بغداد حذرة من الانتشار الكرد
وجود القوات الكردية في بغداد ينعش الامال بتحقيق الاستقرار لكنه ايضا يشير الى مخاوف اندلاع المواجهات بين الاكراد والش
بغداد حذرة من الانتشار الكرد
وجود القوات الكردية في بغداد ينعش الامال بتحقيق الاستقرار لكنه ايضا يشير الى مخاوف اندلاع المواجهات بين الاكراد والش
ينتشر حوالي 3000 جندي كردي في شوارع بغداد كجزء من الخطة الامنية الجديدة- انه اول مرة يحصل ان ترسل قوة كردية الى بغداد بهذا العدد.
اندلعت في السادس عشر من شباط معركة كبيرة في مدينة البصرة الجنوبية بين القوات البريطانية وعناصر جيش المهدي الموالية للصدر، رافعة احتمال قيام مثل تلك المواجهات الشاملة في بعداد.
خلال الاربع سنوات الماضية، ظلت العلاقة بين الاكراد واتباع الصدر حساسة في احسن احوالها. وكان ذلك في جزء منه بسبب ان حركة الصدر تعارض الفدرالية والمادة 140 من الدستور العراقي التي توصي بتطبيع الاوضاع في مدينة كركوك المختلطة الاعراق والغنية بالنفط. يشير التطبيع الى عودة كركوك الى حالها قبل نظام صدام الذي جلب العرب وطرد الكرد. يعتقد الكثير من الصدريين ان السياسة تستعمل لابعاد العرب والتركمان.
قال امر جيش المهدي ابو عمار السجاد انه كان يخشى ان نشر القوات الكردية في المدينة قد يسبب المشاكل "بسبب الكره الذي يحمله القادة الاكراد للحركة الصدرية واتباعها".
واضاف "لا زلت اذكر انه في معركة النجف في نيسان 2004، كان معظم القناصة في الجيش العراقي من البيشمركه(المقاتلون الاكراد)".
شن الجيش العراقي والقوات الامريكية هجوما كبيرا على مدينة النجف الشيعية المقدسة في العام 2004 واعدة بالقضاء على جيش المهدي.
محاولات للسلام
في كانون الثاني 2007، زار وفد من الحركة الصدرية اربيل عاصمة الاقليم الكردي لاول مرة. يقول المسؤلون الاكراد ان الغرض من الزيارة كان لايضاح سوء الفهم حول الفدرالية وكركوك.
بينما لا يوجد تغيير رسمي حصل على خلفية اللقاء، يقول المراقبون انها علامة مهمة على ان الجانبين يسعون الى تخفيف التوترات.
يصر الاخرون على ان القوات الكردية ستكون قوة ايجابية.
يقول عبد الخالق زنكنه من كتلة التحالف الكردي في البرلمان العراقي انه صعق من الطريقة التي رسمت بها وسائل الاعلام الانتشار الكردي. كان الصحفيون اكثر تشاؤما حول تلك الخطوة التي يعتبرونها ستقود الى عنف اكبر.
أشار زنكنة بحماس الى ولاء القوات الكردية للجيش العراقي.
واضاف "القوات الكردية هي جزء من الجيش العراقي وهم تحت امرة وقيادة القائد العام للقوات المسلحة العراقية، رئيس الوزراء نوري المالكي".
ويقول ايضا ان الوحدات الكردية سوف لن تصطف مع احد في العنف الطائفي بل فقط تقاتل المنشقين وتساعد في تحقيق الاستقرار.
يستبعد محمد السعدي امر جيش المهدي في منطقة الحرية غرب بغداد الصراع بين القوات الكردية والقوات الشيعية مضيفا ان الجانبين لم يتواجهوا عسكريا في السابق.
يحذر السعدي من استخدام الجنود الاكراد للمواجهة مع جيش المهدي قائلا ان مثل تلك الخطوة سوف تزيد التوترات العرقية.
