سوق صالونات تجميل النساء في السليمانية رائجة
مع عدم وجود تهديد المسلحين الإسلاميين عليهم، تجذب صالونات تجميل النساء مجاميع كبيرة من الزبائن.
سوق صالونات تجميل النساء في السليمانية رائجة
مع عدم وجود تهديد المسلحين الإسلاميين عليهم، تجذب صالونات تجميل النساء مجاميع كبيرة من الزبائن.
مصففة الشعر ذات 37 عاما انتقلت الى مدينة السليمانية الكردية المعروفة بأنها أكثر المدن أمانا في العراق حيث وجدت لها عملا في صالون حلاقة للنساء.
رغم ان عائلتها أنتقلت الى سوريا هربا من العنف الطائفي المستشري في بقية انحاء العراق، تريد سليمان البقاء في السليمانية حيث أشارت الى انها تستطيع ان تعيش على مرتبها البالغ 350 دولارا في الشهر.
خلق النمو الأمني و الإقتصادي ازدهارا في عمل التجميل في السليمانية بخلاف بقية البلد حيث يعتبر المتطرفون الأسلاميون هذه المحلات بمثابة أوكار الفساد يجب مهاجمتها. هناك الآن ما يقارب 450 صالونا يعمل في المدينة حيث يقول مراقبوا هذه المهنة بأنها تمثل أزديادا كبيرا منذ 2003 رغم عدم وجود احصائيات لما قبل 2003.
ما وفر الدعم لهذه المهنة ايضا هو السلطة المتنامية للنساء اللاتي يشغلن كثيرا من الوظائف الحكومية في قطاع الدولة حيث هي الجهة التي توفر أكثر الوظائف في كردستان العراق.
ففي الوقت الذي يعتبر المرتبات الشهرية ضئيلا جدا، فأن النساء يرغبن في صرف الأموال على شعرهن، و المكياج و تقليم أظافرهن.
لنجة ابراهيم، 25، موظفة حكومية تستلم مرتبا قدره 163 الف دينار عراقي في الشهر و لكنها تذهب الى صالون التجميل مرتين في الشهر لقص و تصفيف و تلوين شعرها. انها تكره الإنتظار في الصالون حتى لو كانت على موعد معهم.
قالت أبراهيم "أن الذهاب الى صالون التجميل يشبه الذهاب الى عيادة الطبيب، علي الإنتظار في الأقل ساعة في كل مرة."
أبراهيم لا يعجبها السعر أيضا. فأنها دفعت 135 ألف دينار لتصفيف شعرها و تلوينه باللون الأسود. – و لكنها قالت بأنها و النساء الأخريات يرغبن في صرف الأموال على "الإعتناء بأنفسنا، و أتباع آخر الموظات."
النساء يشتكين من غلاء الأسعار اكثر من تعبيرهن عن قلقهن حول تعرض الصالونات للتفجير في السليمانية، رغم ان مختصات التجميل واجهن تهديدات في الماضي.
في 1993، نشميل محمد تسلمت رسالة تهديد من مجهول ضد عملها كمصففة شعر و الذي كانت تديره في بيتها. ثم تعرض بيتها اللا هجوم برمانة يدوية. ان محمد التي اصبحت تمارس هذه المهنة لأكثر من عقدين من الزمن، اتهمت الإسلاميين بانهم وراء الهجوم و رفضت ترك عملها.
قالت بهرة عثمان، رئيسة قسم الصالونات كانت هناك منذ سنة 2000 ثلاث حالات هجوم على الصالونات. و قالت بأن نسبة الهجمات في التسعينيات كانت أكبر بكثير. حاول الأسلاميون الأصوليون السيطرة على السليمانية و المناطق المحيطة بها في ذلك الوقت و لكن حضورهم ضئيل الآن.
أحد اكثر صالونات تصفيف الشعر و التجميل عصرية هو مركز ستايل (ستايل سنتر) الذي يدار من قبل مختصي تجميل و مصففي شعر من بقية البلد. قال ضياء عبدالستار المسؤول الثاني في مركز ستايل انه يستقبل يوميا ما يقارب 50 زبونا و يصل كلفة تجميل عروس 125 الف دينار لتصفيف الشعر و وضع المكياج.
و المركز هو احد الصالونات الكثيرة التي يقوم فيها الرجال بتصفيف شعر النسا ء و وضع مكياجهن. تقول عثمان كان ذلك يعد من المحرمات في السليمانية قبل بضعة سنوات و نادرا ما ترى هذه الظاهرة في أجزاء أخرى من البلد.
يشغل عبدالستار أربعة رجال و أمرة واحدة في صالونه و يقول ان ذلك لم يثر أي مشاكل.
يقول عبدالستار " انه من الطبيعي ان يقوم الرجال بوضع المكياج لزبائننا، حتى أن كثير من الزبونات يطلبن ان يقوم الموظفون الرجال بتصفيف شعرهن و وضع مكياجهن."
سنكر جمال صحفي متدرب في معهد صحافة الحرب و السلام (IWPR) في اسليمانية