جوانب سلبية ترافق ارتفاع معدلات الزواج
خشي القضاة والأطباء من الأعداد المتزايدة للعرائس دون السن القانونية.
جوانب سلبية ترافق ارتفاع معدلات الزواج
خشي القضاة والأطباء من الأعداد المتزايدة للعرائس دون السن القانونية.
توفر فرص العمل وازدهار الرواتب الان يعني ان الزواج هو الخيار الحقيقي للشباب الذين لم يكن باستطاعتهم توفير متطلبات وتكاليف الزواج في عهد صدام.
ولكن هناك جانب سلبي في هذا الأمر. هناك العديد من العرائس دون السن القانونية للزواج، اقل من 18 سنة، وهذا الأمر شائع في المناطق الريفية الا انه الآن بدا ينتشر في المدن الشمالية العراقية أيضا.
وتختلف أسباب هذه الزيجات في المدن عنها في الريف.
فالقرويون يزوجون بناتهم دون السن القانونية للتخلص من اعباء توفير المعيشة لهن. وهم يجبرونهن على الزواج المدبر سلفا لانهاء علاقة حب يعتبرونها مشينة ومجلبة للعار.
في المناطق الحضرية، يفضل الزواج بالشابات وذلك للاعتقاد بأنهن ينجبن اكبر عدد من الأبناء الأصحاء الذين يعززون المكانة الاجتماعية لعائلة الزوج.
ترفض المحاكم تسجيل بعض حالات الزواج حين تكون العروس دون السن القانونية. لكن الزوجين يقدمان التماسا الى مكتب الباحثة الاجتماعية الذي يهمش على الطلب والذي يأخذه القاضي بنظر الاعتبار.
قالت الباحثة الاجتماعية ساجدة حسين" لقد اوصيت بصلاحية فتاة صغيرة للزواج عمرها 13 سنة بعد ان تأكدت من سلامتها العقلية والجسمية".
أحيانا ترفض المحكمة طلب الزوجين للزواج، لكنهما يتزوجان على كل حال وحينها تقوم الزوجة بضمان حقوقها على المدى البعيد لأنه في حالة الانفصال أو الطلاق فإنها تخسر حقها في الحصول على النفقة وكذلك حقوق أولادها لان الجهات الرسمية تطالب بعقد الزواج قبل إقرار حقوقها لها.
معظم العرسان يسجلون زواجهم بأثر رجعي عند وصول الزوجة السن القانونية للزواج دون ان يجري تغريمهم بشيء.
يقول منتقدو هذا النوع من الزواج الذي تكون فيه الزوجة دون السن القانونية بأنه غالبا ما ينتهي بمأساة او عدم استقرار في الحياة الزوجية.
يقول القاضي يوسف عز الدين حسن انهم ينفصلون بالطلاق خاصة إذا كان فارق العمر كبيرا، مضيفا "انهم يجدون صعوبة في الاتفاق مع بعضهم حول الكثير من الأمور".
يقول الصائغ جمال عز الدين أكرم انه شهد ثلاث حالات من عدم الاتفاق. "تختار المرأة نوعا من الذهب يرغب الزوج في غيره. إنهم لا يظهرون احتراما لقدسية الزواج". أضاف أكرم.
اشارت الدكتورة كلشن محمد جميل اخصائي النسائية الى ان العرائس دون السن القانونية ممكن ان يعانين من المشاكل العقلية والجسدية لعدم تلقيهن أي معلومات او ثقافة جنسية. والادهى من ذلك، تضيف جميل، انهن يواجهن مخاطر عند إنجابهن الأطفال. ماتت إحدى مريضاته التي عمرها 13 سنة أثناء الولادة." انها لم تستطع تحمل آلام الولادة".
لكن التقليديون لا يقتنعون بمثل هذه الحجج اعتقادا منهم بان زواج البنات وهن صغيرات يصب في مصلحة البنات وعوائلهن.
تزوجت ايمان محمد وعمرها 12 سنة. " كان علي ترك المدرسة تنفيذا لرغبة والدي. لقد أجبرتني العائلة على الزواج. أمي أيضا تزوجت وهي شابة صغيرة (مقتنعة انه امر صائب) بحكم القوانين الاجتماعية المفروضة على البنات" قالت أيمان.
فائزة هاشم لها خمسة أبناء وسبعة أحفاد ولا تزال تبدو شابة." تزوجت حين كان عمري 14 عاما لأنني وخواتي الخمسة كنا نعيش في كنف خالي. كان الأمر حينها أشبه بالمأساة، لكني الآن أبدو كأخت لبناتي وهذا من الثمار الايجابية للزواج المبكر" قالت فائزة.
سماح صمد: مراسلة معهد صحافة الحرب والسلام في كركوك.