الزواج المختلط ينجو من الصراع
يواصل الأزواج المنتمين إلى مذاهب إسلامية مختلفة الزواج على الرغم من التوترات الطائفية
الزواج المختلط ينجو من الصراع
يواصل الأزواج المنتمين إلى مذاهب إسلامية مختلفة الزواج على الرغم من التوترات الطائفية
الزواج، الذي وقع في 21 آب، كان قد أجل بسبب معارضة والد العريس، الذي عارض زواجهما لاعتقاده أن خلفياتهما المذهبية المختلفة يمكن أن تكون حائلا بينهما.
الاثنان- اللذان أصبحا أخيرا مخطوبين منذ ثلاثة أشهر- كانا أيضا غير قادرين على اللقاء لمدة عام خلال فترة علاقتهما العاطفية بسبب التصاعد الشديد في العنف الطائفي في البلد.
مرتديا بدلة جديدة، نظر سعد، 30، إلى عروسه الجالسة إلى جواره بثوبها الأبيض.
وقال إنه في ذروة سفك الدماء، كان يشك فيما إذا كان قادرا على الزواج من شيماء. ولكنه لم يكل، فلم يكن على استعداد للتفكير بأي واحدة سواها، "على الرغم من إصرار والدي [في ذلك الوقت] على أن الزواج المختلط محكوم عليه بالفشل."
الزوجان التقيا لأول مرة في الكلية و سرعان ما وقعا في الحب. أخفى محمد في البداية معارضة والده لعلاقته بشيماء وقال لها إنه فقط عندما غير والده رأيه، ترك لهما حرية الزواج.
وقال محمد "نجحت في إقناع والدي، الذي كان يعتقد أن العنف الطائفي المتزايد يثبت آراءه."
لم تكن عائلة شيماء معارضة لهذا الزواج - كان همها الوحيد هو أهمية أن تجد ابنتها زوجا جيدا يوفر لها حياة كريمة.
ويحظر القانون العراقي ذكر مذهب المواطن في الوثائق الرسمية، الأمر الذي يجعل من الصعب تصور رقم لعدد الزيجات المختلطة. الزيجات المختلطة التي كانت ذات مرة شائعة في العراق، فقد عقدت التوترات الطائفية هكذا زيجات، لكنها لم تضع نهاية لها.
وقالت سميرة الموسوي، الشيعية المتزوجة من سني منذ 30 عاما، والتي ترأس لجنة الأسرة والمرأة والطفل في البرلمان، "إن (الزيجات بين السنة والشيعة) لم تختف على الرغم من سيطرة الميليشيات على أحياء العاصمة."
وذكرت الموسوي، التي تنتمي إلى الائتلاف العراقي الموحد - الكتلة الشيعية الأكبر في البرلمان - أن الطائفية ليست جزءا متأصلا من المجتمع العراقي. وقالت "على الرغم من قسوتهم، لم يتمكن المسلحون من إجبار العراقيين على كره بعضهم البعض بسبب معتقداتهم."
إكتظت القاعة سيئة التهوية في ضاحية الكرادة - المنطقة ذات الأغلبية الشيعية في جنوب شرقي بغداد- حيث احتفل شيماء و محمد بزواجهما- اكتظت بأقارب وأصدقاء الزوجين المنتمين إلى مذاهب إسلامية ومجموعات عرقية مختلفة.
ورقص الضيوف الدبكة - وهي رقصة عربية تقليدية، حيث أن كل شخص يمسك بيد الشخص الذي يليه أو يليها. وأزالت شيماء، 25، قطرات العرق من فوق جبينها.
قالت شيماء "[أشعر] وكأني في حلم". وأضافت "الكل نصحوني أن أنسى أمر الزواج من شخص ينتمي إلى جماعة دينية مختلفة."
وشرحت شيماء الصعوبات التي واجهها الزوجان خلال علاقتهما العاطفية. فقد تم تقسيم الأحياء في المنطقة التي تعيش فيها إلى أجزاء سنية وشيعية، مما أدى الى عدم قدرة الزوجين على رؤية بعضهم لمدة عام كامل. وأضافت "بقينا على اتصال عن طريق الانترنت ومن خلال هواتفنا الخلوية.
وعند إقتراب انتهاء الإحتفال، بدأ الأصدقاء والأقارب السنة بمغادرة القاعة أولا بسبب أن أحياءهم لازالت تحت حراسة مشددة من قبل القوات الأمريكية والعراقية.
وقال خالد جمال، من منطقة العامرية ذات الغالبية السنية، "مضطر للذهاب مبكرا لأن أجزاء من منطقتي لازالت غير مستقرة، لوجود بعض المسلحين هناك."
في نهاية الحفلة، تجمع جميع الضيوف الباقين في الخارج لتهنئة الزوجين، وانتظروا سيارة تقلهم إلى بيت محمد في حي الخضراء ذات الغالبية السنية.
سيمكث العروسان المتزوجان حديثا مع عائلة أحمد. لو تم الزواج في السابق، لكانت تولدت لديهم مخاوف من جلب شيماء للعيش في منطقة سنية، حيث أن تحسن الوضع الأمني في العاصمة ساعد في أنهم لم يعودوا قلقين.
وقال والد محمد "منذ عام مضى، كان من الصعب جلب زوجة ابني الشيعية إلى حينا، لكن الأوضاع في تحسن نتيجة العمليات العسكرية."
وقال وهو ينقر بمسبحته إنه سوف لن يتدخل في حياه ابنه أكثر، وأضاف "سوف لن أسأله الى أية طائفة سينتمي أولاده. فأنا أكره الطائفية."
حازم الشرع، مراسل متدرب في معهد صحافة الحرب والسلام في بغداد