انفجارات بغداد تلقي بالشكوك حول الخطة الأمنية للانتخابات
الانفجارات الأخيرة تزيد من المخاوف من أن الانتخابات القادمة ستشهد المزيد من الهجمات.
انفجارات بغداد تلقي بالشكوك حول الخطة الأمنية للانتخابات
الانفجارات الأخيرة تزيد من المخاوف من أن الانتخابات القادمة ستشهد المزيد من الهجمات.
فقد قتلت أنفجارات يوم 25 من كانون الثاني التي حدثت بسيارات مفخخة أمام ثلاثة فنادق راقية يرتادها الأجانب ومسؤولون عراقيون، ما لايقل عن 36 شخصاً. وأدعت دولة العراق الاسلامية المرتبطة بالقاعدة مسؤوليتها عن التفجيرات.
وفي اليوم التالي قتل انفجار سيارة مفخخة أمام مديرية الأدلة الجنائية التابعة للوزارة الداخلية في وسط بغداد 17 شخصاً وخلف 80 جريحاً، وذلك حسب مصدر من وزارة الداخلية الذي اشترط عدم ذكر أسمه.
وزلزلت الانفجارات الهدؤ الذي ساد العاصمة بغداد لعدة أسابيع، و أثارت تساؤلات حول قدرة العراق على ضمان الأمن خلال العملية الانتخابية المقرر اجراوها في في السابع من آذار المقبل.
" في الماضي كانت لدينا شكوكا حول قدرات القوات الأمنية العراقية، ولكننا الآن على يقين بانها غير مؤهلة." قال فراس حسين حمودي وهو طالب جامعي يبلغ من العمر 28 عاماً، معبراً عن رؤيةٍ يشاركها الكثير من الناس في بغداد.
وقد تضرر منزل حمودي الذي يقع بالقرب من فندق الحمراء في وسط بغداد بشكل كبير جراء الانفجار، مما أدى الى ان تصبح عائلته بلا مأوى بعد تركها للمنزل.
" الحكومة غير قادرة على تقديم الحاجة الأكثر أساسية، ألا وهي ضمان الأمن" أضاف حمودي.
وتعتبر فترة الانتخابات تجربة في غاية الاهمية للقوات الأمنية العراقية. و سيتولى العراقيون حماية المراكز الانتخابية. والجدير ذكره هنا، ان القوات العراقية أخذت على عاتقها للمرة الأولى مسؤولية العملية الامنية لانتخابات مجالس المحافظات في 2009.
ويوم انتخابي هادئ في السابع من آذار سيهدأ من القلق حول الاعتماد الكلي على القوات الأمريكية التي من المقرر ان تنسحب من العراق في 2011.
وقد كشفت الحكومة العراقية في بداية هذا الشهر عن استراتيجية أمنية لضمان أمن العملية الانتخابية. و وصفها مسؤولون في الجيش والشرطة بانها خطة جديدة لحماية العاصمة من العنف. وقال مسؤولون أمنيون بان الخطة الجديدة التي تم تطبيقها بدءاً من 12 كانون الثاني، تستخدم معلومات استخبارتية واسعة ومستويات عالية من التعاون في عمل الأجهزة الأمنية المختلفة.
وبعد الهجمات الأخيرة، أبلغ قاسم عطا ، المتحدث باسم قيادة عمليات بغداد، معهد صحافة الحرب والسلام IWPR بأن المسؤولين سيراجعون الاستراتيجية الأمنية. لكنه أضاف " نحن نتوقع بان القاعدة ستكون قادرة على شن هجمات الآن وفي المستقبل."
وقال عطا بان المعلومات الاستخبارتية " تؤكد بان بعضاً من الخلايا النائمة للقاعدة ستشن هجمات انتحارية في محاولة لإعاقة سير الانتخابات وذلك لكي تفقد مصدقيتها في نظر المجتمع الدولي."
وقال تحسين الشيخلي، الناطق باسم الخطة الأمنية، بانه يتوقع بان " الأرهابيين سيحاولون التأثير على قرار الناخب عبر الاخلال بالوضع الأمني."
" هدف الارهابيين هو بغداد لانها العاصمة، وكل الناس في داخل العراق وخارجه سيركزون على مايجري هنا."
" تعتبر مرحلة ما قبل الانتخابات مرحلة حرجة جداً لان العدو يستطيع استغلال هذه المرحلة ليؤثر على قرار الناخبين. وأي اخلال بالوضع الأمني أثناء هذه المرحلة ستخيف وتبعد الناخبين وتضر بالعملية الديمقراطية."
و الهجمات التي استهدفت فنادق الحمراء وشيراتون وبابل، والتي كانت محاطة بالحراس و الجدران الكونكريتية، كانت الرابعة في سلسلة التفجيرات التي استهدفت ومنذ شهر آب، بنايات ذات حراسة أمنية عالية.
وقد أستهدفت الهجمات السابقة المؤسسات الحكومية بشكل خاص و راح ضحيتها حوالي 400 قتيل.
وركز المسؤلون الأمنيون على الضرورة الاستخبارتية في جهود العراق لمحاربة العصاة.
و أفاد اللواء محمد العسكري المتحدث باسم وزارة الدفاع بنجاح بعض العمليات الوقائية التي جرت ضمن الخطة الأمنية، من ضمنها تفكيك عدد من سيارات مفخخة في 11 من كانون الثاني والذي أدى الى 25 إعتقالاً و مصادرة 400 كيلوغرام من مواد شديدة الانفجار و أصابع الديناميت.
لكن من جهته قال ابراهيم الصميدي وهو محلل سياسي في بغداد، ان هجمات هذا الأسبوع " أثبتت ضعف قدرات الأجهزة الاستخبارتية على منع حدوث هجمات... تستخدم القاعدة تكنولوجيا متطورة جداً ومعلومات بشرية لا يمكن اختراقها."
وقال عطا ان العراق سيجهد في تقوية عملياته الاستخبارتية، وسيشجع الناس على إعطاء المعلومات حول اية نشاطات مشبوهة.
" يعتبر دعم الناس أكثر أهمية بكثير من أجهزة الكشف و أداء الجنود،" وأضاف " انه عامل مهم في نجاح القوات الأمنية."
لكن وبعد الانفجارات الأخيرة يعتقد بعض من سكان بغداد الواقعين تحت تأثير الصدمة انهم يشعرون بان لا حول لهم ولا قوة لإيقاف المتطرفين.
ويبعد منزل ام مهند ، وهي ربة منزل تبلغ من العمر 45 عاماً و رفضت الكشف عن أسمها الكامل، 20 متراً فقط من فندق الحمراء. وقالت " نحن خائفون جداً لان الارهابيين يستطيعون الوصول إلينا حتى لو كنا في عقر دورنا. ينبغي على السلطات ان تضع حداً لهذا الوضع المفزع. الى متى سنظل نعاني من الخوف ومن الارهابيين؟"
و أضافت " لقد أمضينا ليلة الانفجار في البرد. ليست هناك نوافذ، الأنقاض في كل مكان في البيت. مالذي فعلناه؟ أية خطيئة ارتكبنا؟"
خالد الأنصاري و علي كريم صحفيان مدربان في معهد صحافة الحرب والسلام في بغداد. وساهمت المحررة المحلية المتقدمة لمعهد صحافة الحرب والسلام، عبير محمد من بغداد في كتابة هذا التقرير.