شباب الايمو في العراق يخشون التهديدات
هجمات متزايدة ضد مقلدي ثقافة دخيلة
شباب الايمو في العراق يخشون التهديدات
هجمات متزايدة ضد مقلدي ثقافة دخيلة
افصح عدد من الشباب العراقي عن مخاوفهم بعد ان حذرت منظمات حقوق الانسان من تزايد حملات الترهيب والعنف ضد مقلدي الموضات الغير محافظة.
في بيان مشترك لكل من هيومن رايتس ووتش ومنظمة العفو الدولية والهيئة الدولية للمثليين والسحاقيات/لجنة حقوق الانسان دعوا فيه الى اتخاذ اجراءات عاجلة في بغداد وسط تزايد التهديدات ضد المراهقين والشباب المتمردين على واقعهم.
وجاء في البيان :"على الحكومة العراقية البدء بتحقيق فوري مع هؤلاء المسؤولين عن حملة الترهيب والعنف وجلبهم للعدالة لاستهدافهم شباب عراقيين بحجة انهم متمردين ينتمون لثقافة "الايمو" الدخيلة."
الايمو، هي اختصار لكلمة " عاطفي"، والتي تشير الى موضة مميزة يرتدي فيها الشبان ملابس سوداء ضيقة، ويصففون شعرهم بطرق غير تقليدية ويستمعون الى موسيقى الروك.
لاقت هذه الموضة رواجا متزايدا في العراق، غير ان وسائل الاعلام والمنظمات بدأت -الشهر الماضي- بالابلاغ عن حملة منظمة تستهدف هذه الشريحة بالذات. كما تم استهداف اخرين ممن يرتدون ملابس تعبر عن ميولهم الشاذة او المخنثة.
صرحت المنظمات الثلاثة المشار اليها بانهم تلقوا تقارير من منظمات حقوق انسان محلية، ناشطين في مجال حقوق الانسان فضلا عن التقارير الاعلامية عن وجود هجمات وحالات قتل ضد شباب الايمو وغيرهم ممن يشبه بكونهم شاذين جنسيا.
وفقا لمصادر صحفية اجنبية، فقد قتل مالايقل عن 14 من شباب الايمو في العاصمة العراقية منذ منتصف شهر شباط، في حين تشير بعض المصادر المحلية ان عدد الضحايا بالعشرات.
في مقابلة لمعهد صحافة الحرب والسلام مع ستيفن، كما يطلق على نفسه، وهو احد شباب الايمو حيث يقول: " حلقت شعري واخفيت جميع الوشوم من جسدي، واقوم بقضاء معظم الوقت في المنزل. كما يفعل جميع اصدقائي الشىء ذاته."
ويستدرك ستيفن انه بالرغم من عدم سماعه لاي اذى لحق بمن يعرفهم غير انهم: " خائفون بعد الاخبار التي سمعوها."
اما سيف خالد، وهو طالب جامعي ينتمي الى طائفة الايمو ايضا، فقال بانه حلق شعره، كما فعل جميع اصدقائه نفس الشىء. وعلى الرغم من ذلك، فان والديه مازالوا يشعرون بالخوف عليه لدى تركه المنزل والذهاب الى محاضراته.
واضاف قائلا: "يطمئنون علي بين الحين والحين. اهالي اصدقائي يشعرون بالقلق ايضا. وكل هذا بسبب ماسمعناه عن مايجري مع الشباب الايمو."
تقول ام نور، 41 عام، ام لولد وبنت في عمر المراهقة، بانها ابقت على ابنائها في المنزل لاكثر من ثلاثة اسابيع .
"لقد توسلوا بي ان اتركهم يذهبوا الى مدارسهم غير انني لم اوافق،" مضيفة بانها طلبت من مدرسيهم ان يعطوهم اجازة مرضية. ومن ثم استدركت: "لاباس بضياع سنة دراسية، الا انني لااستطيع تعريض حياتهم للخطر."
