ما بعد تغيير النظام
مع كنعان مكية -السليمانية شمال العراق( تقرير ألازمة العراقية المرقم 1 في 28 شباط 2003 )
ما بعد تغيير النظام
مع كنعان مكية -السليمانية شمال العراق( تقرير ألازمة العراقية المرقم 1 في 28 شباط 2003 )
اجتمع هذا الأسبوع أربعة من أحزاب المعارضة المسندة أمريكيا والمستقلين المتعاطفين معهم في المنطقة الكردية المحررة في شمال العراق لصياغة تركيبة وقيادة65 عضوا للمجلس الاستشاري الذي انتخب السنة الماضية من قبل ما يسمى بمجموعة ال6. افتتح الاجتماع يوم الأربعاء بحضور الوفد الأمريكي برئاسة زالماي خليل زادة، السفير في البيت الأبيض و المبعوث الأمريكي لتحرير العراق.
القضية الأساس هي رغبة كثير من قادة المعارضة في حكومة مؤقتة تكون الحل الوحيد لتجنب الاحتلال الأمريكي للعراق, أو السيطرة عليه من قبل بقايا البعث في نظام صدام. تعارض الولايات المتحدة بشدة إعلان تلك الحكومة خوفا أن يكون ذلك إضعافا للمعارضة لنظام صدام داخل العراقيين أنفسهم.
التقت منسقة معهد صحافة الحرب والسلام جولي فلنت مع كنعان مكية صاحب كتاب "جمهورية الخوف" عراق صدام، وأستاذ دراسات الشرق الأوسط في جامعة برانديز في ماسوشيتس، واحد أعضاء الوفد المجتمع خارج المنطقة المحررة الواقعة ضمن مدى أسلحة صدام.
س: ما هي قرارات مؤتمر صلاح الدين بشأن المعارضة العراقية اليوم سيما إن الحرب ضد نظام صدام وشيكة الوقوع؟
ج: انه شيء رائع أن يحضر المؤتمر 53 مندوبا من اصل 65 متحملين أعباء السفر و خطورة المنطقة. وقد تخلف عن الحضور جماعة الوفاق الوطني بقيادة أياد علاوي والحركة الملكية الدستورية بقيادة الشريف علي, و بقيت مقاعدهم شاغرة. كان لنا قبل الافتتاح لقاءات غير رسمية في السليمانية على مدى ثلاثة أيام حيث استغل الناس المناسبة لطرح وجهات نظرهم والتنفيس عن آلامهم ونقد بعض الممارسات التي رافقت مؤتمر لندن في آب عام 2002 والذي تمت فيه مناقشة أوضاع العراق بعد صدام. معظمهم قال إن هذا المؤتمر هو الأكثر شفافية وأكاديمية عقدته المعارضة العراقية.
س: حين اخترقت قوات صدام خط طول 32 في عام 1996 ودخلت اربيل بهدف ملاحقة قادة وكوادر المؤتمر الوطني العراقي، قام زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود البر زاني باختلاق صدع بينه وبين المؤتمر الوطني. إلى أي مدى اثر ذلك على المعارضة؟
ج: عادت العلاقة بين احمد ألجلبي ومسعود البر زاني إلى وضعها الطبيعي، وتم التراضي منذ عدة شهور وزاد قوة خلال هذه المرحلة. وتكلم احمد بحرارة عن مسعود في كلمته الافتتاحية للمؤتمر اليوم.
س: انتقدت الولايات المتحدة خطط المعارضة في إنشاء حكومة انتقالية حال وقوع الحرب. هل أدى ذلك إلى أن تغير المعارضة من خططها؟
ج: لا المجلس الوطني العراقي ولا لجان التنسيق للمؤتمر تخطط لإعلان الحكومة الانتقالية. لقد تحدثنا عن شيء من هذا القبيل و الولايات المتحدة تعلن وقوفها ضد ذلك بوضوح.
س: ما هو موقف الحكومة المؤقتة من العراقيين داخل العراق؟
ج: قد تأخذنا الحكومة المؤقتة بعيدا عن الاحتلال العسكري وتربط المعارضة العراقية بالمشاريع الأمريكية.
