يجب أن تبقى كركوك متحدة
أكدت أعمال عنف الأيام الأخيرة أهمية وصول مكونات المحافظة إلى وفاق بشأن مستقبلها.
يجب أن تبقى كركوك متحدة
أكدت أعمال عنف الأيام الأخيرة أهمية وصول مكونات المحافظة إلى وفاق بشأن مستقبلها.
تجمع مئات الآلاف من الناس، معظمهم من الكرد، خارج مكاتب مجلس المحافظة في كركوك، في 28 تموز، للاحتجاج على قرار برلماني، تم بموجبه تخصيص عدد متساو من مقاعد مجلس المحافظة لكل من التركمان، العرب، و الكرد. وأبدى التركمان و العرب دعمهم و بشكل كبير للاقتراح، لكن الكرد، الذين يعتقدون أنهم الأكثرية في كركوك عارضوا بشدة اتفاق اقتسام السلطة.
خوفي من أن هناك خطر كامن اثبت صحته: فقد فجرت انتحارية نفسها وسط حشد من الناس، أشلاء مبعثرة في كل مكان. لم يعلن أحد مسؤوليته عن التفجير، لكن الهجوم أثار التوترات القومية في كركوك، التي هي مدينتي و مسقط رأسي.
كما أكد أهمية وصول مجاميع قوميات كركوك المختلفة - لاسيما ممثليها السياسيون- إلى إتفاق. ولكن منذ وقوع الهجمات، فقد حدث عكس ذلك فقط.
وطالب مجلس المحافظة الذي يقوده الكرد في 31 تموز بأن تسمح السلطات في بغداد لكركوك أن تصبح جزءا من كردستان العراق، وهو من شأنه تجاهل مادة دستورية تهدف إلى تقرير ما إذا كانت كركوك ستحكم من قبل حكومة إقليم كردستان أو الحكومة المركزية.
ويريد معظم الكرد في كركوك أن تدمج المحافظة الغنية بالنفط بكردستان العراق، لذا فإن طلب المجلس لم يكن مفاجأًً. لكن لم يكن واضحا في البداية ما إذا كان السياسيون الكرد يقومون بمناورة سياسية أو أنهم يريدون اندماجا فوريا لكركوك مع كردستان العراق.
ويعتقد المراقبون أن الخطوة كانت بمثابة صب الزيت على النار، بما أن أعضاء البرلمان الكرد في بغداد كانوا يخوضون معركة مع مجاميع أخرى على الكيفية التي ينبغي بموجبها توزيع مقاعد مجلس المحافظة في الانتخابات المحلية المقبلة. من المرجح أن يتم تأجيل هذه الإنتخابات في عموم البلاد بسبب المشاكل حول كركوك.
وقد أظهرت دعوة الكرد لضم كركوك إلى كردستان العراق افتقارا للحكمة بسبب كون باقي الأحزاب السياسية الأخرى لن تقبل أبدا بمثل هكذا قرار. إنه لم يأخذ بالاعتبار أي من التغييرات التي حدثت في العقود القليلة الماضية، عندما غيرت حكومة البعث بشكل جذري ديموغرافية كركوك عن طريق توطين العرب وطرد الكرد و التركمان.
انه لا يأخذ في الحسبان الأجيال الجديدة من المستوطنين الذين نشئوا هنا ويعتبرون كركوك موطنهم و مدينتهم، و الذين يجدون صعوبة في قبول فكرة العيش في أي مكان آخر.
ومن غير المحتمل أن يتم النظر في طلب مجلس كركوك بصورة جدية لأنه سيعرض أمن كركوك و العراق ككل إلى الخطر.
كما أنه يمهد الطريق للعرب و التركمان لتقديم طلبات ملكية مماثلة بشأن كركوك. وقد صعد العرب والتركمان الموقف واظهروا ازدراءهم للكرد بالتظاهر ضد قرار المجلس. وقالوا انهم سيكونون مستعدين لإستخدام العنف لضمان بقاء كركوك جزءا من العراق.
ويقول البعض إن أفضل حل يمكن أن يرضي جميع الأطراف سيكمن في منح كركوك وضعا خاصا، الذي ستحصل بموجبه على درجة عالية من الحكم الذاتي ضمن العراق. ولكن حتى لو حدث ذلك، فإنه يمكن ان يكون هناك صراع حول من سيدير المدينة.
إن الدعوة إلى وضع كركوك تحت السلطة الكرديه هو أمر خطير. وإن فصل كركوك من العراق على هذا النحو يمكن أن يفتح الباب على مصراعيه أمام العنف المذهبي والديني والقومي الذي يمكن أن يدمر المحافظة – خاصة بسبب أن العراق ليس لديه حتى الآن حكومة مركزية قوية.
إن ما يثير القلق على وجه خاص هو أن تركيا، التي ترتبط بعلاقات حميمة مع تركمان كركوك، حذرت الكرد من أن الجيش التركي قد يتدخل إذا حاولت كردستان العراق الإمساك بكركوك. ومع دعم أنقرة لهم، فتركمان كركوك هم مجتمع قوي مصر على ما يريده، وبعضهم قد يعوق الجهود الرامية إلى إيجاد حل لكركوك.
ولكن يجب على التركمان ان لا ينسوا أنهم عراقيون أيضا، ولا شيء سوى الجيش العراقي والدستور يمكن أن يحميهم في النهاية.
سماح صمد- هي صحفية متدربة في معهد صحافة الحرب و السلام في كركوك