تمثيلية تلفزيونية ترفع المعنويات الكردية
صار المسلسل الذي تناول النضال الكردي من اكثر البرامج التلفزيونية نجاحا.
تمثيلية تلفزيونية ترفع المعنويات الكردية
صار المسلسل الذي تناول النضال الكردي من اكثر البرامج التلفزيونية نجاحا.
خلال الاشهر القليلة الاخيرة، جلبت التمثيلية التاريخية اهتمام الناس والمشاهدين من كل الاعمار،فهم يزدحمون في مقاهي الشاي في كل الاقليم لمتابعتها الى درجة ان الشوارع تصبح خالية اثناء عرضها.
انعشت كاردالول او" العاصفة" وهي مسلسل من 25 حلقة انتهى الجزء الثاني منه في الاسبوع الماضي ذاكرة الاكراد بنضال الشمال ضد حكم البعث وتركت تأثيرا قويا على الشباب الكردي الذين تفتحت عيونهم حديثا على تاريخ اقليمهم.
تركز التمثيلية على حكم البعث في كردستان ابتداءا من منتصف السبعينيات حيث كانت المقاومة الكردية لا تزال في بداية تكوينها.
في العام 1974 انهارت المقاومة الكردية المسلحة مما اجبر القائد مصطفى البرزاني- والد رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني- الى الهرب الى ايران ومن هناك الى الولايات المتحدة. وفي السنة التي تلتها، قام جلال الطلباني بتأسيس الاتحاد الوطني الكردستاني الذي جدد المقاومة.
تمتع الاقليم الكردي بالاستقلال الذاتي منذ 1991، وصار الطالباني رئيسا للعراق منذ الثلاث سنوات الاخيرة.
تحكي العاصفة قصة الحرب الاهلية ضد القوات البعثية ووكلاء المخابرات. قاد المسلسل الى رفع معنويات الاكراد والفخر بانفسهم وخاصة وسط طبقة الشباب، واعتبرت احدى انجح البرامج التلفزيونية في الاقليم.
قال شاهو سعيد استاذ الادب في جامعة السليمانية" الناس عطشى للادب الكردي. انهم يشاهدون العشرات من الاعمال العربية على التلفزيون، لكننا لم نشاهد مثل هذا العمل ابدا".
قام بكتابة واخراج هذا المسلسل الذي ضم 350 ممثلا جليل زنكنة احد المخرجين المشهورين في كردستان العراق. تم بث الجزء الاول منه في عام 2006 وكان يركز على السليمانية بين عامي 1976 و 1977، بينما ركز الجزء الثاني على الفترة الممتدة بين 1977 و 1987.
تم بث العاصفة التي من المؤمل انجاز الجزء الثالث منها من على قناة كردسات في السليمانية والتي انشأتها وادارتها هيرو ابراهيم زوجة الرئيس الطالباني.
استقطب المسلسل جماهير واسعة من المشاهدين وهو يحكي قصة اعمال العنف التي مارسها البعثيون ضد الاكراد والتي وصلت الى درجة القتل والاعتقالات والمواجهات الدامية في المناطق التجارية والجامعات في السليمانية.
في احد المشاهد، كان طلبة المدارس ينشدون ويرددون شعارات وطنية ضد نظام البعث، فقامت قوات البعث بقتل احدى الطالبات واعتقال عددا اخر منهم وضربهم بقسوة ووضعهم في حجز منفرد. وفي المشهد الثاني نرى العائلة المفجوعة حيث كان واضحا ان الفتاة القتيلة واحد الذين القي القبض عليهم كانت تجمعهم صلة قرابة.
عرف الشباب الحياة في كردستان في ظل الحكومة الكردية التي لهم على قادتها انتقادات كثيرة.
قال اوات نجم الدين، مدير كردسات، ان من احد اهداف عرض المسلسل هو تثقيف جيل الشباب حول الحياة في ظل نظام صدام وما قبل ذلك.
واضاف "من المهم جدا للشباب ان يتعرفوا على تاريخ شعبهم. عليهم ان يعرفوا ان الوضع الحالي الذي يعيشه الاكراد هو نتيجة لدماء الشهداء الذين كانوا يواجهون الموت يوميا".
وصف بشتوان نوري احد الذين شاركوا في تمثيل الجزئين من المسلسل بانه "عمل فني عظيم سيغني التراث الفني لشعبي".
وقال انه كان درسا تاريخيا مهما للشباب الكردي.
واضاف "نحن الان لدينا جيلا جديدا لا يعرف شيئا عن التاريخ، الكثير منهم لا يحتفظ بكتاب تاريخ في بيته".
قال رابار هيوا،20، طالب في جامعة السليمانية انه مندهش من الصعوبات التي واجهها الاكراد في فترة السبعينيات.
واضاف "نحن لا نعرف تلك الاحداث، ومشاهدة هذا المسلسل ساعدنا على معرفة جزء من ذلك التاريخ".
هناك تمثيلية اخرى تدور حول نفس السياق حيث اتهم كاتبها زنكنة بسرقة الفكرة. الا ان ذلك لم يؤثر على شعبية العرض وقال الكثير من المشاهدين انهم متشوقون للجزء الثالث منها".
قال شورش جوهر،32، صاحب محل ان والده سماه بهذا الاسم تشرفا بالثورة الكردية، وانه لم يكن يعرف اهمية الاسم الى ان شاهد المسلسل".
واضاف " اترك عمل اي شيء الى ان ينتهي المسلسل. انه يذكرنا جميعا بظلم البعثيين واضطهادهم".
ريباز محمود: صحفي متدرب في معهد صحافة الحرب والسلام في السليمانية.