تطهير كتب الأطفال من صدام
تخلصت دور النشر الرئيسية لادب الأطفال من الدعاية التي كانت في عهد صدام.
تطهير كتب الأطفال من صدام
تخلصت دور النشر الرئيسية لادب الأطفال من الدعاية التي كانت في عهد صدام.
نشرت في عهد صدام كتب مثل "دبابات في الليل" ا و "رجال من بلادنا" مرفقة بصور إيضاحية عن ضباط عراقيين- يقفون مبتسمين فوق مجموعة بائسة من الأسرى الملتحين الإيرانيين- يتحدثون على أن العراقي يعادل عشرة من الإيرانيين الأعداء.
أو قد يقرأ الصغار عن " قصة التأميم " التي صورت على أنها هدية صدام حسين للأجيال القادمة وارفقوها بصور عن مصافي النفط والقائد العراقي يقف محاطا بأطفال مبتسمين.
ومع ذلك, بإمكان دار ثقافة الأطفال, دار النشر الوحيدة في العراق المخصصة للقراء الصغار، أن تضع رسوم كرتونية على أغلفتها لطفلة مع قطتها المدللة وهي تلعب بخرطوم ماء الحديقة في يوم صيفي حار بدلا من صور صدام.
وأخيرا يقول الموظفون في دار النشر أن بإمكانهم أن يتخلصوا من أذواق النظام البائد من - خيول - مصانع – جنود- وينشرون بدلها قصصا يرغبها الجمهور.
في عهد صدام يقول رئيس التحرير رياض سالم " طبعنا قصصا عن الحرب ضد إيران لتعبئة الأطفال للحرب".
تأسس المركز عام 1969 لنشر الكتب والفكاهات ولعرض المسرحيات والمهرجانات والاستعراضات الأخرى للأطفال.
كانت من بين أهم نشاطات المركز هو تنظيم مهرجانات للأطفال في العطل والمناسبات الوطنية.
وكان يتم تشجيع الأطفال لرسم صور عن الحشود وهي تندفع للاقتراع والتصويت " نعم لصدام" في يوم الانتخاب أو تقديم الولاء في يوم البيعة. وكان الأطفال يرسمون الجنود وهم في الجنة في يوم الشهيد.
عندما شحت الأموال والمواد الأولية خلال فترة العقوبات المفروضة من قبل الأمم المتحدة , قام الناشرون بتقليص بعض مطبوعا تهم., وتم تأجير مسرح الفانوس السحري الخاص بالاطفال للقطاع الخاص الذي استخدمه لعرض المسرحيات التجارية الكوميدية للكبار.
وقبل سنة من اندلاع الحرب الأخيرة فقد المركز بعض من نشاطاته عندما قامت وحدة من المخابرات العراقية- بعد أن اكتشفت إنها كانت هدفا ضمن قائمة الأهداف الأمريكية -.باستعمال المكتبة للأعمال الحربية
واليوم, تقف دار النشر مرة أخري على قدمها بالرغم من أن ميزانيتها من وزارة الثقافة بالكاد تكفي لإصدار ثلاثة مجلات - سندباد بغداد - مجلتي - المزمار- حيث تتنوع الموضوعات بين الفكاهة والألعاب والقصص.
أسعار المجلات ما تزال مرتفعة 100 دينار للمجلة أي ما يعادل ( 6 سنتات أمريكية). يقول موظفو المركز إن الأطفال لازالوا يصرفون نقودهم على شراء الحلويات والأسوأ من ذلك السجاير، وهم يرغبون تنزيلها إلى سعر تنافسي (50 دينار) لتصبح ارخص من سعر قالب الحلوى.
وبالرغم من أن أكثر المجلات تحتوي حكايات عن الأطفال والحيوانات أو الأساطير الشعبية العربية ,فهي أحيانا تحمل مضامين سياسية رغم اختلافها عن النمط السابق.
إحدى طبعات السندباد تحكي حكاية من القرن التاسع عشر عن رجل أعمال سويسري اسمه هنري دونات الذي ارتعب مما رأى في جبهة القتال الشمالية في إيطاليا, فانشأ الصليب الأحمر.
وباختصار لكل التغييرات التي أجراها المحررون, إضافة إلى تميز الأولويات , فان نفس العدد
من سندباد طبعت أيضا رسوم كرتونية لدبابة أجبرت على التوقف عند معبر للسكة الحديد بينما كان القطار يمر- وهو مملوء بأطفال يلوحون ببالوناتهم-
بقلم سلام جهاد متدرب في معهد صحافة الحرب والسلام في بغداد.