التهديد بقتل المتعاطفين مع المتطرفين يثير ضجة
يحث السنة وزير الدفاع للاستقالة من منصبه بعد تهديده لاستهداف الذين ياؤون المتطرفين.
التهديد بقتل المتعاطفين مع المتطرفين يثير ضجة
يحث السنة وزير الدفاع للاستقالة من منصبه بعد تهديده لاستهداف الذين ياؤون المتطرفين.
صرح سعدون الدليمي في وقت سابق من هذا الشهر بان قوات الامن ستقوم "بهدم المنازل التي تأوي الارهابيين وتقتل اصحابها بمن فيهم النساء والاطفال" اثارت هذه التصريحات موجة من الغضب والاستنكار في اوساط السنة العرب.
جاءت تصريحات الدليمي المثيرة للجدل اثناء اعلانه عن البدء بعملية عسكرية جديدة في الانبار كبرى المحافظات السنية. حيث صرح بان هذه الاجراءات ستساعد في تصفية عناصر العنف والارهاب في العراق.
قال القادة السنة الغاضبون بان هذه التصريحات تحريضية وستعمل على تأجيج العنف.
قال البعض بأنّها كَانَت ذريعة لتأمين منصب في الحكومةِ القادمةِ ورد الجميل للولايات المتّحدةِ التي إرتبطتْ قواتِها بالقوَّاتِ العراقية لشَنّ الهجماتِ على المعاقلِ المتمرّدةِ في غرب العراق.
قال سامي الجبوري، محامي ناشط في مجال حقوق الانسان "ان بيان الدليمي يدعوا الى العنف فتخيل ماذا سيحدث لو تم تطبيق هذا القرار".
توقع الجبوري مقتل العديد من العراقيين" على اعقاب تصريحات الدليمي.
قاطعتْ المجموعاتُ العربيةُ السنيّةُ السياسةُ العراقيةُ بشكل كبير بعد الإحتلالِ الأمريكيِ واضهرت حماسَ قليلَ للنظامِ السياسيِ العراقيِ الجديدِ ذلك لان العديد مِنْهمِ سينسلخون عن بني جلدتهم.
مجلس الحوار الوطني العراقي السني ادان تصريحات الدليمي وطالب باستقالته.
وطالبو في بيان صحفي "ندعوا رئيس الوزراء ابراهيم الجعفري لتنحيته من منصبه وتعيين وزير اخر يحب العراق ولايستمتع ببكاء الاطفال".
لكن الجعفري استمر بدعم الدليمي الذي لم يعتذر عن تصريحاته هذه حيث استمر بالدفاع عنها.
الحزب الاسلامي العراقي وهو المجموعة السنية الوحيدة التي تشارك في العملية السياسية الحالية قال في بيان صدر عنه بان الدليمي "اتبع الطريق الخطاء الذي اقرته الحكومة بمطاردة الابرياء اللذين لاحول لهم ولا قوة".
اكد الحزب بأن سياسات الحكومة هذه ادت الى تفاقم الوضع الامني.
قال علاء مكي عضو اللجنة التنفيذية في الحزب الاسلامي العراقي بأن الزعماء العراقيين يدعون بانهم يحاربون الارهاب لكنهم في الواقع يشنون هجوما على "ابنائنا وعوائلنا من السنة العرب ... لمنعهم من المشاركة في العملية السياسية".
هو والعديد مِنْ الآخرين قالوا بأنّهم لا يَعتقدونَ بانه من المصادفة أنّ تقوم القواتِ الأمريكيةِ والعراقيةِ بشن عمليات كبرى في المناطقِ السنيّةِ قبل فترة قليلة من الإنتخاباتِ والإستفتاءات العامةِ، في ايحاء الى ان مثل هذه الأعمالِ يقصد منها احداث تغييرات في تلك المناطقِ. زَعمتْ القوات الأمريكية والعراقية بأنّهم يُحاولونَ ضمان الامن في معاقلِ المتمرّدين قبل الإنتخاباتِ لكي يُمْكِنُ للناخبين أَنْ يَذْهبوا إلى الإنتخابات بسلام.
كان اقبال الناخبين في الانبار، والتي تعتبر مركز القتال بين المتمردين السنة العرب من جهة والقوات الاميركية والعراقية من جهة اخرى, فقط 32% في الاستفتاء على الدستور الشهر الماضي. ستجري الانتخابات البرلمانية في الخامس عشر من كانون الثاني ديسمبر.
قال الدليمي في حديث صحفي له الاسبوع الماضي "اتمنى من كل قلبي ان تكون محافظة الانبار وسائر المدن العراقية مستقرة من الناحية الامنية واتمنى ان يشارك اهل الانبار في الانتخابات القادمة."
كان الدليمي وهو سني عربي قد ايد قانون مكافحة الارهاب الذي اصدره البرلمان والذي يعطي الحكومة الصلاحية في اعدام كل من يساعد المتطرفين.
تسائل الشيخ محمود المشهداني عضو مجلس الحوار الوطني العراقي "من الذي سيقرر ان هذا ارهابي وذلك ليس ارهابيا ؟" وقال "ان هذه حملة جديدة ضد العرب السنة لتدمير منازلهم وقتل نساءهم واطفالهم تحت ذريعة محاربة الارهاب... والذي يعملوه الان هو الارهاب بعينه.”
نصر كاظم: صحفي متدرب في معهد صحافة الحرب والسلام