بيوت الأحلام خيبت امال سكنة اربيل
مع الصعوبة التي يعانيها الكثير من اهالي اربيل لدفع ايجاراتهم، فان الخطط للمشروع الفخم لم تجر بشكل جيد.
بيوت الأحلام خيبت امال سكنة اربيل
مع الصعوبة التي يعانيها الكثير من اهالي اربيل لدفع ايجاراتهم، فان الخطط للمشروع الفخم لم تجر بشكل جيد.
كلن يملك بيتا ورثه عن والده حتى التسعينات، لكنه اضطر لييعه لانقاذ عائلته من غائلة الجوع، وهو القدر الذي يشاركه فيه الكثير من العوائل العراقية خلال فترة الحصار الاقتصادي الذي فرض على العراق بعد غزو الكويت.
يعيش امين في بيت بالايجار في منطقة متوسطة المستوى، ويدفع عنه 300 دولار شهريا اي مايعادل ثلاث امثال راتبه التقاعدي. لا يستطيع أيجاد بيت ارخص من ذلك لان الايجارات ارتفعت في العاصمة الكردية خلال السنتين الاخيرتين. لا يمكنه تدبر امر المعيشة دون مساعدة ابنه الذي يدير محلا صغيرا.
يمضي الرجل العجوز غالبا ايامه مع اصدقائه في مقهى لشرب الشاي تقع وسط اربيل. يرتشفون الشاي الحلو ويتحدثون عن كيف ان الحياة قد تغيرت في مدينتهم.
احد اهم علامات التغيير هي الرافعات التي لا يمكن عدها التي تعلو المكان. شهد ازدهار في مجال العمران بناء جسور جديدة واسواق و مجمعات الشقق.
بالنسبة لمحمد واصدقائه فان الكثير من هذه البيوت الجديدة لا تشكل خيارا لهم، وخاصة ما يعرض في المشروع السكني الكبير المسمى بـ"مدينة الحلم" الذي يكلف الملايين من الدولارات والذي يشمل بناء 1200 وحدة سكنية مرفهة قيمة الواحدة منها تتراوح بين170 الف دولار الى مليون دولار أمريكي.
وبالمقارنة، تكلف البيوت في الاحياء الفقيرة في اربيل 75 الف دولار، وباربعة اضعاف هذا السعر في الاحياء الغنية.
قال محمد" لو امضيت كل دقيقة من الباقي من عمري اشتغل، لما استطعت شراء أصغر بيت في مدينة الحلم".
ابتدا العمل في المشروع الأسكاني الفخم الذي يقع قرب مطار اربيل الدولي في 2005 ويتوقع الانتهاء منه خلال خمس سنوات.
تروج الاعلانات في الصحف التابعة للحزب الديمقراطي الكردستاني الحاكم للمشروع الذي يكلف 300 مليون دولار على انه من "المشاريع الاجمل والارقى" في العراق.
يقول سعد احسان مدير العلاقات العامة في شركة الانشاءات العراقية التي تنفذ المشروع ان الحكومة الكردية قد اعطت الموافقة للبدء في المشروع بعد ان تم اعتباره استثمارا في المنطقة.
و لكن الناس هنا لا ينظرون الى المشروع بتفاؤل. معظمهم كف الحديث عنه بعد ان عرفوا كلفة الشقة الواحدة فيه، لانها دون مستوى حياة معظم العمال الذين معدلات رواتبهم الشهرية هي 100 دولار والتي بالكاد تكفي لسد الحاجات الاساسية.
هوشيار بكر،40، متزوج يكسب رزقه من العمل كسائق تاكسي. لديه 6 اخوة واخت واحدة، يعيشون جميعا في بيت والدهم. يقول بكر انه لو" جمعوا كل الاموال التي لديهم ، لن يستطيعوا شراء بيتا في مدينة الحلم".
يتعجب عبد الكريم قادي، خريج جامعة، كيف ان الحكومة تسمح ببناء مثل هذا المجمع السكني الفخم في الوقت الذي "هي عاجزة فيه عن توفير االماء والكهرباء للناس."
لكن شركة الشرق الاوسط للانشاءات، وهي الشركة الام لشركة الأنشاءات العراقية، تدافع عن الاسعار المرتفعة بقولها انها ابتدأت بيع الوحدات حال الاعلان عن المشروع وان غالبية الزبائن هم من الاطباء و رجال الاعمال.
يقول المستشار الاعلامي للشركة والذي فضل عدم ذكر اسمه لاسباب امنية"رغم ان اسعاربيوتنا غالية بالنسبة للطبقة الفقيرة- طبقة الموظفين، الا ان بامكان الناس من كل انحاء العراق شراء بيوت في المدينة".
يقوا خبراء ماليون انه بينما الغالبية من العراقيين يقاسون شظف العيش، الا ان معظم الذين يشتغلون بالتجارة بامكانهم دفع اسعار البيوت في المدينة.
قال ادهم احمد، مدير البنك المركزي في كردستان، " ارباح التجار حطمت رقما قياسيا، ورؤس اموالهم تنمو كل سنة. في الوقت نفسه، لا تتغير دخول الناس العاديين".
بالنسبة للذين لا يستطيعون شراء بيوت في مدينة الاحلام، وعدت الحكومة بتقديم عروض بديلة يمكن تحملها. "لدى حكومة الاقليم خطة بجعل كل اربيل مدينة الحلم" قال فرهاد محمد الناطق بأسم وزارة البلديات التابعة لحكومة الأقليم.
واضاف ان الحكومة في نيتها بناء 5000 وحدة سكينة رخيصة التكاليف. سيتم بيع البيت ب 30 الف دولارحيث بامكان الناس ذوي الدخول الواطئة شراءها لانه سيتم تقسيطها على فترة طويلة.
بالنسبة للدكتور مراد سعيد ، 56، فان المال ليس بمشكلة، لقد قرر شراء بيت في مدينة الحلم للالتحاق بزملائه هناك. ويقول انه اذا استطاع المشروع توفير الماء والكهرباء والامن، فانه سيستحق ذلك الاسم.
فاضل نجيب صحفي متدرب في معهد صحافة الحرب والسلام في الشمال العراقي