الحكم باعدام قاتل زوجته
لقد استمعت احدى المحاكم في السليمانية الى كيفية قيام رجل بشن هجوم "ارهابي" على زوجته النرويجية
الحكم باعدام قاتل زوجته
لقد استمعت احدى المحاكم في السليمانية الى كيفية قيام رجل بشن هجوم "ارهابي" على زوجته النرويجية
لقد صدر حكم باعدام ثلاثة رجال في السليمانية شنقاً حتى الموت وذلك لارتكابهم جريمة قتل امرأة نرويجية في أيلول/ 2004 والتي دبرت لتظهر وكأنها هجوم ارهابي.
واستمعت المحكمة الى ان النرويجية ماريتا ستروم البالغة من العمر (39) سنة قتلها رجل استأجره زوجها الكردي فريدون لطيف، الذي بات متعباً جداً من تصرفاتها الغربية المتحررة التي اعتبرها "عدم احترام" له.
وكانت ماريتا تستقل سيارة في السليمانية مع زوجها واثنين من صغارهما عندما هاجمهم رجل مسلح. لقد قتلت رمياً بالرصاص وأصيبت ابنتها وعمرها (5) سنوات بجروح طفيفة في الهجوم.
وبعد الجريمة، عاد صغارها الثلاثة الى النرويج حيث يعيشون الآن مع أقاربهم.
وبعد تسعة شهور، ألقي القبض على فريدون ووجهت له تهمة استئجار قاتلين مأجورين لتنفيذ الهجوم. وبعد ان ثبتت ادانته في 10/ آذار، قال القاضي فاروق عبد الواحد، رئيس لجنة المحاكمة في حديث الى مندوب معهد صحافة الحرب والسلام "لقد نفذ ثلاثة رجال جريمة قتل المرأة النرويجية، وكان زوجها واحداً منهم."
وكان فريدون قد التقى بماريتا بعد ان منح اللجوء في النرويج عام 1995 باسم عثمان عمر عثمان. وتزوج الاثنان خلال سفرتهما الأولى سوية الى كردستان عام 1999.
وقد ثبت بالدليل ان فريدون عاد الى كردستان عام/ 2004 ليخطط لقتل زوجته، بطريقة تبدو وكأنها هجوما لمتطرفين بأمل ان تلقي الشرطة المحلية المسؤولية على المتمردين المناهضين لوجود القوات الأمريكية. ودفع فريدون الى كل واحد من الرجلين مبلغ (4) آلاف دولار أمريكي لقتل زوجته. وقال أحدهما واسمه آراس ابراهيم للمحكمة "لقد وضعت مع فريدون خطة الجريمة، ثم غيرت رأيي ولم أنفذها." ثم قام فريدون وآراس باستئجار رجل آخر اسمه كمال جلال فتاح لاطلاق النار.
وقال كمال للمحكمة ان فريدون طلب منه قتل ماريتا لأنها لا تحترم زوجها وأنفقت كل ما لديه من نقود، واعترف انهم الثلاثة قد حاولوا قتلها مرتين في السابق. وفي احداهما، أخذوها الى كركوك بحجة حضور تشييع جنازة. وكانوا ينوون قتلها على الطريق، لكن المحاولة فشلت بعد ان واجهواالكثير جداً من سيارات المسافرين على الطريق. وأنكر الزوج التهم مدعياً ان الاعتراف السابق له قد انتزع منه تحت التعذيب.
مع ذلك، فقد وجدت المحكمة ان المتهمين مذنبين مشيرة الى "ان الحادثة واضحة وبينة وقد أثبتت النحقيقات الدليل." وحكم على الثلاثة كلهم بالموت.
وبعد النطق بالحكم قال محامي فريدون خارج قاعة المحكمة "لقد أصدرت المحكمة حكمها دون ان تأخذ دفاعي بعين الاعتبار. وسوف أميز الحكم بالتأكيد." وتم تقديم طلب اللتمييز مباشرة، كذلك طلب فريدون المساعدة من الحكومة النرويجية. وقد رفض ستيفن ايفرسون، ممثل وزارة الخارجية النرويجية الذي جاء الى كردستان لمتابعة المحاكمة، التعليق على الحكم، لكنه أخبر مندوب معهد صحافة الحرب والسلام ان "الحكومةالنرويجية لا تؤيد عقوبة الحكم بالاعدام مهما كان المجرم."
وكانت هناك بعض النداءات تطلب من وزارة الخارجية النرويجية تسليم فريدون الى النرويج من أجل انقاذ حياته، إلا ان جنسيته هناك باتت نحت التحقيق لأنه قدم اسماً مزيفاً الى السلطات النرويجية عندما طلب في البداية اللجوء، لكن القاضي المسؤول قال "لا يوجد أي شيء في هذه الحادثة يجعلنا نتساهل تجاه الرجال الثلاثة. انها جريمة مقصودة، والعقوبة هي الاعدام (كما ينص على ذلك) قانون العقوبات العراقي."
وقال محامي فريدون لمندوب معهد صحافة الحرب والسلام ان أي حكم بالاعدام لم ينفذ في كردستان منذ ان حصلت على حكمها الذتي عام 1991. لقد صدرت (40) من مثل هذه الأحكام منذ ذلك الحين، وكل واحد منها استبدل بالسجن مدى الحياة.
*سيروان غريب ـ صحفي تحت التدريب في معهد صحافة الحرب والسلام في السليمانية