تقرير الازمة العراقية
التقرير الخاص عن الخدمات الصحية في العراق.
تقرير الازمة العراقية
التقرير الخاص عن الخدمات الصحية في العراق.
بقلم: تياري راث
تتصدر اخبار الخسائر الناتجة عن العنف اليومي في العراق عناوين الاخبار في كل ارجاء العالم، لكن لا احد ينتبه الى حالة الجرحى المصابين في المواجهات وكذلك المرضى الاخرين في هذا البلد الذي تسوء فيه الخدمات الصحية بشكل مروع.
يكشف التقرير الجديد الخاص الذي اعده مراسلو معهد صحافة الحرب والسلام عن الخدمات الصحية عن نقص كبير في الادوية وفي الكادر الطبي وعن تردي الخدمات الطبية وتفشي الامراض التي تجعل الحياة اكثر تعاسة بالنسبة للملايين من العراقيين.
تشير منظمة الصحة العالمية الى تقديرات الحكومة العراقية الى ان 70% من جرحى اعمال العنف يموتون وهم في ردهات الطواريء و العناية المركزة. والسبب الرئيس في ذلك هو قلة الكادر الطبي الكفوء ونقص الادوية والتجهيزات.
تسيطر الحكومة المركزية على توزيع الادوية على كل المستشفيات في العراق، الا ان التجهيز لا يصل احيانا الى بقية المحافظات. تقع معظم مستودعات الادوية في المناطق الخطرة في بغداد، مما شجع وصول الادوية الى ان تباع في السوق السوداء بدلا من وصولها الى الصيدليات والمستشفيات. ادى نقص الادوية الى تردي الخدمات الصحية في بعض المحافظات مثل كربلاء وكركوك.
تاضل المستشفى العام في كركوك من اجل تقديم الخدمات وسط تلك الفوضى . حيث تنفد الادوية خلال اسبوع واحد اضافة الى النقصان في تجهيز الابر الطبية. تعاني المستشفى من ضغط كبير لتوفير الخدمات الطبية في المناطق التي تشهد تدفق المهجرين اليها وزيادة في اعداد الموتى نتيجة اعمال العنف. انها مهمة شاقة يحاول معها الاطباء والممرضين تقديم افضل ما لديهم للتعامل مع الاوضاع .
كان الاطباء من اوائل من ترك العراق لان معظمهم قد تم تهديده من قبل المسلحينن في بداية الصراع. ان حالهم حال ملايين العراقيين الذين فروا الى الاردن وسوريا.
اما بالنسبة للذين فضلوا البقاء في العراق، فان خطر وقوعهم ضحايا العنف الطائفي ليس هو الخطر الوحيد الذي يواجههم. معظم الناس معرضون للاصابة بالكثير من الامراض بسبب تردي الاوضاع الصحية. تحذر وكالات الاغاثة من خطر الامراض التي يسببها الماء والتي انتشرت بسبب عدم توفر الرعاية الطبية الملائمة والكافية.
تجسدت تلك المخاوف في الشمال العراقي حيث اشار مراسلو معهد صحافة الحرب والسلام الى موت 13 انسان بسبب اصابتهم بمرض الكوليرا الذي انتشر في المحافظات الشمالية الثلاثة. راجع الالاف ممن ظهرت عليهم اعراض الكوليرا المستشفيات في اربيل وكركوك وكذلك في محافظة السليمانية اتي تتمتع باستقرار نسبي. يتهم المسؤولون عن الصحة الحكومة الكردية بفشلها في تحسين منظومة التجهيز للماء الملوث.
يبدو ان الميليشيات التي لا تقاتل بعضها البعض انما تنوي جعل الحياة اكثر بؤسا بالنسبة للمرضى والجرحى والعجزة. ففي بغداد يقول السنة ان حياتهم في خطر في بعض المستشفيات التي يهيمن عليها المسلحون الشيعة. وفي البصرة ،قامت الميليشيات الشيعية بالتعرض الى انشاء مستشفى الاطفال من خلال قتل وتهديد القائمين عن المشروع.
تياري راث: محررة معهد صحافة الحرب والسلام لشؤون الشرق الاوسط.