السليمانية تشكك بالوعود الانتخابية
لقد فشلت الأحزاب التي خاضت الحملة الانتخابية في كردستان العراق في كسب ثقة الناخبين المترددين
السليمانية تشكك بالوعود الانتخابية
لقد فشلت الأحزاب التي خاضت الحملة الانتخابية في كردستان العراق في كسب ثقة الناخبين المترددين
ان الملصقات السياسية متعددة الألوان التي تزين شوارع السليمانية، المدينة الرئيسة في شمال شرقي المنطقة الكردية، تتنافس مع بعضها على الفراغات فوق الجدران وعلى جذب انتباه الناخبين المحتملين.
وتنوع الوعود المطروحة في هذه الملصقات يشبه تنوع الأحزاب التي تطلقها نفسها.
ويقدم وعداً من قائمة الوحدة الكردية "برنامجاً سريعاً لاستعادة المياه والكهرباء والوقود." وقد جمعت القائمة سوية الحزبين الكرديين الرئيسين: الحزب الديمقراطي الكردستاني وحزب الاتحاد الوطني الكردستاني، وأخيراً المجموعات السياسية الأخرى لانتخابات المجلس الوطني العراقي. ويقف الحزبان منفصلان في خوض انتخابات المجلس النيابي الاقليمي الكردي ومجالس المحافظات.
ملصق آحر من قائمة الديمقراطيين الاشتراكيين في كردستان، يعدون فيه بملجأ جديد للأيتام، بينما يتقرب حزب "الكادحين والمستقلين" الى النساء متعهداً بتحقيق المساواة بين الجنسين.
ويقول الكثير من الناخبين الأكراد انهم يعرفون من خلال التجربة ان هذه الوعود أثمن بقليل من الورق الذي طبعت عليه.
وقال فهر الدين قادر، مدير محطة اذاعة تديرها الرابطة الاسلامية في كردستان "ان شعب كردستان لديه تجربة مع السلطات الكردية، وهذا هو سبب التشكيك فيها."
ان الأكراد العراقيين يمتلكون تجربة أكبر مع الديمقراطية من جيرانهم العرب. وبالاضافة الى الانتخابات البلدية، فان الناخبين انتخبوا مجلساً نيابياً كردياً عام 1992، بعد سنة من فقدان صدام حسين سيطرته على محافظات السليمانية واربيل ودهوك. إلا ان تلك الانتخابات أشعلت أخيراً حرباً أهلية بين الفصيلين الأكبر في المنطقة: حزب الاتحاد الوطني الكردستاني والحزب الديمقراطي الكردستاني. ويحكم الحزبان اليوم الأراضي الكردية سوية وشكلا قائمة واحدة لانتخابات المجلس الوطني الانتقالي.
ويشكل وضع كركوك المستقبلي أحد أهم الثيمات الدعائية إذ يرى الأكراد كركوك الغنية بالنفط عاصمة لكردستان مستقلة، إلا ان كركوك تقع خارج منطقة الحكم الذاتي الكردية وهي مدينة لعدد كبير من العرب والتركمان وأقليات أخرى.
ان مئات الآلاف من الأكراد طردوا من كركوك كجزء من سياسة "التعريب" التي انتهجها صدام والتي تعد الأحزاب الكردية بمعالجتها.
ويبين أحد ملصقات قائمة الوحدة الكردية صورة بئر نفط مع شعار "كركوك كنز كردي"، لكن الناخبين يشكون في قدرة الأحزاب على تحقيق هذا التعهد.
وقال السائق هيوا جمال "لقد كان للحزبين الحاكمين الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني مؤخراً موقفاً جيداً من كركوك، لكني لا أعتقد انهما يستطيعان اعادة حعلها مدينة كردية او اعادة ضمها الى كردستان."
وقال كيوان محمود، أحد أهالي كركوك، انه يشك في قدرة الحزبين على استعادة كركوك وضمها الى المنطقة الكردية، ومع ذلك فانه ما يزال مصمماً على التوجه الى انتخابات يوم الثلاثين من كانون الثاني. وأضاف "على الأكراد في كركوك ان يصوتوا ليبينوا العدد الحقيقي للأكراد في المدينة."
ويشكل توفير الخدمات مثل الكهرباء والوقود وعداً انتخابياً شعبياً آخر. ويقول الطالبان الجامعيان باران دلشاد وديدار كامران انهما لا يستطيعان الزواج بسبب عدم توفر السكن في السليمانية.
وقال دلشاد "لقد نال الحزبان الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني غالبية المقاعد في الانتخابات، لكن لماذا لم ينفذا ما وعدا به خلال (13) سنة الأخيرة؟"
ووصف عضو في حزب الاتحاد الوطني شكوك الناخبين بانها "بلا أساس".
وقال آزاد جندياني، مدير المركز الاعلامي لحزب الاتحاد الوطني الكردستاني "اننا كحكومة فقد نفذنا كل الوعود التي وعدنا الناس بها، وفي الحالات التي لم نستطع فيها الوفاء بوعد، كنا نبذل كل ما بوسعنا من أجل الوفاء به."
ويعترف عارف تيفور، عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني ان من حق الناخبين ان تنتابهم الشكوك وذلك لعدم الوفاء بكل الوعود التي طرحت. ان الشهور المقبلة ستثبت من هم السياسيون الذين يستحقون الثقة للحفاظ على وعودهم.
ويقول بعض الناخبين ان الحزبين الكرديين وبكل بساطة ليست لديهما السلطة للحفاظ على تعهداتهما. وقال الرسام سوران رفعت "ان للأكراد أعداءً كثيرين، يخشون من قيام كيان كردي قوي. وهذا هو السبب الذي يدفعهم للعمل على منع قيامه."
*لم يذكر اسم كاتب التقرير من أجل حماية مندوبي معهد صحافة الحرب والسلام