حاليا لا يوجد شريك عراقي مع أمريكا في ما تنوي عمله, وأمريكا لا تملك خبرة أو معلومات عن العراق ولا يمكنها عمل ذلك دون مساعدة العراقيين. ذلك لا يتم عن طريق هواة من الأمريكان والعراقيين, بل عن طريق خبرة حقيقية من داخل البلد والاستفادة من معاييرا لمجتمع العراقي الذي كافح نظام صدام لسنوات ودفع ثمنا باهظا.
س: تنوي أمريكا إقامة مشروع شبه استعماري في العراق من خلال الغزو والتدخل المباشر.و بعض كبار الإدارة الأمريكية استخدموا ألفاظ قاسية للمعارضة العراقية. ما هو حجم الإسناد الأمريكي لهذا الاجتماع؟
ج: كنت قلقا إزاء الإسناد الأمريكي لاجتماع المعارضة هذا قبل وصول الفرقة الأمريكية. إنني أدرك الآن إن السلوك التركي قد سبب للوفد الأمريكي مشاكل واضحة هنا.
أخيرا وصل الوفد الأمريكي دون معداتهم الوقائية وذلك لان الجانب التركي منعهم من دخولها حيث سمح لهم فقط بإدخال بعض العناصر الأمنية مما اضطر الأمريكان للاعتماد على الحزب الديمقراطي الكردستاني لتجهيزهم بتلك المعدات.
أصر الوفد الأمريكي على الحضور رغم تلك المعوقات. يشير ذلك إلى جديتهم. لكن ليس هناك شيئا مؤكدا لتعريف نوع العلاقة التي تربطهم بالأمريكان. كل ذلك متروك للنقاش.
س: يوصف معظم العرب قادة المعارضة بالخونة لأنهم يتعاونون مع الأمريكان الذين يناصرون الإسرائيليين ولا ينتقدونهم على أجندتهم؟
ج: العرب الذين يصفون قادة المعارضة بالخيانة هم أنفسهم مذنبون لأنهم يناصرون الطغيان ويسكتون على الظلم الذي يعاني منه العراقيون من قبل قيادتهم, أقول أنهم مذنبون بإطالتهم الحرب التي أججها صدام ضد مواطنيه منذ تسلمه لنظامه الفاشستي.
س: هناك توجس من العالم العربي ومن العراقيين أنفسهم حول حفظ أمريكا لمرحلة ما بعد صدام. الكل يشك في نوع الديمقراطية المفروضة من قبل قوى خارجية, هل تأثرت واشنطن بمثل تلك الأصوات المحتجة؟
ج: لا اعتقد ذلك, فكل شيء يعتمد على الديمقراطية والتحول الهيكلي للعراق. وان فعلوا ذلك فانه سوف يغير وجه الشرق الأوسط للأحسن. النقد الذي وجهته أنا واحمد ألجلبي إلى واشنطن كان له الأثر الكبير. في خطبة الافتتاح تطرق زادة إلى التزام أمريكا بالديمقراطية وما تنوي أمريكا فعله في العراق مع ما حصل في ألمانيا بعد الحرب وكذلك مع اليابان. تؤكد أمريكا على وأد البعث وكشف مؤسسات صدام وما تدعيه من ديمقراطية.
لقد تغيرت لغة واشنطن بشكل واضح. ليس هناك حديث عن حكومة عسكرية لتحل بدلها الإدارة الأمريكية. لقد تشكلت القيادة في ذلك الاجتماع رغم محاولة أمريكا عرقلة ذلك.
س: ما هو رأي الأكراد في المناطق المحررة – رغم علمهم بكره صدام لهم – كأشخاص معارضين تنزل القوات الأجنبية فوقهم؟
ج: الناس تأمل و تخشى في الوقت نفسه، وأنا دائما أتعرض للسؤال هل سيهاجم صدام الأكراد بالأسلحة الكيماوية.
س: كيف سيواجه صدام هذه الحرب؟
ج: سيحاول جلب الأمريكان إلى المدن ثم يفعل فعلته النكراء. اعتقد أن الجيش العراقي سوف لن يقاتل, وان فعل فسوف يكون أدائه اقل مما كان عليه في الحرب السابقة.
س: هل يمكن كسب الحرب دون ضحايا بين المدنيين؟
ج: اعتقد أن الخسائر ستكون اقل مما كانت في الحرب السابقة, الخطر الوحيد هو إمكانية استخدام صدام لأسلحة الدمار الشامل ضد شعبه. حينها سيحاول إلقاء اللوم على أمريكا كسبب في ذلك الموت.