تعليق: الصراع يعيق التغيير في المدارس والجامعات.
مصاعب غير اعتيادية – وقليل من ومضات الامل – في مدارس وجامعات العراق.
تعليق: الصراع يعيق التغيير في المدارس والجامعات.
مصاعب غير اعتيادية – وقليل من ومضات الامل – في مدارس وجامعات العراق.
لكن الحرب غيرت كل ذلك- وكان ذلك اولا الحرب التي استمرت عقدا من الزمن مع ايران، ثم بعد ذلك حرب الخليج الاولى، تلا ذلك تأثيرالحصار الذي فرضته الامم المتحدة منذ العام 1991. بدأ نظام المدارس بالانهيار، وتراجع دورها لان الكثير من الاطفال اتجهوا مثل الكبارمن حولهم لكسب لقمة العيش بدلا من الاهتمام بالدراسة. وخلال عقد من الزمان، كان هناك فقط 53% من الاطفال الذين انتظموا في المدارس وذلك بحسب الوكالة الامريكية العالمية للتنمية.
في الوقت الذي اطاحت فيه قوات التحالف بقيادة امريكا بحكومة صدام حسين في نيسان 2003، كانت المدارس والنظام التعليمي في العراق في حالة ارباك وانهيار.
ومع نهاية صدام، كانت هناك شعاعات من امل : بدأ الاهتمام ثانية، حيث بدأت منظمة الامم المتحدة للعناية الطفولة UNICEF ، الحكومة الامريكية، وزارة التربية العراقية واللاعبون الاقوياء الاخرون الذين وعدوا باعادة بناء الالاف من المدارس المهدمة وتحسين التعليم في البلاد.
ومرة اخرى، كانت الحرب و فوضى الصراع التي خربت الحياة اليومية للمدارس والجامعات ومنعت اي تغيير جوهري ملحوظ في نظام التعليم.
تردي الوضع الامني جعل الامر من الصعوبة بمكان للحصول على الاحصائيات. اشار تقرير اليونيسيف الاخير عن التعليم في العراق الذي صدر عام 2004 الى ان هناك 74% من العراقيين ممن يستطيعون القراءة والكتابة.
لم يعد نظام التعليم في العراق يستعمل المناهج البعثية المسيسة بقوة، لكن النظام ظل مركزيا كما هو حاله في عهد صدام. تقرر وزارة التربية في بغداد اي المواد تدرس، اي المدارس سيعاد بناؤها، وكذلك الامور الاخرى ذات الاولويات المهمة. اما في كردستان العراق، فان هذه القرارات تتخذ من قبل وزارة التربية التابعة لحكومة الاقليم.
تقوم معظم دوائر التربية بنقل طلبات المدارس الى الوزارة، اما التعليم فانه – مثل حال بقية الجهود الحكومية- لا يحظى بالاهتمام بسبب تردي الوضع الامني.
كان الصر اع يدور في شوارع العراق وعاصمته بغداد التي كانت يوما ما عاصمة مزدهرة، ويؤثر على كل مناحي الحياة ويشل دور الحكومة هناك. اشار مراسلوا معهد صحافة الحرب والسلام في بغداد الى ان غياب القانون والنظام قاد الى تحطيم التعليم. يرفض المدرسون الذهاب الى المدارس بسبب الوضع الامني، والمدارس وخاصة في المناطق المختلطة الاعراق التي يتواجد فيها السنة والشيعة تغلق ابوابها لاشهر، ويرفض اولياء الامور ارسال ابنائهم الى المدارس.
اما في البصرة – وبحسب مراسلي معهد صحافة الحرب والسلام في المنطقة الجنوبية – فان مسؤولي التعليم يحاولون تدريجيا اعادة بناء المدارس وذلك بضغط من العائدين اليها من الشيعة العراقيين ومن الفارين اليها من بقية المحافظات الاخرى. ففي جامعة البصرة، يقوم الطلبة من المنتمين الى الميليشيات الشيعية با ستعمال تلك الروابط والعلاقات الخطرة في تهديد الكادر التدريسي.
ورغم كل تلك الصعاب، فان الصورة لم تكن معتمة بالكامل. هناك مدارس من الطين بنيت من قبل رجال العشائر في السماوة في جنوب غرب العراق موفرين لاطفالهم فرصة الدراسة رغم اهمال الحكومة لطلباتهم بتوفير المستلزمات الحديثة للدراسة. وفي كركوك، تمكنت جماعتين عرقيتين مهمتين هما الاكراد والتركمان من الدراسة بلغتهما الام بعد سنين من الاضطهاد في عهد صدام.
تستمر البقعة الاكثر سطوعا في منطقة كردستان والتي ستصبح قريبا مهد الجامعة الامريكية في العراق. تتناول مقالة تعليق اخرى ضرورة ان يقوم الاقليم الشمالي بتطوير مناهج التعليم واسلوب الندريس طالما انها ستصبح مركزا للتعليم العالي.
يرغب الشباب الكردي بدراسة اللغة الانكليزية حيث يدفع البعض منهم مئات الدولارات للدراسة في المراكز الخاصة.
يقول الطلبة ان مؤسسات التعليم الكردية الغت الاشارات الى صدام والبعثيين من مناهج الدراسة، الا انهم لم يتخذوا اي خطوات لتحديث مناهج التعليم وطرق التدريس.
تياري راث: محررة معهد صحافة الحرب والسلام للشرق الاوسط.