العراق يأمل تعزيز دوره من خلال القمة العربية
يعد الحدث فرصة ذهبية لبغداد لتعزيز دور العراق الاقليمي بعد الانسحاب الأميركي في كانون الأول 2011.
العراق يأمل تعزيز دوره من خلال القمة العربية
يعد الحدث فرصة ذهبية لبغداد لتعزيز دور العراق الاقليمي بعد الانسحاب الأميركي في كانون الأول 2011.
يأمل المسؤولون العراقيون أن تسهم استضافة العراق لأول قمة لجامعة الدول العربية عقب موجة الثورات التي اجتاحت الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بتعزيز موقف بلادهم في المنطقة.
وقال علي الموسوي، المستشار الإعلامي للحكومة العراقية، بأنه من المهم جدا بالنسبة للعراق استضافة هذه القمة بالتحديد في هذا الوقت بالذات. وأشار بان هذا الاجتماع سيشهد " لقاء بعض القادة ببعضهم الآخر لأول مرة"- في إشارة منه إلى القادة الجدد الذين ظهروا عقب الثورات التي اجتاحت الدول العربية خلال العام المنصرم.
كما صرح الموسوي بان الاجتماع الذي سيستمر لمدة ثلاثة أيام ابتدءا من 29 آذار في بغداد سيناقش اوضاع المنطقة العربية بضمنها احداث سوريا والبحرين، بالإضافة إلى القضية الفلسطينية. يذكر انه لم يتم دعوة الرئيس السوري بشار الاسد لحضور القمة.
وتتضمن أجندة الاجتماع أيضا إعادة هيكلة الجامعة العربية نفسها بعد الانتقادات التي وجهت لادائها خلال العام المنصرم.
عن ذلك قال الموسوي: " سيتم مناقشة كيفية اعادة هيكلة الجامعة للمرة الأولى منذ تأسيسها قبل أكثر من 50 عاما."
بالنسبة للعراق، فان الاجتماع- خصوصا في هذه اللحظة الحاسمة في المنطقة- يمثل فرصة لتعزيزعلاقته مع بقية دول العالم العربي.
هذا وقد كان من المفترض استضافة العراق للقمة في العام الماضي، إلا أن الاضطرابات التي اجتاحت معظم الدول العربية الأعضاء في الجامعة، فضلا عن المخاوف الأمنية في العراق، أدت إلى تأجيل القمة.
يوضح أسامة مرتضى، أستاذ العلوم السياسية في بغداد، ذلك بالقول: " لو كان العراق قد عقد القمة خلال العام الماضي، لغاب معظم القادة العرب عن الحضور،" موضحا " فالدول المعادية للعراق ستغيب بحجة إن العراق بلد محتل، أما الدول الصديقة فلن تتمكن من الحضور أيضا لأنها ستواجه انتقادات لاذعة لحضورها القمة في بلد محتل. ببساطة، سيقول العرب "كيف لنا مناقشة شؤوننا في بلد يديره ألاجنبي."
لم يستضف العراق القمة العربية منذ أيار 1990، أي قبل اشهر معدودة فقط من غزو الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين للكويت حينذاك، وهو العمل الذي أسهم في عزل العراق عن العالم العربي.
" سيساعدنا هذا الاجتماع على تفعيل علاقاتنا مع الدول العربية،" وأضاف الموسوي بالقول"انقطع العراق عن العالم الخارجي بسبب سياسات صدام حسين الغير صحيحة بدءا من غزوه للكويت."
بعد الإطاحة بصدام عقب الغزو الأميركي عام 2003، شعر العراقيون بعزلة اكبر مع نظرة باقي الدول العربية لهم كبلد محتل. الا ان العراق يأمل باستعادة مكانته في زعامة المنطقة بعد انسحاب القوات الأميركية في كانون الأول 2011.
صعدت بغداد من جهودها الدبلوماسية مع بقية الدول قبل بدء القمة.
حيث دفعت الحكومة العراقية مبلغ أربع مليارات دولار أميركي كتعويضات للجانب الكويتي خلال العام المنصرم، معبرة عن التزامها لحل باقي القضايا المتعلقة مثل قضية ترسيم الحدود مع جارتها الجنوبية. كما وافقت الحكومة مؤخرا على دفع مايقارب 408 ملايين دولار إلى 640,000 مصري هربوا من العراق عقب حرب الخليج الاولى.
وكمؤشر على تحسن العلاقات مع السعودية، اعلن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي عن رغبته لزيارة المملكة، بعد ان قامت الاخيرة بتعيين المبعوث السعودي الى الاردن كسفير غير مقيم لبغداد. وهذه هي المرة الاولى لوجود تمثيل سعودي في العراق منذ اكثر من عقدين.
ويظهر ان هذه الجهود قد اثمرت ، حيث اكد روؤساء 11 دولة عربية، بضمنهم امير الكويت، حضورهم القمة، بحسب ما افادت وزارة الخارجية العراقية.
هذا وتبقى مسألة الحفاظ على الامن في العاصمة العراقية اثناء هذا الحدث الرفيع المستوى التحدي الاكبر.
حيث اكد القادة العراقيون فرض اجراءات امنية مشددة قبل وخلال عقد القمة. من الجدير بالذكر ان البلاد لازالت تعاني من الهجمات المسلحة، حيث قتل 150 شخصا الشهر الماضي وفقا لاحصائيات رسمية.
كما ناشد المالكي القوات الامنية لتحسين ادائها وسد اية ثغرة امنية لغرض " احباط جهود الارهابيين،" وفقا لبيان صادر من مكتبه.
هذا وتتضمن الخطة الامنية انتشار الالاف من القوات العسكرية في انحاء العاصمة، واغلاق المجال الجوي في بغداد اثناء عقد الاجتماع واحتمال فرض حظر على حركة المركبات في العاصمة.
من جانب اخر يحذر الخبراء من ان اي هجوم خطيرقد يقوض المكاسب الدبلوماسية التي يحققها هذا الحدث.
حيث يعلق عبد الله القصاب وهو كاتب ومحلل عراقي ،عن ذلك بقوله: " اي خرق من شأنه ان يبعث رسالة مفادها ان العراق بلد ضعيف ، غير قادر على حماية نفسه من دون الاميركان". ويضيف " كما سيبين ذلك ان العراق غير مكترث بتعريض حياة ضيوفه للخطر- وهي وصمة عار على سمعة العراق في نظر الدول العربية."
بينما اصر الموسوي على حرص السلطات منع حدوث ذلك بقوله: " نحن مستعدون لذلك والقمة ستعقد هنا."
عبير محمد/محرر العراق في معهد صحافة الحرب والسلام