تعليق: رجل مستقل
أحمد شلبي: عميل امبريالي أمريكي يبحث عن مصلحته الشخصية أم بطل أصيل للحرية؟
تعليق: رجل مستقل
أحمد شلبي: عميل امبريالي أمريكي يبحث عن مصلحته الشخصية أم بطل أصيل للحرية؟
في منتصف مارس بينما كان أعضاء المعارضة يتناقشون في شمال العراق حول من سيرأس أي لجنة، في توقع أن تكون حكومة إقليمية. أحمد شلبي كان منشغلاً بهدوء يحل نظرية هيني- بوريل. خلال الاجتماع، قام بإرسال " إثباته " الى بروفيسوره السابق في معهد ماساشوسيتس للتكنولوجيا وأيضا كان لدية حل بسيط مرتب لنظرية فيتاغورس. إثبات فيتاغورس نفسه لنظريته يغطي صفحتين، إثبات شلبي جاء في أربع أسطر.
شلبي: رئيس المجلس الوطني العراقي ومن أكثر الشخصيات التي المعروفة بين القيادة العراقية في المنفى، لن يحضر اجتماع – المرشحين السياسيين لفترة ما بعد صدام – مع الجنرال جاي غارنر في مدينة الناصرية في الجنوب هذا الثلاثاء، 15 ابريل، لمناقشة تأسيس السلطة الداخلية للمساعدة في إدارة العراق حتى يتم انتخاب حكومة بشكل ديمقراطي.
كثير من منتقديه سيصورون قراره بعدم الاشتراك وادعاءه بأنه لا يريد حكم سياسي في العراق كمحاولة لابعاد نفسه من " محرري " العراق، خطوة تكتيكية لتسلق طريقه الى الأعلى.
شبلي ملاّط: والذي ساعد عام 1991 شلبي على تأسيس اللجنة الدولية لتحرير العراق، يختلف في الرأي. يقول بأن ميول شلبي كانت دائماًً بإتجاه عدم اتخاذ مركز رسمي في " العراق الجديد".
" كان من الصعب اقناع احمد للظهور مع الوفد الذي زار واشنطن على مستوى رفيع المستوى ولاول مرة في اغسطس 1992"، أضاف " لم يكن يريد ان يكون له مركز رئيسي. على كل حال فهو، محق جداً بالإبتعاد عن الناصرية".
لا يوجد أي حق للجنرال غارنر بإدارة العراق. مكتبه هو " لإعادة البناء والمساعدات الانسانية". السياسة هي من شأن العراقيون. يجب على العراقيون إدارة العراق.
منتقدي شلبي يقولون بأن صراعة الطويل ضد نظام صدام القاسي يعود الى طموح شخصي. ولكن كثيرون ممن يعرفوه يعتقدون بأن هذا بعيداً عن الصحة. كما مع الرياضيات، شلبي يعتقد بأن لكل مشكلة هناك حل وكان يحاول البحث عن حل للديمقراطية في ا لعراق لوحده بدون مراعاة لراحته او أمنه أو حياته.
المجلس الوطني العراقي والذي اسسه قبل عقد من الزمان كان مجموعة : المعارضة الأولى التي توّحد مدى واسع من مختلف المجموعات السياسية والدينية العراقية.
على الرغم من ذلك – ولربما بسبب ذلك – تم نعته في الحزب كما في العالم العربي كانتهازي فاسد وكأداة للمرسوم الاسرائيلي – الأمريكي للشرق الأوسط.
في هذه النقطة يجب ان أوضح موقفي : أحمد شلبي هو صديق كان كذلك لأكثر من 15 عاماً. فهو بالتناوب مثير للسخط وفنّان، صبور وغير صبور، رافض ومصغ قرأ بشكل كبير أكثر من أي شخص أعرفه، ولا يوجد لديه طاقة للغباء
وهو نادراً متواضع، دائماً متأخر عن وجبة العشاء و مشكوك في ذوقه في البذلات والأهم من كل شئ بأن كثير مما قيل عنه هو بكل بساطة غير صحيح.
