العنف يخلي العراق من الأطباء
يعاني المرضى جراء ترك الأطباء البلد بسبب التهديد
العنف يخلي العراق من الأطباء
يعاني المرضى جراء ترك الأطباء البلد بسبب التهديد
إحدى المشاكل في العراق هي إن الأطباء الذين تركوا البلد قد تم تعويضهم بأطباء شباب اقل خبرة في بلد يعاني الناس فيه من الأمراض المزمنة مثل أمراض القلب وضغط الدم والسكر.
يعاني عزيز علي، 40، من سكتة الزعفرانية جنوب بغداد من أمراض القلب وانسداد الشرايين من قبل الحرب في 2003. انه الآن في حيرة من أمره ويشعر بالقلق بسبب هجرة الطبيب المعالج له.
قال علي" لقد هاجر الطبيب بسبب التهديد. لقد راجعت بعده ثلاث أطباء لكنني لم أتحسن على أيديهم. الطبيب الذي أراجعه الآن هو طالب تنقصه الخبرة. إن حالتي تسير من سيء إلى أسوأ.
مثل بقية المهنيين والاختصاصيين، فقد تم استهداف الأطباء واختطافهم بسبب مدخولاتهم العالية ومركزهم الاجتماعي.
يقول الدكتور علاء حسين مدير قسم تطويرالقوى العاملة في الوزارة إن 400 طبيبا اختصاصيا قد تركوا البلد منذ بداية العام 2004. وتحاول الوزارة إغرائهم بالعودة إلى العراق ثانية إلا إن تزايد العنف يمنعهم من ذلك، فقد تم اغتيال 176 عنصرامن الوسط الطبي في نفس تلك الفترة، بينما تم اختطاف الآخرين ولم يطلق سراحهم إلا بعد دفع الفدية.
قال حسين" نحاول سد الثغرة بتعيين الخريجين الجدد لسد حاجة المستشفيات، لأننا لا نملك بديلا غير هذا الآن".
حلت الممرضات المرخصات محل الأطباء قي بعض المناطق المتوترة في بغداد ومناطق ما يسمى بالمثلث السني.
قال سعد الزوبعي،49، من سكنة خان ضاري ،25كم غرب بغداد، يعاني مشاكل في القلب "لقد ترك الطبيب المركز الصحي في منطقتنا بسبب اغتيال زميله. لا نريد ان تعالجنا".
نقل الأطباء الذين لازالوا يمارسون المهنة عياداتهم إلى المناطق السكنية أو داخل المجمعات الطبية بحثا عن الأمان. إنهم يفتحون في الصباح ويغلقون مبكرا بعد الظهيرة بسبب منع التجوال وتردي الوضع الأمني. معظم محلات بغداد تغلق أبوابها عند حلول المساء.
توفير الرعاية الصحية في حالة يرثى لها حتى بالمقارنة مع ما كان عليه في زمن صدام حسين، ناهيك عن تردي المواصفات العالمية، الكثير من العوائل اضطرت الى تعلم أسس الرعاية الصحية وقاموا بتطبيب أنفسهم. البعض صار يقيس ضغط الدم بنفسه والحصول على الوصفات والادوية الطبية دون استشارة الأطباء.
أصبحت منى فلاح،28، معلمة مدرسة، ممرضة الحي غير المعينة، إنها تقوم برعاية والديها اللذان يعانيان من ضغط الدم والسكري، وهي الآن تهتم وتعالج الجيران أيضا.
تقول فلاح أنها تراقب ضغط دمهم وأحيانا تزرقهم بالإبر وبهذا "فهم لا يتركون البيت للذهاب الى الطبيب".
وأضافت" والداي لا يثقان بالأطباء الجدد بعد أن ترك الأخصائيون البلد".
الأقلية التي لديها القدرة المالية يسافرون إلى الخارج للعلاج في سوريا والأردن والقاهرة.
قال الدكتور مجيد ألنعيمي الذي يدير عيادة خاصة في بغداد انه أجرى عمليات في الأردن السنة الماضية لان أجرائها هناك أسهل من إجرائها قي مستشفيات بغداد.
قال ألنعيمي "الخدمات الصحية منذ 2003 هي أسوأ مما كانت عليه أثناء فترة الحصار. آنذاك كنا نعاني شحة الدواء والمعدات، لكننا في السنوات الثلاثة الأخيرة فقدنا جميع الأخصائيين تقريبا".
زينب ناجي وداود سلمان: صحفيان متدربان في معهد صحافة الحرب والسلام في بغداد