ضحايا الانفال يرون المستقبل كئيبا
يحس أقرباء الذين ماتوا في مذابحِ الجيشِ العراقي بان عصرَ السياسية الجديدَ لن يوفر العدل.
ضحايا الانفال يرون المستقبل كئيبا
يحس أقرباء الذين ماتوا في مذابحِ الجيشِ العراقي بان عصرَ السياسية الجديدَ لن يوفر العدل.
محمد هو الناجي الوحيدُ مِنْ عائلتِه المكونة من تسعة افراد. أبنائه الخمسة، وبنتان وزوجتة قُتِلوا عندما نفّذتْ قواتَ صدام حسين حملة ألانفال السيئة الصيت في كافة أنحاء كردستان العراق في عام 1988.
صوت محمد لمصلحة دستورِ العراق، الذي يَعتقدُ البعضَ بأنه سَيُؤشّر بِداية جديدة للبلادِ المحطَّمةِ. مثل الكثيرِ من ضحايا الأنفال ، يرى محمد ألامل ضعيفا بأنّ الدستور أَو النظام السياسي الجديد للعراق سَيُغيّرُ حياتَه.
يقول محمد "لقد صوّت بنعم للدستور لان الزعماء الاكراد طلبوا منا ذلك" وقال "من خلال مشاركتي في الاستفتاء سانتقم لعائلتي واقربائي الذين قتلهم البعثيون العرب. انهم لايريدون للعراق ان يبقى حرا ومستقرا."
خلال حملة الانفال التي قام بها الجيش العراقي باعدام جماعي واستخدام الاسلحة الكيمياوية ضد سكان المدن والقرى الكردية تم قتل وفقد ما يربو على 100000 شخص وحتى المفقودين اعتبروا ميتين.
اختفى ما يقارب 182,000 كردي، من المدنيين غير المقاتلين، من قراهم حيث تم ارسالهم الى صحراء نقرة السلمان جنوب العراق. وصفت منظمة هيومن رايتس ووتش هذه الحملة "بانها إنتهاكات خطيرة لحقوق الانسان" واوردت بأن ما يقارب ال2,000 قرية قد دمرت.
اجبر الناجين من الاكراد على العيش في مدينة بنيت خصيصا لهم في محافظة السليمانية وسميت مدينة الصمود. وبعد انتفاضة عام 1991 وحصول الاكراد على الحكم الذاتي قاموا بتغيير اسمها الى رزكاري والتي تعني التعويض.
تبدو روزكاري اليوم مدينة فقيرة بنيت بيوتها من الطين والخشب والحجر وسكانها لايستطيعون العودة الى قراهم التي احرقت او زرعت بالالغام.
إستهدفتْ حملةُ ألانفال الرجال بشكل رئيسي، مما اوجب على النِساءِ الإعتِناء بعوائلِهن. وفي الوقت الذي كان فيه الإقتصادِ المحليِّ سيّئَا، فأن السبيل الوحيد لايجاد لقمة العيش هو العمل في المزارع المجاورة.
عرضت السلطات المحلية نوعا من المساعدة حيث قامت الوزارة التي تعني بشؤن ضحايا حملة الانفال في حكومة السليمانية بصرف حوالي 150,000 الف دينار عراقي او مايزيد عن 100 دولار امريكي في الشهر ل 8,500 عائلة متضررة.
يطالب ممثلو هذه العوائل الحكومة العراقية بدفع تعويض مالي واعتراف رسمي بان حملة الانفال هي مأساة انسانية. لكن الكثير منهم لا يتوقع بان تكون هناك آذان صاغية.
يقول احمد سبيسيري، 26 عاما، "صحيح ان اقاربنا قد ماتوا لكننا نريد من الحكومة العراقية الجديدة ان تدفع لنا تعويضا عن الدمار الذي حلّ بنا."
دعم معظم سكان المدن الدستور حيث ايده 99% من الناخبين في المحافظة طبقا لما اعلنته المفوضية المستقلة للانتخابات في العراق لكن سكان رزكاري بقوا في شك من ان الاطار القانوني الجديد في العراق او المحاولة لتطبيق الديمقراطية سيعيد لهم حقوقهم.
لم يذكر الدستور الجديد اي تعويضات او تقديم الدعم لضحايا الانفال، والبرلمان لم يناقش هذه الفقرة. الضحايا مؤمنين بان السياسيين وخصوصا السنة العرب الذين كانو يسيطرون على الامور في العراق ليس لديهم اي تعاطف تجاه قضيتهم او حتىالاعتراف بمأساتهم.
قال منصور حمة كريم مدير ملف ضحايا الانفال في وزارة حقوق الانسان في السليمانية ان
المفقودين خلال حملة الانفال جمعوا في ملفات خاصة في وزارة حقوق الانسان في بغداد مع المفقودين من الحرب العراقية الايرانية وحرب الخليج عام 1991.
قالت ريواز صابر،32 عاما، ربة بيت "انا اعلق امل صغير على الدستور" واضافت "ماهي الضمانات التي ستمنع الحكومة العراقية في المستقبل من ممارسة مجزرة اخرى ضدنا".
يقول حمة كريم بان " لاتزال عقلية عهد صدام سائدة عند الكثير من السنة العرب" واضاف "كنتيجة لهذا فانا اشك في ان تقوم الحكومة العراقية في المستقبل بضمان حياة افضل لاقارب ضحايا حملة الانفال."
فقدت خنجة كاكابرا ربة بيت تبلغ من العمر 53 عاما ابنها في مأساة الانفال, حتى مع محاكمة صدام التي صلّت من اجلها فان كاكابرا غير متفائلة في ان ضحايا الانفال واقربائهم سيحصلون على حقوقهم او اي تعويض اخر.
واضافت "ليس لدي اي امل في العراق، حتى مع سقوط صدام فنحن لانزال نعيش في هذا المخيم القسري الذي اجبرنا نظام البعث بالعيش فيه."
لكن لايزال لدى البعض بصيص امل.
قال سبيسري "كل شيء انتهى مع سقوط صدام، وها هو عهد جديد للاكراد عندما حصلوا على منصب رئيس الجمهورية، نحن مطمئنون اننا لن نذل مرة اخرى".
فرمان عبد الرحمن: صحفي متدرب من معهد صحافة الحرب والسلام من السليمانية.