بينما يتمتع شلبي بدعم كبير من شخصيات مهمة في البنتاغون، وكالة الاستخبارات المركزية CIA ووزارة الخارجية تحالفوا ضده واستخدموا الاعلام لإرساء/ توجيه عدد من الاتهامات السياسية من ضمنها:
* مجرم مذنب: بنك شلبي الأردني، بنك البتراء انهار عام 1989 ووسط إدعاءات عن وجود فضيحة مالية وثم تجريمه غيابياً بتهمة الاختلاس والتزوير.
في ذلك الوقت الملك حسين كان من الحلفاء المقربين لصدام حسين وشلبي الذي كان يقيم في الأردن أكبر معارضيه المبدعين.
قبل عدة اسابيع من إغلاق البنك – وبشكل غريب- بأمر عسكري – قامت شركة امريكية كبيرة لتدقيق الحسابات بإعطاء البنك البراءة المادية. في نفس السنة تمت إدانة شلبي، قام الملك حسين بزيارته الأولى، من عدة زيارات، وسأله عن سبب غضبه اتجاه صديق قديم. أجابه شلبي: " لانك جعلتني لصاً وعائلتي لصوص ". " رفض عفواً ملكياً، حيث العفو يعني انه كان مذنباً ".
قامت جريدة وال ستريت جورنال مؤخراًً بإثبات ان وزارة الخارجية حاولت التأكيد على صورة " سرقة البنك " عن طريق وضع ضغط على محاسبي الدولة لإيجاد الدليل الذي يمكّن من إغلاق " المجلس الوطني العراقي".
قام المحاسبون بإعطاء المجلس الوطني العراقي براءة ذمة وقالوا بأنه من المستحيل لهم الامتثال للمطالب المختلفة لوزارة الخارجية.
* منفي لمدة طويلة بدون علاقات حقيقية بالعراق " شلبي الوحيد من بين قيادي المنفى، الذي حارب ضد صدام في الأرض العراقية.
عام 1993 ترك بيته المريح في لندن، بيت متواضع – بمعايير رجل اعمال- ليتعرض لشرك وتقريباً يقتل في المنطقة الكردية المحررة في شمال العراق وليشاهد مقره يقصف وشركاؤه يقتلون. مصادره في قلب النظام العراقي أمدت وبشكل متواصل معلومات داخلية مهمة وصادقة بشكل كبير معظم الفاريين من النظام على (مستوى عال) يتوجهون اليه. قال بأن هزيمة الجيش العراقي ستكون بسيطة نسبياً، وكان محقاً.
* أداة بيد " المحافظون الجدد" الامريكيين يملكون أجندة معارضة للعرب ومؤيده لاسرائيل. لسنوات حاول شلبي الحصول على دعم عربي لإزالة صدام حسين وانهاء جرائمه. الممكلة العربية السعودية ومثل العادة وعدت الكثير ولم تعط شئ وقالت بالنهاية: " قيادتنا تريد مساعدتك بشرط ان تتنازل عن الديمقراطية وحقوق الانسان". ولهذا بحث شلبي عن دعم خارج العالم العربي – ووجد دعماً من نائب الرئيس ديك تشيني، البنتاغون وبعض من المحافظون الجدد. ويعلم بأن ذلك سيكلفه في العالم العربي، ولكنه كان يسعى لإزالة صدام حسين وليس الفوز في مسابقة " شعبية ".
* قام بزيارات لاسرائيل: لم يقم بزيارة اسرائيل ابداً. مثل كثير من العرب المتحررون، لديه أصدقاء يهود، ومؤكد بأنه سيفضل السلام على الحرب في الوقت الصحيح تحت الشروط الصحيحة.
* لا يوجد له دعم في الشارع العراقي" لم يُسمح هناك بأي دعم في الشارع العراقي لأي شخص غير صدام، لمدة 35 عاماًً، معظم العراقيون يعرفون فقط الأشخاص الذين سمح صدام لهم بمعرفتهم.