من جانب اخر نفت الحكومة العراقية مقتل اي من شباب الايمو.حيث قال كامل امين، المتحدث الرسمي لوزارة حقوق الانسان: " لم يقتل اي من شباب الايمو ، قتل شاب واحد فقط من المثليين في الشهرين الاخيرين، وكشفت تحقيقاتنا عن وجود دوافع اجرامية وراء مقتله."
اما بالنسبة للتقارير الصحفية فقد علق بالقول: " انها مفبركة، وتقارير كاذبة من قبل عناصر منحازة. لو تم قتل اي من الشباب او المراهقين، كيف يمكن ان لاتنتشر اخبار مقتلهم وسط اصدقائهم، في المدارس او الكليات، او حتى في الاحياء التي يسكنونها؟ ينتشر محققونا في كل مكان ولمايعثروا على اي دليل."
على الرغم من ان منظمات حقوق الانسان الدولية الثلاث لم يتمكنوا من تأكيد تقارير عمليات القتل المنظم بصورة مستقلة، غير انهم حثوا الحكومة العراقية للتحقيق في سلسلة من الملصقات والمنشورات التي ظهرات في مناطق بغداد.
تضمنت هذه الملصقات قوائم باسماء اشخاص محددين وهددتهم ب "غضب الله" ان لم يغيروا من مظهرهم. ظهر احد هذه الملصقات في مدينة الصدر واحتوى على 33 اسم في رسالة مذيلة بصور اسلحة.
من جانبهم اعترف المسؤولون الحكوميون بظهور هذه الملصقات بالفعل والقوا باللائمة على المتطرفين، غير انهم اكدوا للعامة بان القوات الامنية تبذل قصارى جهدها لحمايتهم.
هذا وقد القى المتحدث الرسمي باسم وزارة حقوق الانسان باللوم على وسائل الاعلام لتحريض المليشيات ضد هؤلاء الشبان عبر نشر اوصاف مثيرة عن فعالياتهم. واضاف بالقول ان الحكومة اوعزت الى كوادرها "باحترام حرية الفرد بالتعبير ابتداء من حرية الملبس وباقي الاشياء الاخرى."
غير ان الصحفيين الذين ادلوا بتصريحات لمعهد صحافة الحرب والسلام، ورفضوا الكشف عن هوياتهم لاسباب امنية، قالوا بان تغطيتهم شملت تصريحات المسؤلون الحكوميون ورجال الدين.
على سبيل المثال، في العاشر من اذار اصدر رجل الدين الشيعي، مقتدى الصدر، بيانا على شبكة الانترنت وصف فيه شباب الايمو ب "الحمقى المجانين" واعتبرهم "وصمة عار على المجتمع المسلم"، رغم انه اضاف انه يجب ان يتم التعامل معهم "ضمن حدود القانون."
في بيانهم، نوهت منظمات حقوق الانسان الدولية الثلاث، الى بيان نشرته وزارة الداخلية العراقية على الموقع الرسمي للوزارة في 13 شباط الماضي وصفت فيه شباب الايمو ب"عبدة الشيطان" وبانهم يشكلون خطرا على المجتمع العراقي.
سبق ذلك مذكرة في اب 2011 اوصت المدارس بالحد من انتشار ثقافة الايمو واصفة اياها بانها " ظاهرة دخيلة على مجتمعنا."
لكن الحكومة قالت ان مثل هذه التصريحات تعود لافراد ولاتمثل الموقف الرسمي لها.
"هذه تصريحات تعود لافراد و تعتبر مواقف شخصية منهم وهي لا تمثل الموقف الرسمي للحكومة", حسب امين.
هذا وقال الخبير الاجتماعي عبد الخالق الشمري ان جميع "المسؤولين، رجال الدين، ووسائل الاعلام" ساهموا باثارة ضجة، غير ان هذه الضجة اسهمت في لفت الانتباه العام بالتالي افشال استهداف "الايمو" حتى في حالة وجود مثل هكذا حملات منظمة لمكافحة الايمو.
واستدرك قائلا :" هذا مايحدث عندما يواجه العراقيون ظاهرة جديدة ومثيرة للدهشة."
حازم الشرع، محررمحلي في بغداد في معهد صحافة الحرب والسلام. عبير محمد محررة المعهد-العراق.