ويقول السعدي ايضا ان جيش المهدي استلم تعليمات من الصدر نفسه بعدم المواجهة مع القوات العراقية والامريكية "مهما كان الظرف".
ويقول ان جيش المهدي سيقاتل الاكراد ان هم اخذوا جانبا في الصراع الطائفي القائم الان. معظم الاكراد هم من السنة.
واضاف" سنجبرهم على ترك(مدينة الصدر التي تعتبر قلعة) في اقرب فرصة "ان حدث ذلك.
خطير وكارثي
احد اكبر مخاوف الاكراد هو جرهم الى الصراع العرقي والطائفي الدائر الان.
قال محمود عثمان ، ممثل اخر عن التحالف الكردستاني "قد تصبح القوات جزء من العنف الطائفي الدائر بين السنة والشيعة. وهذا قد يعقد المشكلة الامنية بشكل كبير".
دعا عثمان القيادة الكردية لاعادة النظر في قرارها بارسال القوات الى بغداد واصفا الانتشار ب "الخطير والكارثي".
يقول الناطق الرسمي للحكومة العراقية علي الدباغ في محاولة لشرح مهمة القوات الكردية بانها اجراء عادي ان يتم استخدام القوات العراقية تحت قيادة وزير الدفاع.
واضاف "لقد التحق الجنود الاكراد طواعية بالجيش العراقي وللحكومة العراقية الحق في ارسالهم الى اي مكان".
اين وماذا، بالضبط؟
رفض وزير الدفاع العراقي تأكيد او نفي ما اذا كانت القوات الكردية ستكلف بالقضاء على جيش المهدي.
قال الناطق الرسمي لوزارة الدفاع محمد العسكري "العملية العسكرية في غاية السرية حيث سوف لن يتم الكشف عنها لا من قبل الحكومة العراقية ولا من قبل الامرون العسكريون ".
الجمهور منقسم كما السياسيون.
يقول احمد صادق،35، موظف في وزارة الصحة من مدينة الصدر ان الجنود الاكراد سيساعدون في عودة الامن والاستقرار للعاصمة.
واضاف "وجودهم سوف يملأ الثغرة في بعض المناطق التي لا يوجد فيها الجيش العراقي بكثرة. انتشار القوات الكردية في المناطق التي يسيطر عليها جيش المهدي سيساعد على استخدام وحدات الجيش العراقي للسيطرة على المسلحين السنة في مناطق اخرى ساخنة".
"لا يمكن للكثير من القوات الحكومية العمل بشكل مؤثر في المناطق التي يسيطر عليها جيش المهدي بسبب اتهامهم بالموالاة لجيش المهدي. لكن القوات الكردية ستلعب دورا حياديا".
على النقيض من ذلك، فان الكثير من الاكراد قد صعقوا بالخبر. يقول عدنان محمد،40، كردي من سكنة بغداد، انه قلق جدا.
"اشتراك القوات الكردية سيلعب دورا سلبيا في التاثير على امننا، خاصة اذا هاجمت هذه القوات جيش المهدي" قال محمد مضيفا ان جيش المهدي قد ينتقم ويجعل من الاكراد ضحاياهم الجدد في العنف العرقي والطائفي المستمر.
يتساءل هاشم حسن،محلل في جامعة بغداد، عن فعالية القوات الكردية.
وقال " الخبرة التي كسبتها القوات الكردية في مقاتلة المسلحين في الاقليم الكردي ستكون غير ذا فائدة في بغداد".
واشار الى فشل القوات الامريكية والعراقية في دحر المسلحين والمقاتلين. اضافة الى ذلك، الكثير من الاكراد لا يتكلم العربية ولا يفهم الثقافة والتقاليد العربية بشكل جيد، مما سيجعل الامر صعبا في قمع العنف في المناطق المضطربة، يقول حسن.
واضاف "انها حرب مخابرات وليست حرب عدد القوات".
باسم الشرع: مراسل معهد صحافة الحرب والسلام في بغداد.