يتدفق المهجرون الشيعة على مدينة الكوت

هربا من العنف الطائفي في بغداد، وجدت العوائل الشيعية ملجأً لها في المدينة الجنوبية.

يتدفق المهجرون الشيعة على مدينة الكوت

هربا من العنف الطائفي في بغداد، وجدت العوائل الشيعية ملجأً لها في المدينة الجنوبية.

Friday, 14 April, 2006
. بينما كانت تمرر يديها على شعر حفيدتها، روت وزيا مبارك سلمان، 60، قصتها والدموع تسيل على خديها.



قبل ثلاثون عاما، انتقلت وزيا مع عائلتها الى منطقة ابو غريب غرب بغداد. لكنها تركت بيتها في الشهر الماضي بعد استلامها تهديدا بالموت من مجهول.



قالت وزيا التي هربت الى الكوت، المدينة ذات الاغلبية الشيعية والتي تبعد 160 كم الى الجنوب من بغداد، بعد التهديد "كتبوا على جدار بيتنا، امامكم 24 ساعة لترك المكان، والا سنفجر البيت عليكم وعلى اطفالكم."



تقول وزيا - التي تعيش الان في خيمتين مع ولديها المتزوجين واحفادها العشرة – ان الشيعة مستهدفون لانهم استولوا على السلطة في العراق والسنة لا يروق لهم ذلك.



تستذكر وزيا التي قتل ابن اخيها وهو في طريقه الى العمل، ما قالوه لها " اتركوا المنطقة، فانتم شيعة ولا نريدكم هنا ولا مكان لكم بيننا".



منذ بداية الغزو الامريكي في 2003، ظلت الكوت في منأى عن الاضطرابات التي عمت الكثير من اجزاء البلاد، و اصبحت في الشهر الاخير ملاذا للشيعة الذين هربو من العنف الطائفي الذي بدا غليانه منذ تفجيرات المراقد الشيعية في سامراء في شباط الماضي.



تقدر وزارة الهجرة و المهجرين ان اكثر من 30 الف شيعي وسني قد تركوا مناطقهم بسبب الاحداث الاخيرة. تم في مديرية الكوت تسجيل اكثر من 500 عائلة تبحث عن مكان تعيش فيه، معظمهم من الشيعة.



قال ممثل وزارة الهجرة في الكوت علي عباس جهاكير ان المدينة قد تضخمت بفعل الوافدين الجدد," لا تستطيع محافظتنا إيواء جميع هذه العوائل".



معظم الذين حصلو على ملاذ هنا هم من الذين استلموا تهديد بالموت واكثر من نصفهم فقدوا اقربائهم في اعمال العنف الطاثفي.



رحل حسنين علي حنون،23،مع اخيه من جنوب العراق وسكنوا في بغداد بعد عدة شهور من سقوط نظام صدام حسين. استأجروا بيتا هناك ووجدوا عملا كبائعي فواكه.



وصل الى الكوت قبل اسبوعين وعلى متن شاحنة تويوتا زرقاء كان قد استأجرها. وصل حنون وزوجته كفاية البالغة من العمر 16 سنة وامه الى المخيم بعد ان جمعوا كل حاجياتهم على ظهر السيارة.



كان حنون – الذي ما يزال حزينا على موت اخيه الذي قتل لانه لم يأبه للتهديد بترك الدورة المنطقة ذات الاغلبية السنية في بغداد – متعبا.



قال حنون"بقينا انا واخي رغم استلامنا للتهديد لاننا لم نعمل شيء خطأ. لكنهم قتلوا اخي بعد اسبوع من ذلك. انا حزين الان. لقد فقدت اخي وبيتي وتركت كل شيء خلفي".



لقد حولت جمعية الهلال الاحمر العراقية مدينة العاب الكوت القديمة الى مخيم لايواء العوائل النازحة. لقد قاموا باعطاء كل عائلة خيمة، صوبة نفطية للطبخ، بطانية، ماء شرب وطعام، وكذلك الرعاية الطبية.



جاء حسين علي عبد الله ،13، مع عائلته من الحويجة التي تبعد حوالي 400 كم شمال الكوت بعد ان تم تهديدهم. انه يلعب الان مع اصدقائه في بقايا مدينة الالعاب التي كانت يوما ما احد مراكز الجذب في المدينة.



قال حسين"نلعب طوال اليوم على دواليب الهواء الصدئة هذه. ليس لدينا شيء اخر لنفعله".



وفي داخل الشارع، تأوي بناية قديمة استخدمت كمركز للشباب قي المدينة حوالي 20 عائلة.



في الوقت الذي غطى التراب كامل البناية بفعل الريح القوية، ظهر ابو علي ليروي قصته.



قال ابو علي الذي رفض ذكر اسمه الكامل، انه عاش مع جيرانه السنة غرب بغداد لمدة 55 عاما. لكنه استطرد انه في احد الايام هاجمه واقاربه رجال مسلحون وقتلوا خمسة منهم.



انه الان غاضب على الامريكان الذين انسحبوا من المنطقة مع بداية احداث العنف، تاركين القوات العراقية- التي يرى انها غير مؤهلة لاداء الواجب – لوحدها.



واضاف" الجيش العراقي لا يستطيع حمايتنا. الأمريكان لم يفعلوا أي شيء. وان ارادوا فعل شيء فانهم يفعلونه حين يصب في مصلحتهم، وليس في مصلحة الشعب العراقي".



يشجع المسئولون العراقيون العوائل النازحة للعودة الى منازلهم باقرب وقت، الا ان الكثير منهم لا يزالون يخافون العودة.



قال سلمان" لا يمكننا العودة. سيذبحوننا واولادنا".



ايوب نوري صحفي عراقي حر ومدرب برامج اذاعية سابق في معهد صحافة الحرب والسلام.
Iraqi Kurdistan, Iraq
Frontline Updates
Support local journalists