حالة طوارئ في ديالى
الشرطة تشدد اجراءاتها الأمنية اثر تعرض المراكز الانتخابية للهجوم حال الكشف عن مواقعها
حالة طوارئ في ديالى
الشرطة تشدد اجراءاتها الأمنية اثر تعرض المراكز الانتخابية للهجوم حال الكشف عن مواقعها
أعلن قائد الشرطة في المحافظة العراقية الشرقية ديالى حالة الطوارئ في المحافظة وفرض منع التجول من جديد.
لقد جاء اعلان اللواء وليد خالد عبد السلام في 24/ كانون الثاني بعد يوم من سقوط أربع قذائف هاون على مركز انتخابي في بعقوبة، عاصمة المحافظة، مدمرة أكثر من نصف المبنى، ولم يذكر شيء عن وقوع ضحايا.
وكان مكتب المفوضية المستقلة للانتخابات قد اعلن مساء الليلة السابقة ان المبنى قد تحول الى مركز انتخابي.
والى الجنوب من بغداد، قال السكان المحليون في مدينة الحلة أنهم سيتركون بيوتهم المجاورة للمركز الانتخابي يوم الانتخابات.
وفي ديالى، قال اللواء وليد انه سيفرض منع التجول في المحافظة من الساعة السابعة مساءً الى السادسة صباحاً، وان على السيارات ان تبقى بعيدة عن مركبات الشرطة او الجيش لمسافة (50) متراً.
وقد نشرت قوات الشرطة والحرس الوطني في مناطق بعقوبة كلها، واقيمت نقاط التفتيش على كل كلم على جميع الطرق الرئيسة في المدينة.
وكذلك قامت وحدات تطبيق القانون باغلاق الشوارع المؤدية الى المركز الانتخابي الذي احتل بناية روضة "براعم الحياة"، كما تم اخلاء سكان المنطقة.
وقال ضابط الشرطة علي شاكر ان قذيفة الهاون الأولى ضربت المركز الانتخابي في حوالي الساعة 5.40 من صباح يوم 23/ كانون الثاني حيث لم يكن هناك أحد في المنطقة.
وقال بعض سكان بعقوبة ان هجوم الهاون قد قدم سبباً آخر لهم لكي يظلوا في بيوتهم يوم الثلاثين من كانون الثاني، اذ ان من المقرر ان يتوجه العراقيون الى المراكز الانتخابية لانتخاب (275) عضواً للمجلس الوطني العراقي.
ان مدبنة بعقوبة التي تقع على مسافة (50) كلم الى الشمال الشرقي من بغداد قد شهدت حوادث عنف متصاعدة في هذه الاسابيع التي تسبق الانتخابات. وقد أدى انفجار سيارة ملغومة يوم 13/ كانون الثاني الى مقتل (7) عراقيين بضمنهم (4) رجال شرطة.
وقال صائب مهدي المياحي الذي يسكن بالقرب من المركز الانتخابي انه لن يشارك في الانتخابات بسبب الخوف. وأوضح بقوله "أنا متأكد بأني سأموت اذا ما قمت بالتصويت. ولن أموت من أجل مرشحين لا أعرفهم."
ولم تظهر في بعقوبة أية علامات تدلل على ان العنف في تراجع، اذ انفجرت قنبلة على جسر الجمهورية في المدينة عند عبور دورية أمريكية، بعد ساعة فقط من هجوم الهاون. ولم توضح التقارير حجم الاصابات، إلا ان طائرة سمتية شوهدت وهي تخلي الجرحى.
وبعد ساعتين تقريباً تعرضت دورية للشرطة الى هجوم رجال مسلحين. وقال شهود عيان ان رجل شرطة قد جرح، فيما رفض المسؤولون في مركز شرطة الغالبية التعليق على الخسائر، وأعرب بعض الناس عن اليأس والغضب بسبب تدهور الوضع الأمني. وقال عمار جميل، سائق حافلة وعمره (36) سنة، ويعمل مابين بغداد ومحافظة ديالى انه كان من الأفضل للعراقيين لو ان صدام حسين بقي في السلطة. وقال عمار ِ"والآن لا يوجد بنزين ولا غاز ولا نفط ولا كهرباء، لا يوجد أي شيء على الاطلاق."
لكن آخرين يأملون ان الانتخابات ستكون سبباً في تحسين الوضع الأمني في العراق.
وقال ناجي عبيد الربيعي، صاحب محل حلاقة عمره (25) سنة "كل هذا سينتهي، وما يهم هو اننا قد تخلصنا من صدام حسين. سياتي يوم نتخلص فيه من أتباعه الذين يفخخون السيارات."
وفي محافظة بابل جنوبي بغداد، ذكرت العوائل التي تسكن بالقرب من أحد المراكز الانتخابية في الحلة انهم سيتركون بيوتهم في يوم الانتخابات خوفا من ان يستهدف الانتحاريون او غيرهم المنطقة.
وقد قررت العوائل ان تغادر بعد ان قام الجيش الأمريكي بعمليات تفتيش أمنية في المنطقة حيث ستتحول مدرسة الجواهري الابتدائية الى مركز انتخابي. وقد جرت عمليات التفتيش في 20/ كانون الثاني الذي صادف اليوم الأول لعيد الأضحى المبارك، مما زرع الرعب بين سكان حي المحاربين.
وقالت المعلمة في مدرسة الجواهري أم حيدر وعمرها (40) سنة انها ستكون من بين اولئك الذين سيغادرون المنطقة موقتاً. وقالت أم سماح ربة البيت البالغة من العمر (50) سنة الى مندوب معهد صحافة الحرب والسلام "انني مع عائلتي سنشارك في الانتخابات، لكن منزلنا قريب جداً للمركز الانتخابي، لذلك سنتركه يوم الانتخابات."
وقال حمدان كاظم وعمره (40) سنة انه كان يخشى ان تتعرض المنطقة كلها الى هجوم شامل بعد ان وصلت القوات الأمريكية وبدأت بدورياتها في الشوارع والأزقة.
ولكن على الرغم من الخوف، يخطط حمدان للبقاء في منزله وقال "ان معظم الناس هنا متلهفون للتصويت بعد سنوات من الظلم والتخويف".
وقال مسؤول أمني اشترط عدم ذكر اسمه ان السلطات تسيطر على الطرق المؤدية الى المراكز الانتخابية، وستحول دون هجوم المتمردين.
*لم يذكر اسم كاتب التقرير من أجل حماية مندوبي معهد صحافة الحرب والسلام