يقيم المهجرون العرب في مخيمات بديلة
لم يتلقى بعض العرب الذين نزحوا الى كردستان العراق هربا من العنف والاذلال الا القليل من الدعم والاسناد الرسمي.
يقيم المهجرون العرب في مخيمات بديلة
لم يتلقى بعض العرب الذين نزحوا الى كردستان العراق هربا من العنف والاذلال الا القليل من الدعم والاسناد الرسمي.
سكان مخيم كاوالا هم من العوائل الفقيرة المهجرة داخليا والذين هربو من العنف والتهديدات في بقية انحاء البلاد الى حيث الاستقرار النسبي في الشمال.
وبحسب البيان الصادر عن منظمة الهجرة العالمية ( (IOM، فقد اصبح الشمال ملاذا للكثير من المهجرين من مدينة بغداد وغيرها.
تعتبر السليمانية من اكثر المحافظات الثلاث في كردستان العراق استقبالا للمهجرين. وكما جاء بتقرير الوكالة، فان هناك ما يقرب من 62.370 من الذين هاجروا الى هذه المنطقة وان حوالي 8% منهم يعيشون في مخيمات اضطرارية مثل مخيم كاوالا.
من الحاجات الملحة والضرورية لحوالي 2.2 مليون مهجر داخليا هو الغذاء ،السكن ،العمل، رعاية صحية افضل، والى خدمات المياه والصحة وذلك بحسب ما ورد في تقارير المنظمات الانسانية والهجرة.
يعيش اكثر من 100 عائلة في مخيم كاوالا الذي تم بنائه من قبل المهجرين انفسهم. ويفتقر المخيم الى ابسط الحاجات الانسانية كالماء الصافي ودورات المياه مما تسبب في الكثير من الامراض مثل الاسهال والطفح الجلدي وجفاف الجسم . حذرت منظمة الصحة في كردستان من ان المخيم يفتقر الى ابسط الامور الصحية وان الحالة تزداد سوءا كلما اشتدت حرارة الصيف.
يعاني الطفل نبراس وادي،12، من الطفح الجلدي ويحتاج الى مراجعة الطبيب الاخصائي بحسب ما اخبرته دائرة صحة كردستان التي توفر لهم الماء وترسل لهم الفرق الصحية الجوالة مرة كل اسبوعين.
اجاب الطفل والدموع في عينيه " كيف استطيع مراجعة طبيب اخصائي؟ ان اخوتي كلهم عاطلين عن العمل".
امر رئيس الجمهورية والقائد الكردي جلال الطالباني باعطاء كل عائلة في المخيم 200 دولارا، الا ان السلطات العراقية والكردية لم تعمل ما يكفي لمساعدة هؤلاء المهجرين العراقيين الفقراء وتقول منظمات الاغاثة انها استنفذت جميع ما عندها لكنها لم تستطع مساعدة جميع المهجرين من المواطنين العراقيين.
قال جلال محمود رئيس منظمة الهلال الاحمر ان المنظمة تمول المخيم بالغذاء وحاجات الطبخ مضيفا انه طلب من السلطات الكردية نقل المعسكر الى منطقة تتوفر فيها الخدمات العامة لكنه لم يستلم جوابا لحد الان.
تعتبر البطالة احدى المشكلات التي يعاني منها المهجرون الذين يتنافسون فيما بينهم و مع اهالي المنطقة من اجل الحصول على فرصة عمل. يختلف المهجرون من سكان المخيمات عن المهجرين ممن يسكنون مدينة السليمانية من ذوي الحرف الذين استاجروا بيوتا في المدينة، من انهم من الفقراء الذين جاءوا الى الشمال وهم لا يملكون شيئا. يذهب الرجال في المخيم كل صباح الى المدينة بحثا عن العمل، الا ان الحظ لا يحالف الكثير منهم.
في احدى الخيم ،كانت الطفلة هاديا ، 7 ايام، تبكي من شدة الحر بينما يحاول والديها تخفيف الحر عنها بتحريك قطعة من الكرتون امام وجهها.
تصل درجة الحرارة في السليمانية في الصيف الى 45 درجة مئوية.
اجبر والدا الطفلة هاديا على ترك منزلهما في السيدية قبل عدة شهور، الاب حامد نجم – شيعي- والام فاطمة علاوي – سنية-
قال نجم انه استلم رسالة من الحسينية ، وهي جامع شيعي تخبره ان لديه ثلاث خيارات: ترك السيدية، طلاق زوجته، او القتل. ترك الزوجان دارهم فارين الى الشمال.
وقالت السيدة علاوي " ماذا فعلت هذه الطفلة؟ نحن لا نستطيع العودة ويخرج زوجي كل يوم بحثا عن العمل ولكنه يعود خالي اليدين".
تعيش السيدة لمياء كريم الشعلاني ،48، وهي ام سنية مع سبعة من افراد عائلتها باحدى الخيم في المخيم. باعت هذه العائلة المحل الذي تملكه لدفع 60.000 دولارا كفدية للجماعة التي اختطفت ابنتهم البالغة من العمر 10 سنوات ، وتركت العائلة مدينة الدورة نتيجة للتهديدات المستمرة التي ارسلها الى اولادهم جيش المهدي التابع لرجل الدين مقتدى الصدر.
قالت الشعلاني وهي تحدق النظر في خيمتها " نعيش حياة قاسية ولكن اهم شيء هو وجود الامان حيث لا احد يستطيع ايذائنا. لا ابدل هذه الخيمة بدارنا في مدينة الدورة".
رزهين ابراهيم: متدربة في معهد صحافة الحرب والسلام في السليمانية