العراقيون في المنفى يعارضون الخطط الأمريكية
بقلم جولي فلنت – بيروت – ( تقرير الأزمة العراقية المرقمة 3 ، 12 آذار 2003 )
العراقيون في المنفى يعارضون الخطط الأمريكية
بقلم جولي فلنت – بيروت – ( تقرير الأزمة العراقية المرقمة 3 ، 12 آذار 2003 )
المغتربون غير المنحازون من العراقيين يعارضون الخطط الأمريكية لاحتلال بلادهم ، ويعملون جهدهم على كسب التأييد لتعيين إدارة بإشراف الأمم المتحدة للتمهيد لإقامة ديمقراطية عراقية بعيدة عن السيطرة الأمريكية .
والمغتربون المعروفون " التجمع العراقي " الذين اثبتوا حضورهم الشهر الماضي حينما طالبوا صدام في بيان لهم بالتنحي عن الحكم لتجنيب العراق الحرب وما يتبعها من ماسي . وكان ذلك أول إنذار يوجه إلى صدام خلال فترة حكمه العراق ، اكثر من 30 سنة .
وقال المغتربون بان صدام لم يتوقف ولم يضع نهاية للماسي والويلات التي عمت العراق والعرب على حد سواء . وطالبوا الأمم المتحدة والجامعة العربية والحكومات العربية لبذل كل ما بوسعهم لتغيير النظام دون عنف ودمار .
وقد وقع البيان 17 عضواً يمثلون كل العراق بطيفه العرقي والديني والسياسي . ومن بين أولئك خمسة من الوزراء السابقين المعروفين منهم عدنان الباجة جي – وزير خارجية - ، وعدد من الأكاديميين والصحفيين والتكنوقراط . وبعد أيام قليلة من مطالبتهم صدام بالتنازل عن السلطة ، وجد ذلك صداه في العالم العربي ، وخاصة لدى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس الإمارات العربية المتحدة ، والرئيس الوحيد الذي أبقى علاقات مع العراق مستمرة بعد غزو الكويت عام 1991 .
" انه شيء جديد في السياسة العربية أن يطلب من الرئيس التنازل " يقول مهدي حافظ الاقتصادي ويمثل الأحزاب العراقية ومدير سابق لمنظمة التطوير الصناعي التابعة للأمم المتحدة .
" من الصعب الاعتقاد بان صدام سيقبل المنفى ولا أراهن على ذلك ، فالدكتاتوريين أمثاله يتشبثون بالسلطة لكنهم أحيانا يرغمون على التنازل . انظروا إلى ميلوسوفيج ، يضيف حافظ .
أن صدام يظهر علامات الضعف ببحثه عن الحل السياسي بدلاً من الحل العسكري للازمة . يؤكد حافظ " في الماضي كان يقول دعهم يأتون .. لكنه الآن يتحدث عن تعاطف من المجتمع الدولي ، ومن ذلك تعاونه مع فرق التفتيش عن السلاح التابعة للأمم المتحدة . ورغم كل الضجة التي يثيرها عن استعداده للمقاومة ، إلا انه محبط ويائس .
يقول حافظ بان المعارضة العراقية تعارض الخطط الأمريكية بإزالة صدام " نحن لا نريد أن يبقى صدام في الحكم ، لكن كذلك لا نريد لبلدنا أن يدمر " فالحرب تدمر ما بقي من الاقتصاد المثقل بالديون الخارجية والتي تبلغ 90 بليون دولار .
قد تكون هناك ضربة غير متوقعة لصدام قبل بدأ الحرب ، كل شيء ممكن الآن لان صدام ضعيف جداً ، يقول حافظ .
وبعد إعلان إعلانهم ، قام الباجة جي وزملائه برحلات إلى أوربا ودول الخليج لجمع التأييد لمشروعهم البديل للسيطرة الأمريكية على العراق .
وينص المشروع على إقامة إدارة انتقالية تعمل بالتعاون مع الأمم المتحدة وليس تحت إمرة الولايات المتحدة ، وقال الباجة جي انه يفضل أن تكون القيادة مشتركة لتقليل احتمالية الصراع العراقي ، وطالبوا بالرفع الفوري للحصار لمرحلة ما بعد سقوط صدام ، واتباع سياسة نفطية تساعد في إعادة بناء العراق ، والتنسيق مع البلدان المنتجة الأخرى لأحداث استقرار في أسواق النفط العالمية .
وطالبوا أيضا بإجراء انتخابات ** دستورية لكتابة الدستور ، وتثبيت دور القانون وإلغاء الاضطهاد السياسي وحماية وحدة واستقلالية العراق .
وبعد نشر ذلك الإعلان بشكل واسع ، ومغازلة الإدارة الأمريكية للباجة جي ، فان اجتماع قادة المعارضة المسندة أمريكيا في صلاح الدين شمال العراق قد طلبوا من الباجة جي – 80 عاماً – أن يكون أحد القادة الستة للمجلس الذي يكون دوره استشارياً بعد سقوط صدام . ويضم ذلك المجلس بعض رموز المعارضة مثل مسعود البارزاني زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني ، وآية الله محمد باقر الحكيم رئيس المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق .
وقد رفض الباجة جي ذلك قائلاً أن أي صلة مع المؤسسة العسكرية الأمريكية ستكون " مدمرة وغير مقبولة " . وقال بان العراقيين يجب أن يكون لديهم سلطات تنفيذية في مرحلة ما بعد صدام ، وليس استشاريون فقط .
وعند السؤال عن تقييم التجمع العراقي لقيادة مؤتمر صلاح الدين ، أجاب حافظ بأنه اعترف بدور أعضاء ذلك المؤتمر وبنضالهم ضد النظام العراقي ، ونقطة السقوط عندهم هي " انهم جزء من مشروع خارجي ، وانهم غير مستقلين " .
جولي فلنت : مراسلة قديمة في الشرق الأوسط ومعتمدة سابقة للـ iwpr ومحررة ومنسقة للازمة العراقية .