اللعب القاتلة
يحذر ألاباء وألامهات بان السماح للصغار باللعب بالبنادق غير الحقيقة قرب القوات الأمريكية قد ينتهي بمأساة.
اللعب القاتلة
يحذر ألاباء وألامهات بان السماح للصغار باللعب بالبنادق غير الحقيقة قرب القوات الأمريكية قد ينتهي بمأساة.
كانت سيارتان أمريكيتان من نوع (هامر) تسيران ببطء في حي الجهاد غربي بغداد، عندما ركض صبي عمره (12) سنة في الشارع وهو يصرخ "الانذال" ماطراً السيارتين بطلقات كاذبة من بندقية الكلاشينكوف البلاستيكية التي يلهو بها.
وصوب أحد الرماة مدفعه المنصوب فوق السيارة نحو الصبي، لكنه تراجع في اللحظة الأخيرة عندما أدرك ان البندقية غير مؤذية.
وقام والدا الصبي بسحبه الى الداخل يصفعانه في كل مكان وهما يصرخان به "كان يمكن ان تقتل."
ان بغداد مليئة، ليس فقط بالأسلحة الحقيقية، وانما ببنادق لعب ألاطفال أيضاً.
في كل ركن تجد محلاً مليئاً بمسدسات مع بنادق كلاشينكوف بلاستيكية، بينما يلعب الصغار لعبة الأمريكان مقابل المجاهدين.
وقال علاء الكردي في سوق الشورجة الذي غير تجارته بالجملة من مواد التجميل الى لعب الأطفال "الأرباح عالية والعمل سهل."
وقد حاولت السلطات عدم تشجيع تجارة لعب الأطفال، وتظهر الملصقات المعلقة في ساحة الفردوس في بغداد جندياً أمريكياً يصوب سلاحه تحو صبي يحمل مسدساً ـ لعبة، ويقول الملصق محذراً "لا تعرض أولادك للخطر بالسماح لهم باللعب بمثل هذه اللعب أمام الأمريكان، لأنهم سيقتلون."
ويقول التجار ان حروب العراق وثقافة السلاح قد اختلطت مع النسب المرتفعة للجريمة لتؤدي الى ايجاد مجتمع تبدو فيه حيازة الأسلحة أمراً طبيعياً.
ويميل الآباء الى الاستجابة لولع صغارهم بالأسلحة النارية.
وقال مصطفى البالغ من العمر (7) سنوات لوالده عبد الرحيم "لابد ان تعطيني سلاحاً، أخشى ان يهاجم لص البيت وانت غير موجود، يجب ان أدافع عن البيت بسلاحي الخاص."
ضحك عبد الرحيم، وفي اليوم التالي اشترى لولده مسدساً ـ لعبة.
مع ذلك، فان مزيج حيازة الأسلحة غير الحقيقية مع ثقافة السلاح العراقية يمكن في بعض الحالات ان تكون له عواقب وخيمة.
عرض عباس مسدسه الجديد على أصدقائه وكان قد تسلمه في حفلة عيد ميلاده.
وفق ما ذكرته عائلته، فان الصغار كانوا يلعبون لعبة الشرطة والحرامية، عندما ضرب عباس صديقه ستار جمعة في عينه بطلقة كاذبة.
وسال الدم على وجه الصبي الذي أدخل بسرعة الى غرفة الطوارئ، وقد أنقذت عينه، لكنه ظل في المشفى لمدة أسبوع.
وبعد فترة قصيرة من ذلك، أرسل والد ستار، جمعة لؤي أفراداً من عشيرته الى بيت رحيم، والد الطفل عباس، متوعداً بالمشاكل "اذا لم يدفع الأب مبلغ العلاج (300) ألف دينار زائداً مبلغ (500) ألف دينار أخرى كتعويض عن أجور العمل التي فقدها جمعة بسبب مكوثه في المشفى مع ولده.
ومع ان رحيم يتسلم أجراً يوميا قدرة (7) آلاف دينار فقط، فقد دفع المبالغ بدلاً من المجازفة بنزاع عشائري يمكن ان تشارك فيه أسلحة حقيقية.
*محمد فوزي ـ بغداد