تفجيرات العراق حيلة متعمدة لتحريض الصراع السني-الشيعي
بينما يتفق ساسة العراق على التهديد القائم، يقترح النقاد ان يضربوا امثلة للوحدة بانفسهم.
تفجيرات العراق حيلة متعمدة لتحريض الصراع السني-الشيعي
بينما يتفق ساسة العراق على التهديد القائم، يقترح النقاد ان يضربوا امثلة للوحدة بانفسهم.
بقلم/ عبير محمد، خالد وليد- العراق
عدد 394 في 20/6/2012
يتفق الساسة العراقيون من مختلف الوان الطيف العرقي والديني على ان موجة الهجمات التي استهدفت العراقيين الشيعة من هذا الشهر ماهي الا خطوة متعمدة من جانب المتطرفين لاذكاء الصراع الطائفي الذي ضرب المجتمع العراقي في السنين الماضية.
وقد اعلنت "دولة العراق الاسلامية" وهي جماعة اسلامية سنية متشددة تابعة لتنظيم القاعدة، مسؤوليتها عن معظم التفجيرات المتسلسلة والتي خلفت اكثر من 150 قتيلا منذ بداية حزيران.
بدأ مسلسل التفجيرات في الرابع من حزيران مخلفا 24 قتيلا واكثر من 120 جريحا، عندما فجر انتحاري سيارته بالقرب من مقر ديوان الوقف الشيعي في بغداد، وهو الهيئة المسؤولة عن ادارة المواقع الدينية الشيعية في ارجاء العراق.
في الثالث عشر من حزيران، قتل مايقارب 75 شخصا واصيب مايزيد عن 200 اخرين في سلسلة من التفجيرات في انحاء البلاد. وكان معظم الضحايا من المسلمين الشيعة.
نشرت دولة العراق الاسلامية بيانا وصفت فيه الهجوم بانه "غزوة الاربعاء المباركة"، "ردا على جرائم الحكومة الصفوية"،و ل"نصرة اسرى اهل السنة".
في حادث ذو صلة، انفجرت سيارتين مفخختين في السادس عشر من حزيران مخلفة 32 قتيلا ومالايقل عن 60 مصابا. هذه المرة كان الضحايا من الزوار الذين يقيمون شعائر وفاة الامام موسى الكاظم، سابع الائمة الاثني عشر للمسلمين الشيعة.
عقب ذلك بيومين، فجر انتحاري نفسه وسط حشد من الشيعة في مأتم في مدينة بعقوبة وسط العراق، مما اسفر عن مقتل 25 شخصا وجرح 40 اخرين.
اتفقت التيارات السياسية الرئيسية في العراق- سواء شيعية، سنية، ام كردية- على الهدف الاساسي لهذه التفجيرات. و هو اثارة الفتنة بين ابناء الشعب الواحد.
حيث وصفت ميسون الدملوجي، المتحدثة باسم الكتلة العراقية السنية، هذه الهجمات بانها :"تسعى لزرع الفتنة [الشقاق] بين العراقيين، خصوصا وانها تزامنتمع زيارة الامام موسى الكاظم".
ووجهت الدملوجي كلمات قاسية للحكومة وقواتها المسلحة، لاعتقادها بانها سمحت بحدوث خروقات امنية خطيرة.
من جانبه قال مؤيد الطيب، المتحدث باسم التحالف الكردستاني، في بيان وصلت نسخة منه بالبريد الالكتروني لمعهد صحافة الحرب والسلام:" أنا ندين بشدة التفجيرات التي استهدفت المدنيين الابرياء. ونحمل السلطات الامنية المسؤولية جزئيا عما حدث".
هذا وقد اتفق علي شبر، احد نواب البرلمان الموالين للتحالف الشيعي، ان القصد من التفجيرات التي حدثت هو التحريض على الصراع الطائفي.
حيث قال معلقا: "يحاول الارهابيون ممارسة لعبة خبيثة بتوظيف الطائفية كأداة لتحقيق مخططاتهم التي تهدف الى زرع الكراهية بين العراقيين".
وقال شبر بانه لاينبغي على الحكومة، التي يهيمن عليها الساسة الشيعة، ان تتحمل المسؤولية كاملة عن الثغرات الامنية. فكل الاحزاب السياسية "مسؤولين عما يحدث في هذه البلاد".
هذا وقد شهدت الاحزاب الشيعية، السنية، والكردية خلافات لامنتهية منذ كانون الاول الماضي برحيل القوات الاميركية من العراق. حيث اضحت ترتيبات تقاسم السلطة هشة بعد ان اصدر نوري المالكي، رئيس الوزراء الشيعي، مذكرة اعتقال بحق طارق الهاشمي، نائب رئيس الجمهورية- وابرز شخصية عربية سنية في البلاد- على خلفية اتهامات بالارهاب.
وباستمرار الخلاف، انضم الاكراد لخصوم المالكي السياسيين لاتهامه باتباع اساليب دكتاتورية. وبذلك، فان رئيس الوزراء يواجه محاولات لحجب الثقة عنه في البرلمان.
اعرب محللون سياسيون عن وجود خطر في البلاد عقب سلسلة التفجيرات التي ضربتها، والتي قد تدفع بالعراق الى الصراع الشيعي-السني الذي شوه البلاد في السنوات التي اعقبت الاطاحة بصدام حسين عام 2003.
يعتقد اسامة مرتضى، محلل سياسي من بغداد، بان التصريحات الغاضبة للسياسيين تعزز بيئة مؤاتية لسفك الدماء.
حيث صرح للمعهد بالقول: "في جو يتقاتل فيه السياسيون الشيعة والسنة، ويعلن المتمردون السنة عن استهدافهم للشيعة، فان بوادر الصراع الطائفي تبدو محتملة جدا".
وواصل القول :" عندما تضرب جماعة ما جماعة اخرى، فان الجماعة الثانية لن تقف مكتوفة الايدي- بل ستسعى للثأر, وهذه هي الطبيعة البشرية، وهذا مانخشاه فعلا".
وختم بالقول: "على قادة هذه البلد ان يعرفوا مايجري في بلدهم قبل فوات الاوان. أن الدم عندما يسفك لا تكون هناك طريقة لاستعادته".
عبير محمد، محررة معهد صحافة الحرب والسلام في العراق. خالد وليد صحفي عراقي تدرب في معهد صحافة الحرب والسلام. محمد الزيدي، صحفي متدرب في المعهد، شارك بمساهمة اضافية لاعداد هذا التقرير.