سياسيوا كردستان متهمون باستغلال ضحايا صدام
مروجي الحملات الإنتخابية في كردستان العراق حثوا على تقديم مساعدة فعلية بدلا من الشعارات السياسية مع اقتراب الانتخابات.
سياسيوا كردستان متهمون باستغلال ضحايا صدام
مروجي الحملات الإنتخابية في كردستان العراق حثوا على تقديم مساعدة فعلية بدلا من الشعارات السياسية مع اقتراب الانتخابات.
دلشاد أنور
حث ذوو ضحايا حملة صدام الشنيعة ضد الكرد عام 1988، حثوا السياسيين المرشحين لإنتخابات الاقليم القادمة على التوقف عن استغلال القضية.
اللجنة الخاصة بالدفاع عن حقوق أقارب ضحايا الأنفال دعت الاحزاب السياسية الى عدم زيارة قبور ضحايا الأنفال اثناء حملاتهم الإنتخابية.
و عملية الأنفال (كلمة الأنفال تعني غنائم الحرب) كانت جزء من حملة قادها نظام صدام حسين في العام 1988 ضد المناطق الكردية شمالي العراق. وكانت جماعة منظمة حقوق الإنسان قد قدرت بان ما يقارب 100,000 مواطن هلكوا في برنامج منظم للإبادة الجماعية.
قاد تلك العملية ابن عم الرئيس الأسبق صدام حسين المدعو بـ(علي حسن المجيد)، والمعروف بـ(علي كيمياوي)، والذي كان يشغل منصب مسؤول مكتب الشمال لحزب البعث الحاكم وقتئذ.
وقد حكم على المجيد واثنين من القادة رفيعي المستوى من عناصر البعث السابقين بالإعدام عام 2007، اي بعد ستة اشهر تقريبا من اعدام صدام حسين، وذلك لدورهم في هذه الحملة، إلا ان الحكم لم ينفذ بعد.
عمر محمد الذي يعمل ناشطا ورئيس تحرير صحيفة تدعي (أنفالستان)، يقول بان الأنفال هي رمز وطني عظيم، وهو يشدد "استخدامها غير لائق كأداة انتخابية من الناحيتين الأخلاقية والقانونية".
ويدعو محمد الاحزاب السياسية الى التوقف عن استغلال الأنفال، ويضيف "من واجب منظمات المجمتع المدني، وقنوات الإعلام واقرباء ضحايا الأنفال عدم السماح باستخدام الأنفال في الحملات الانتخابية".
الرئيس العراقي جلال طالباني روج لقائمته "كردستاني" في منطقة "كلار"، وهي احد المناطق التي دمرت اثناء حملة الانفال.
ومنح طالباني الذي يقود الإتحاد الوطني الكردستاني ذوي ضحايا الانفال مبلغا قدره 36,000 $ من اموال الحزب اثناء زيارته، وتعهد بتطوير المنطقة، حسبما اوردته صحيفة الحزب، كوردستاني نوي.
آسكة علي، التي مات زوجها وابنها والعديد من افراد عائلتها في عمليات الأنفال، طالبت رئيس الأقليم، مسعود بارزاني، الذي يخوض الإنتخابات الرئاسية للمرة الثانية، بان يتم سحب صورتها من المواد الإعلانية التي استخدمت في حملة قائمة "كردستاني" الإنتخابية.
وتظهر القائمة صورة للبارزاني وهو يقبل يد إمراءة خلال المراسيم التي اقيمت لرفات بعض ضحايا الأنفال. في وقت تبث فيه القنوات التلفزيونية التي تسيطر عليها القائمة كردستانية، يوميا مشاهد عن المشاريع التي تنفذ لذوي ضحايا عمليات الأنفال.
انتخابات يوم الخامس والعشرين من تموز ستجرى لإنتخاب برلمان اقليم كردستان العراق بالاضافة الى رئيس الاقليم. وسيختار الناخبون في انتخابات البرلمان من قوائم مرشحة تابعة للأحزاب السياسية وليس من أفراد مرشحين.
قائمة التغيير المعارضة ابرزت مآسي ضحايا الأنفال من خلال حملتها و قنواتها الإعلامية، ملقية باللائمة على طالباني لعدم الإصرار على اعدام المدانين بمذبحة الأنفال، بالرغم من ان العديد من الكرد جادلوا بالقول ان المنفذين لهذه العملية يجب ان يبقوا على قيد الحياة وان يحاكموا على جرائمهم الأخرى.
يشار الى ان الرئيس طالباني لم يوقع أي حكم بالإعدام منذ توليه الرئاسة عام 2005.
محمد، يرى بأنه من خلال ابراز هذه المشاريع ومآسي اقرباء ضحايا الأنفال، فان الأحزاب تقوم باستغلال القضية، ويشدد "ان استغلال كدح ونضال وكرامة ضحايا الأنفال لنظام سياسي معين هو امر غير مقبول".