في الناصرية، رحب جمهور من الآلاف بشلبي، مئات رؤساء القبائل، رجال دين وآخرين جاءوا لمشاهدته في مخزن كبير كان يعيش فيه دون ماء او مرحاض. أي شخص يريد التنافس على مكتب حكومي في العراق الجديده يجب عليه بناء قاعدة شعبية. فرص شلبي في الحصول على ذلك الدعم تم تقليصها في اللحظة التي اعتلى فيها شاحنة الجيش الامريكي وهو كان على علم بذلك.
* بدعمه الاجتياح الامريكي للعراق- لم يظهر أي احترام لشرعية للأمم المتحدة. شلبي بإمكانه الادعاء بأن الحاجة لم تكن لتعلو لو ان الامم المتحدة احترمت مهمتها للحرية والديمقراطية في العراق. لو ان دول أعضاء مثل فرنسا والمانيا دعمت وبشكل قاطع العمل بقرارات الامم المتحدة ضد أسوأ ديكتاتورية على وجه الأرض.
* " مُستغل من قبل واشنطن ". مُستغل ومع ذلك ممقوت من قبل وكالة الاستخبارات الامريكية ووزارة الخارجية. لأنه دفع وبشكل مستمر لعمل بدل الكلام – وعمل من قبل العراقيون وليس مثل الذي نشاهده الآن – امريكيون. ليس ذلك فحسب بل ايضا لأن صديقة الصحفي انتوني لويس يقول "عندما تسمع نائب وزير الخارجية ريتشارد أرميتاج يطعن في شلبي تسمع أصوات المؤسسة في السعودية ومصر تتحدث من خلاله". كثيرون في الحكومة الامريكية يفضلون ان يشاهدوا تبديل صدام بأحد من البعثيين السابقيين الذي يتفق جيداً مع أصدقائهم في الرياض والقاهره.
مشاكل شلبي ستنتهي اذا حاول الصعود كخليفة لصدام فهو مسلم شيعي، أغلبية في العراق ولكن أقلية في العالم العربي. حتى قبل الحرب الامريكية على العراق، لم تسمح له بزيارة مصر للقاء الرئيس حسني مبارك، ليست علمانية شيعته التي تخيف جيران العراق السنّة ولكن طموحة بدولة ليبرالية، ديمقراطية لا تشبه دولهم اطلاقاً.
" إذا وضعت حسنات أحمد على كفة الميزان ووضعت سيئاته على الكفة الأخرى بدون شك الأولى ستطغي على الثانية"، يقول قمران كرداغي صحفي عراقي مستقل والذي يعرف شلبي جيداًً " حقيقة انه يعيش على كوكب مختلف ولكنه الأفضل" الذي يميز أحمد عن بقية قيادي المعارضة انه يدعم حقوق الأكراد. ككردي فإني اقول هذا: اذا قررت امريكا ان تفرض قائد عربي من خيارهم في بغداد سيصلي الأكراد بأن يكون ذلك أحمد.
عشية الحرب شلبي وزملائة، من بينهم الكاتب كنعان مكية، نجح وتقريباً لوحده في الزام واشنطن على تعديل خططها لفترة ما بعد صدام، تصدرت الصحف الامريكية حول المفهوم الغير مجدي وغير حكيم للحكومة العسكرية.
" يجبر المسؤلون الامريكيون على اتخاذ قرارات صعبة على الشعب العراقي وثقافته مع معرفة قليلة بالموضوع" كتب شلبي " هل سيقوم كولونيل امريكي في وزارة التعليم التقرير حول دور الاسلام في المناهج التعليمية ؟ الولايات المتحدة ليست بحاجة الى انتقاء خليفة لصدام، وليست بحاجة الى أن تقرر مسبقاً كل خطوة في فترة ما بعد صدام. نتوقع الولايات المتحدة ان تلتزم التزاماً كاملاً بقبول ارادة الشعب العراقي وان لا تخيبنا في رغبتنا للعدالة".
اذا كان سيسعى او يقبل دور سياسي مباشر، لا تتوقعوا أحمد شلبي ان يبقى صامتاً.
جولي فلينت مراسلة للشرق الأوسط و عضو سابق في مجلس أمناء IWPR، تعمل حاليا كمحررة منسقة لملف "تقرير الأزمة العراقية".