الهجمات على الدجيل وعلاقتها بمحاكمة صدام
يعتقد الناس الذين تم استهدافهم في الطريق الى بغداد ان عمليات الخطف والاغتيال هي انتقاما منهم عن المحكمة التي يتهم صدام فيها باغتيال اهالي الدجيل.
الهجمات على الدجيل وعلاقتها بمحاكمة صدام
يعتقد الناس الذين تم استهدافهم في الطريق الى بغداد ان عمليات الخطف والاغتيال هي انتقاما منهم عن المحكمة التي يتهم صدام فيها باغتيال اهالي الدجيل.
تم اختطاف واغتيال العشرات من اهالي الدجيل التي تبعد 65 كم شمال بغداد في محافظة صلاح الدين، في الشهرين الماضيين وهم في طريقهم الى العاصمة.
يعتقد ان تلك الهجمات مرتبطة بمحاكمة صدام وسبعة من معاونيه الذين ادينوا بتهمة قتل 148 انسانا من اهالي المدينة في عام 1982 اثر محاولة الاغتيال الفاشلة ضد الدكتاتور السابق.
بدأت حملة الخطف والاغتيالات اواخر شهر مايس حينما قام المتمردون بنصب نقاط سيطرة بديلة قرب قرية المشاهدة التي يبعد 45 كم والتي تعتبر مركزا للمتمردين من السنة العرب.
لا توجد ارقام محددة عن المخطوفين والمقتولين. بعض العوائل تأخذ جثث اقربائها - التي تجدها ملقاة على الطريق- مباشرة الى مديتة النجف الشيعية المقدسة لدفنها دون تسجيلها في د ائرة شرطة المدينة او المحقق العدلي.
يقدر احمد لطيف، ضابط من الدجيل، ان حوالي 20 شخصا قتلوا و20 اخرين خطفوا.
استلم الشهود الذين سجلوا للادلاء بشهاداتهم في المحكمة تهديدا بالموت قبل بدء المحاكمة في شباط، ويقول اهالي الدجيل ان الهجمات على الطريق العام هي استكمالا لنفس سياسة الخوف والترويع.
كانت المدينة هادئة قبل المحاكمة، لكن هناك الآن الكثير من القصص ألمروعه يرويها السكان على الطريق جنوبا.
كان فؤاد جبار, 26, حلاق, عائدا من العاصمه مع اصدقائه في شاحنه صغيره تحمل بعض المسافرين, حينما توقف السير قرب المشاهدة.
اعتقدوا أنهم عند نقطة تفتيش للشرطة، لكن حينما صاروا قريبا, شاهدوا ستة رجال يلبسون أقنعة ويحملون الأسلحة.
قال فؤاد "كنا خائفين ومرتعبين ".
طلب احد المتمردين الذي يضع قناعا احمرا ويحمل كلاشنكوف ان يظهر له أوراق هويته التي تظهر مكان ولادته.
كان جبار قد ولد في بغداد , لكن المتمردين كانوا يبحثون عن من هو أصلا من الدجيل. كان يراقب المشهد في ذعر حينما طلبوا من صديقه احمد, 20, طالب، الذي تشير هويته انه من ولادة الدجيل, النزول من الباص.
قال جبار ان المسلحين سألوا صديقه " انت احد الذين يرغبون في اعدام صدام".
ثم امروا الباص بالتحرك من دون احمد، ولم ير جبار صديقه منذ ذلك الحين.
اضاف جبار"لا زلت غير مصدقا ماحدث ولا كيف حدث. انه ضحية الارهاب. اتمنى ان يعود سالما".
قال لطيف ان الشرطة التي تجوب الطرق الخارجية بحثا عن المسلحين لم تعثر على أي منهم. انه يعتقد انهم ينصبون نقاطهم لاقل من عشرة دقائق في كل مرة ثم ينسحبون.
واضاف" نحن لا نعلم من هم... لكننا سنأخذ بثأرنا منهم اما عن طريق قوات الامن او عن طريق اهالي الدجيل".
معظم المسافرين الان يستخدمون طرقا فرعية عن طريق محافظة ديالى رغم ان ذلك يجعل المسافة ضعفين.
قال ماجد حسن ، مهندس من الدجيل ويعمل في شركة خاصة في بغداد، " انه طريق طويل ولا يشكل خيارا جيدا، لكننا لا نملك بديلا اخر حين نعلم ان الموت بانتظارنا في المشاهدة.
الاخرون أمثال كمال حمادي الذي أوقف وأرعب من قبل المسلحين في شهر مارس، قرروا عدم الذهاب الى العاصمة.
وحمادي، صاحب متجر من الدجيل ، كان يقود سيارته على الطريق غير المعروف وغير الاعتيادي حين اعترضته سيارة قرب المشاهدة. تقدم منه ثلاث ملثمين وسألوه عن المنطقة التي يسكنها.
حين علموا انه من الدجيل، امروه بالنزول من السيارة. توسل اليهم ان لا يقتلوه، وبعد احتجازه واهانته لمدة نصف ساعة- الا انهم لم يؤذوه- تركوه يكمل طريقه.
قال " أخذوني إلى مسئولهم وأنا ارتجف".
استنكر حزب الدعوة الذي يحظى بحضور قوي في الدجيل تلك التهديدات وقال ان على الشرطة بذل الجهود للقبض على الجناة من الإرهابيين.
قال عادل الزبيدي مسئول حزب الدعوة في المدينة "إنهم إرهابيون، ويجب التخلص منهم والقضاء عليهم".
البعض في المدينة يشعر بالندم لإصراره على محاكمة صدام عن جرائم القتل التي مارسها عام 1982.
قال احدهم وهو علي عيسى"لو كنا نعلم ان هذا سيحصل لنا، لما كنا اشتكينا ضد صدام ومساعديه".
"لقد دفعنا الثمن مرتين؛ الأولى في الثمانينات، والأخرى الآن".
نصر كاظم: صحفي متدرب في معهد صحافة الحرب والسلام في بغداد