المثقفون الشيعة يدينون الصدريين
ان مهاجمة الحركات المتطرفة لعلماء الدين الكبار تتناقض مع النداءات التي تدعو الى الوحدة
المثقفون الشيعة يدينون الصدريين
ان مهاجمة الحركات المتطرفة لعلماء الدين الكبار تتناقض مع النداءات التي تدعو الى الوحدة
قد يعد الزعيم الشيعي الشعبي مقتدى الصدر بطلاً في نظر عدد لا بأس به من الشيعة الشباب والفقراء بسبب تحديه للتحالف, لكن الكثير من أبناء الطائفة من الطبقة المتوسطة والأكبر سناً يدينون حركته لتسببها في احداث انقسام داخل مجتمعهم.
وبشكل خاص يعارض الشيعة من الطبقة المتوسطة توجهات صحيفة "الحوزة" التي أسهم اغلاقها في نيسان على اثارة الانتفاضة في أنحاء العراق.
ومنذ ان أغلقت قوات التحالف الصحيفة في نهاية آذار الماضي,عاد العراقيون الفضوليون لقراءة النسخ السابقة من الجريدة الاسبوعية محدودة التوزيع. وبعد قراءة ما نشر فيها ادعوا انهم اكتشفوا مهاجمتها لعلماء الدين الكبار مما يتناقض مع دعوات الصدر العلنية لوحدة الشيعة.
وقال الجراح أحمد ناصر وعمره (45) سنة "عندما عدنا لقراءة النسخ السابقة, وجدنا العديد من الأشياء الغريبة مبثوثة ما بين السطور. وجدت انها تسعى لشق وحدة الشيعة. ولاحظت وجود تناقض كبير بين ما نشر في الجريدة وما يعلنه الصدريون عبر التلفاز".
ويحتفظ كاظم حيدر المدرس في ثانوية الخورنق وعمره (39) سنة, بقصاصة من مقالة جاء فيها ان العديد من علماء الدين الكبار هم أجانب ليس لهم اهتمام بحياة عموم العراقيين.
وتقول المقالة "في سراديب النجف, الباردة صيفاً والدافئة شتاءاً, يعيش علماء الدين الفرس والأفغان والباكستانيون, الى جانب العراقيين الذين يفضلون عدم الظهور أمام الناس".
ان العديد من علماء الدين الكبار في العراق هم أجانب, بما في ذلك أية الله العظمى سيد علي الحسيني السيستاني أيراني المولد.
وبالنسبة لبعض الشيعة فان مثل هذا النقد لعلماء الدين الكبار, يبرر هجوم الولايات المتحدة على مسلحي الصدر وجريدتهم.
وقال المهندس علي جعفر البالغ من العمر (35) سنة "لقد استفاد الشيعة من اغلاق الجريدة التي تكتب ضد مرجعيتنا الدينية. ويزعم أتباع مقتدى الصدر انهم (مخلصون) للمرجعية الدينية في النجف, إلا انهم يكتبون العكس في صحيفتهم".
وعلى الرغم من ان العداء "للحوزة" يلاحظ في الغالب بين أوساط الشيعة المهنيين, فان بعض أبناء الطبقة العاملة من الطائفة يؤيدون أيضاً اغلاق الصحيفة.
وقال أحد العمال اليوميين "لو كانت الجريدة قد استمرت بالصدور,لربما تسببت في اشعال حرب أهلية بين الشيعة أنفسهم. لقد كان اغلاق الجريدة رائعاً, ونحن نشكر القوات المحتلة على ذلك".
*حسين علي ـ صحفي متدرب في معهد صحافة الحرب والسلام ـ بغداد