال المعيشية ستتحسن أو أن الفساد سيتم استئصاله عقب الانتخابات. اللامبالاة في لأمر وصلت الى درجة أن أكثر من 80 بالمئة من الناس لم يسجلوا أسماءهم لغرض التصويت.
ووفقا لمنظمة الشفافية الدولية (Transparency International)، وهي منظمة مجتمع مدني تحارب الفساد، فقد وضع العراق في المرتبة 178 من أصل 180 بلدا على نطاق الفساد المعروف- وأن الكثير من العراقيين يشكون من أن المشكلة هي أسوأ على المستوى المحلي.
لا يزال التهجير الجماعي، وارتفاع معدلات البطالة وسوء الخدمات عقبات كبيرة أمام التنمية في العراق.
وأقر قاسم داود، وهو عضو برلمان عن الائتلاف العراقي الموحد، أن "فشل الحكومة في تلبية مطالب الشعب العراقي هو السبب الرئيس لهذا الرفض [للسياسة العراقية] وفقدان الثقة.
وأضاف داود "سيواصل الناس حجب دعمهم عن الحكومة إذا لم تحسن أداءها."
وقال عمار الحسني، وهو مهندس في جامعة بغداد، "الناس مستاؤون جدا. [إنهم] عانوا من خلال العنف الطائفي وأعربوا عن أملهم في أن الوضع الاقتصادي سيتحسن مع تحسن الوضع الأمني."
وأضاف الحسني "يريد الناس أن يعيشوا، يريدون الكهرباء، يريدون النفط [للتدفئة] في الشتاء. هل توفير هذه الأشياء صعب للغاية في بلد غني بالنفط؟"
وذكر الحسني أن السلطات كانت مشغولة للغاية وتخلت عن السيطرة على موارد البلاد للأجانب. وقال إن "حكومتنا غير مهتمة باحتياجاتنا."
زينب ناجي صحفية متدربة في معهد صحافة الحرب والسلام (IWPR) في بغداد.