البحث عن كفالات الشيوخ لأطلاق سراح المعتقلين.
يأمل الجيش الأمريكي انهاء التمرد باللجوء الى التقاليد العشائرية العراقية.
البحث عن كفالات الشيوخ لأطلاق سراح المعتقلين.
يأمل الجيش الأمريكي انهاء التمرد باللجوء الى التقاليد العشائرية العراقية.
خرج سائق الأجرة ستار مجيد سليمان من سجن أبو غريب في حزيران الماضي، بعد ان أمضى ما يقارب السنة خلف القضبان.
ومثل العديد من زملائه السجناء، يقول ستار أنه لم يتورط في أية أعمال مناهضة للتحالف، وهو السبب الذي كان وراء اعتقاله.
وقال "كنت أطلق النار لاخافة اللصوص عندما مرت دورية أمريكية." ونتيجة لذلك، قضى شهوراً في مكان فظيع عانى فيه من برد الشتاء ولهيب الصيف، لكنة لم يتعرض للتعذيب.
وقال القائد العسكري الأمريكي، المقدم تيم ريان، المسؤول عن منطقة غربي بغداد التي تشمل منطقة باب الشيخ حيث يقع منزل ستار، ان القوات الأمريكية لا "تعتقل أي شخص دون سبب."
وقد وافق ريان على اطلاق سراح ستار بعد ان وافق شيخ عشيرته الشيخ عبد الرضا العويلي على ضمان حسن سلوك المعتقل ستار. وقد جرى السعي لايجاد ضمانات مشابهة في أنحاء المنطقة التي تعد احدى مراكز التمرد في العراق.
ويقول الشيخ العويلي أن هذه الضمانات أدت الى اطلاق سراح كبار السن الذين يعانون من تدهور حالتهم الصحية وشيوخ عشائر، مع امرأتين في الأقل الذي سبب اعتقالهما الكثير من التوتر.
وقال الشيخ "نحن متأكدون ان البعض قد اعتقل بسبب اتهامات باطلة." وأضاف ان الضمانات قد قدمت لتمكين شيوخ العشائر من فرض سلطتهم، وكبح أتباعهم الغاضبين من المداهمات الاقتحامية وما يعدونه اعتقالات غير مبررة.
ان الجبش الأمريكي لا يبريء هؤلاء المعتقلين، إلا انه يعترف بخطأه في تجاهل دور الشيخ كوسيط بين السكان والسلطة المركزية.
وقال النقيب جوزيف جيمس، مسؤول العلاقات العامة لفرقة الفرسان (2 ـ 12) بقيادة ريان، في رسالة الكترونية الى معهد صحافة الحرب والسلام، "لقد أخطئنا في تجاهلنا لأهمية العادات والتقاليد العشائرية في الثقافة العراقية."
وقد بدأت الفرقة حالياً باطلاق سراح السجناء الذين يكفل شيوخهم انهم لن يشاركوا في الهجمات ضد التحالف. وقال ريان "يجب على الشيوخ ان يقدموا قوائم باسماء السجناء الذين يضمنون انهم لن يقوموا في المستقبل بأية هجمات ضد قوات التحالف. واذا ما جرى انتهاك الاتفاق، فان الشيوخ سيبلغون، وبذلك يكون لزاماً عليهم اما جلب الشخص الى التحالف او يدلنا على مكان وجوده. وبالمقابل فان القوات الأمريكية ملتزمة بعدم اعتقال اي شخص دون اعلام المجلس العشائر، وعدم اعتقال النساء وعدم مداهمة البيوت والمساجد، واحترام التقاليد والعادات العراقية."
ويقول جوزيف جيمس، اذا ما توقفت الهجمات، فان الجيش الأمريكي يمكن ان "يتقدم للأمام" لتطوير المنطقة. ويضيف لقد جرى اطلاق سراح (336) معتقلاَ بموجب تطبيق هذا الاتفاق في منطقة أبو غريب.
وقال الشيخ هاشم نجم الحسن المحمداوي، رئيس رابطة عشائر العراق في المنطقة "لقد عقدنا الاتفاق مع القوات الأمريكية ويجب ان نحترمه، وان أي واحد ينتهكه سيكون مسؤولاً أمام شيخ عشيرته."
وما يزال الكثير من المعتقلين الذين أطلق سراحهم غاضبين بسبب اعتقالهم. وذكر عبد الودود خطاب، استاذ علم النفس في جامعة تكريت وعمره (40) سنة "انهم يعاملون الكلاب أفضل منا." وقال الاستاذ انه اعنقل لمدة (14) شهراً في مركز الاعتقال الجنوبي (بوكا) لحيازته أسلحة وتحريضه على العنف. وقال "اعتادوا على تركنا دون ماء بارد. وكانوا يصرخون في وجوهنا ويضربوننا. أنا لم أفعل أي شيء لكي أعتقل. جميع العراقيين يملكون أسلحة."
*عبد الكريم الهاشمي ـ بغداد.