أنثى وحيدة … وباكستاني يهدد
الكاتب: لين أحمد
أنثى وحيدة … وباكستاني يهدد
الكاتب: لين أحمد
في أحد محلات الملابس النسائية في الرقة كانت “ميم” لوحدها تنتظر البائع الذي ذهب إلى صلاة العشاء وتركها في المحل إلى حين انتهائه. ولسوء حظها لمحها ركاب سيارة “الحسبة” التي تقوم بتفقد المحلات أثناء الصلاة حيث يجب أن تُغلق جميعها.
وبالرغم أن الصلاة شارفت على الانتهاء توقفت سيارة الحسبة وهي عبارة عن “فان” (سيارة نقل صغيرة) أمام المحل وخرج منها عنصران، أحدهما سوري رقاوي (نسبة إلى الرقة). لم تعرف “ميم” ماذا تفعل حين نادى عليها للخروج من المحل. كان شكله الغريب بذقنه الطويلة ووجهه العابس، والذي يبدو غالبا أنه من باكستان أو إحدى الدول القريبة منها, كان كافيا ليبث الرعب في نفسها. من الصعب جدا أن تتفاهم معه أو تشرح له. ذنبها الوحيد أنها تواجدت في المحل أثناء الصلاة. خرجت من المحل بخطى مترددة وهي مرتدية النقاب.
بدأ بالصراخ عليها متكلما ً بالفصحى “ما الذي تفعلينه هنا؟”
ردّت عليه “أنتظر صاحب المحل حتى رجوعه”.
سألها “وأين هو ؟”
أجابت “ما أعرف يا شيخ”.
حاولت أن تدافع عن نفسها وأن تبرر وجودها لكن لا جدوى. كلما تكلمت أكثر زاد صراخه وزاد خوفها. شعرت بأنها وحيدة وضعيفة ومستباحة. خصوصا بعد أن تجمع بعض الشباب على الرصيف المقابل للمحل ليشاهدوا دون أن يفعلوا شيئا سوى التكلم عن بعد بأن هذا لا يجوز.
كان المهاجر يريدها أن تصعد في سيارة “الحسبة” ليأخذها إلى المقر حيث ستلقى العقاب الملائم.
يقول لها بعد أن اقترب منها أكثر “اصعدي إلى السيارة”.
تتراجع خطوتين إلى الخلف وترد “شلون (كي) أروح معاكم وأنا لحالي؟”
يعلق على كلامها قائلاً “خائفة أن تكوني معنا لوحدك ولست خائفة أن تكوني بالمحل؟”
يزداد صراخه وإصراره عليها لكي تصعد بالسيارة لكنها ترفض بكلمات متلعثمة محاولة أن تؤخرهم عله يحدث شيء ما ينقذها.
يقترب أحد الشبان مدافعا عنها بأنها لم ترتكب خطأ, فيقوم العنصر السوري بدفعه ويصيح به “لا حدا يدّخل بعملنا”.
يسحب المهاجر عصا من السيارة مهددا “ميم” بالضرب إن لم تصعد.
تتلكأ قليلاً وبصوت يغص بالدموع تقول له “أمانة يا شيخ”.
يصرخ بها “إصعدي أنتم لا تأتون إلا بهذه الطريقة”.
تصعد كي تتجنب الضرب بالعصا. يعلو صوت الشباب المتجمهر، فيقوم العنصر السوري بتلقيم سلاحه بوجههم.
في هذه الأثناء يأتي صاحب المحل، وهو شاب عشريني ويقترب من المهاجر ويقول له “أنا صاحب المحل”.
يتلقاه المهاجر بالضرب المبرح بالعصا دون أن يتكلم معه.
تستغل “ميم” هذه الظروف وتستجمع شجاعتها لتخرج من السيارة وتهرب بأقصى سرعتها.
يلاحظها المهاجر متأخرا، يركض خلفها لكنها تستطيع الهرب وسط زحمة السوق وهي تشعر أنها هربت من الجحيم.