لكن ادعاءات الاستغلال من قبل السياسيين ليس بالأمر الجديد، ففي عام 2006، في ذكرى قصف مدينة حلبجة بالغازات السامة أثناء حملة الأنفال والتي راح ضحيته 5000 مواطن، قام السكان المحليون بمظاهرة كبيرة لإحراج كبار الشخصيات والعمل على وقفهم من إحياء ذكرى المناسبة، وقد لقي شخص حتفه اثناء اشتباك المتظاهرين مع القوات الامنية.
محمد توفيق، احد اعضاء ادارة شركة وشة، المقربة من قائمة التغيير، نفى في تصريح له بان الشركة تستغل ماسي ضحايا الأنفال في الحملة الانتخابية، ويعلق "اظهار صورة اقرباء ضحايا الانفال هو ليس شكلا من اشكال الحملة الانتخابية، فنحن في قائمة التغيير ضد استخدام قضية الأنفال من اجل الإنتخابات".
عضو المفوضية العليا للانتخابات سردار عبد الكريم، قال بان المفوضية اصدرت ارشادات حول استخدام الأنفال في الحملة الانتخابية، واستدرك "لكن اذا ما شعر أي كيان سياسي بان استخدام الانفال في الحملة الانتخابية سيعمل على الإضرار بالعملية الانتخابية، يستطيع ان يقدم التماسا للمفوضية".
من جانبها، تقول المنظمات المدافعة عن حقوق ضحايا الانفال بان الاحزاب فشلت بتقديم مشاريع او خطط معينة لتعويض اقرباء ضحايا الانفال، حيث انهم قاموا باستغلال القضية ببساطة لأجل أغراض انتخابية.
أحمد ماجد، الذي يعمل موظفا مسؤولا في فرع كرميان لمنظمة كوردوسايد وج (Kurdocide Watch)، يقول بان المنظمة قامت نشر اعلان وطلب من كل القوائم تقديم مخططات لاجل مساعدة اقرباء ضحايا الأنفال، ويستطرد "الا انه لم تستجب اية قائمة للاعلاننا لحد الان".
انور حمة لاو، الذي فقد والديه وستة من اخوانه بالاضافة الى عدد من اقربائه الآخرين في عمليات الأنفال، يقول "للاسف، هؤلاء الذين يتبوؤن السلطة استخدموا الانفال كاداة للتمسك بالسلطة".
و نفت الناطقة باسم القائمة الكردستانية سوزان شهاب، في تصريح لهاأن تكون القائمة قد استخدمت قضية الانفال للدعاية الانتخابية، الا انها قالت "يجب ان نذكر المواطنين بالمشاريع التي قمنا بها لأجلهم".
ولفتت بان اعضاء القائمة ساعدوا اقرباء ضحايا الانفال بصورة فعلية، "اثناء فترة رئاسة الدكتور برهم صالح (كرئيس وزراء في منطقة كردستان)، كانت معظم الخدمات تقدم لأقرباء ضحايا الانفال. حيث تم تخصيص رواتب لهم بالاضافة الى العديد من الامتيازات الاخرى".
حمة لاو، دعا من جانبه الى عدم استخدام الانفال لخدمة المصالح السياسية الضيقة في الحملات الدعائية، واوضح، "للسنين الـ 18 الماضية، كانت الاحزاب تستخدم مآسي وتعاسة الماضي لاستدرار عاطفة المواطنين. اما الان فقد حان الوقت لتقديم مشاريعهم وخططهم المستقبلية".
كما طالب مروجوا الحملات الانتخابية بان تعتبر الانفال كرمز وطني، وليس موضوعا لنشاطات حزبية.
عضو لجنة الدفاع، شيرزاد داوودي، يقول "قبل موعد الانتخابات، لا احد يعير اهمية لاقارب ضحايا الأنفال، الا انه حين اقتراب الموعد، يبدأون باظهار الشعارات التي تصب في مصلحتهم". ويواصل "بدلا من استخدام الانفال في الحملة الانتخابية، من الافضل ان يعملوا على حملهم لتنفيذ احكام الإعدام التي صدرت بحق المجرمين الذين ادينوا بقضية الأنفال".
اتفق ماجد مع داوودي بان الانفال يجب ان لا يتم التعامل معها كموضوع حزبي، " اطلق نظام البعث حملة الانفال ضدنا فقط لاننا كنا اكراد. ولم يُسأل الضحايا الى أي حزب انتموا، ولذلك فان ضحايا الأنفال و الأسلحة الكيمياوية يجب لا ان تستخدم للمصالح الحزبية".
وشدد الطرفين ماجد وداوودي "يجب ان تتم مساعدة اقرباء ضحايا الأنفال، لا ان يستخدموا كأداة لاثارة عطف المواطنين اثناء الانتخابات".
دلشاد انور صحفي متدرب لدى معهد صحافة الحرب والسلام