آراء السنة منقسمة ازاء الطالباني
لقد رحب العرب السنة بتعيين كردياً كرئيس ولكن مع خليط من التفاؤل الحذر المشوب بالقلق
آراء السنة منقسمة ازاء الطالباني
لقد رحب العرب السنة بتعيين كردياً كرئيس ولكن مع خليط من التفاؤل الحذر المشوب بالقلق
كان عمر أحمد من أهالي الفلوجة يلعب الدومنة في أحدى كازينوهات بغداد ويعلق على التطورات السياسية كلما سنحت له الفرصة أثناء اللعب قائلاً "انها المرة الأولى التي يكون لنا فيها رئيس كردي منذ تأسيس العراق في العشرينات."
ان النقاش حول تعيين كردي، جلال الطالباني، كرئيس للعراق قد أصبح موضوعاً ساخناً للحوارات في بغداد، لاسيما بين الأقلية العربية السنية التي حكمت العراق ابان عهد صدام حسين.
وعكس نجم باسل وعمره (35) سنة من مدينة عنه رأي بعض العرب السنة عندما تطرق للتغيير المثير للأحوال بالنسبة للأكراد، وحث الطالباني على ان لا يتورط في التمييز العنصري.
وقال " انها فعلاً مفاجأة ان يكون لدينا رئيس كردي لحكم العراق. أرجو ان يكون عادلاً تجاه كل من الأكراد والعرب بشكل متساوي."
وبالنسبة للأكراد، الذين فازوا بنسبة (27%) من مقاعد الجمعية الوطنية في انتخابات كانون الثاني، فان الطالباني مقاتل من أجل الحرية منذ زمن طويل وشخصية وطنية قاد المقاومة ضد حملات صدام للتطهير العرقي في كردستان.
ونتيجة لذلك، فان الرئيس يتمتع بشعبية كبيرة بين أبناء شعبه الذي يرون فيه سياسياً متحرراً سيتابع مصالح الجماعات العرقية كلها في العراق.
ولكن الكثير من العرب السنة ومعظمهم ممن قاطعوا الانتخابات لم يتشجعوا بهذا التعيين.
وأوضح محمد عزيز مهندس عمره (30) سنة من محافظة الأنبار رأي البعض ان الطالباني سيسعى فقط لتعزيز جماعته العرقية التي ينتمي اليها، على حساب العراقيين الآخرين.
وقال "ان جلال هو عميل لأمريكا. سيضم كركوك الى اقليم كردستان. وسيخدم مصالح الأكراد فقط."
وبينما لم يشعر آخرون من العرب السنة بالسعادة بالتعيين الرئاسي، فقد اتخذوا موقفاً ذرائعياً من القضية. وقال الشيخ سالم الهنداوي وعمره (35) سنة من مدينة الخالدية الى الغرب من بغداد "لا يريد العرب السنة قائداً كردياً، لكننا في الوقت الحالي سنقف مع الحكومة لأنها مجرد حكومة مؤقتة."
ويلقى الطالباني التأييد من غالبية السكان الشيعة، الذين لديهم أكثر من نصف مقاعد الجمعية الوطنية.
ويقبل الكثير من السياسيين السنة بالطالباني كرئيس، على عكس موقف أنصارهم. وقد دعا الحزب الاسلامي العراقي، الذي رفض المشلركة في الانتخابات أعضاءه لمنح الطالباني الفرصة.
وقال خضر محمد عضو في الحزب وفي مجلس الرمادي "لابد لنا ان نتعامل مع الطالباني وحكومته الجديدة من أجل مصالح العراق ومن دون أحكام طائفية وقومية وعرقية."
ويبدو ان العرب السنة المثقفين من الطبقة المتوسطة مستعدون فعلاً لتقبل تعيين رئيس كردي كخطوة هامة نحو الديمقراطية.
وقال مهند الغريري، محلل سياسي من المركز الستراتيجي في بغداد "ان العرب السنة المثقفين أصبحوا أكثر تقبلاً للوضع السياسي الجديد في العراق بعد الانتخابات. لقد أدركوا ان عليهم ان يكونوا جزءاً من العملية السياسية لتحقيق أهدافهم، لذلك فقد رحبوا برئاسة الطالباني."
ويعد عمر عبد الرحمن البالغ من العمر (40) سنة من أهالي الرمادي واحداً من العرب السنة المثقفين وقال "نحن نراقب الحكومة الجديدة بحذر، وقلقنا ليس في ان يكون لنا رئيس كردي او عربي، وانما باتجاه ايجاد حل للقضايا الأمنية والاقتصادية، واخراج العراق من فخ العنف."
*زينب ناجي وداود العاني ـ صحفيان تحت التدريب في معهد صحافة الحرب والسلام في بغداد