مهرجان الافلام يظهر العراق بصورة مختلفة
تُركّزُ عروضُ لندن للافلام الوثائقية على الثقافةِ بالإضافة إلى كفاحِ الحياةِ اليوميةِ في العراق.
مهرجان الافلام يظهر العراق بصورة مختلفة
تُركّزُ عروضُ لندن للافلام الوثائقية على الثقافةِ بالإضافة إلى كفاحِ الحياةِ اليوميةِ في العراق.
عاد منتج الافلام ليث عبد الامير والذي كان قد غادر العراق عام 1977 ويعيش الان في باريس, الى بلاده لاول مرة بعد سقوط نظام صدام حسين في عام 2003 لانتاج فلمه الوثائقي الذي يتكلم عن "الحالة المؤلمة، حيث الدمار الكامل واللون الرمادي يُسيطرانِ على البلادِ ".
وقال "شَعرتُ بأنّ الصورةَ الحقيقيةَ لمعاناة العراقيين كَانتْ غائبةَ ومشوّهة، "
التشويهات، كما ذكرَ، تتضمّنُ تصويرَ العراقيين على انهم مجرّد متعاونون مَع الأمريكان، أَو انهم غير قادرين على تَحَمُّل المسؤوليةِ بسبب العنفِ المستمرِ والفوضى السياسيةِ في بلادِهم.
وأضاف بان "الصورة السائدة دائما هي الارهاب" وان التقارير الاعلامية "تناست ان للعراق تاريخ لانها تاخذ فقط الصورة السريعة والسهلة, لكننا نحاول التركيز على الشخصية العراقية".
فلم عبد الامير الذي مدته ساعة واحدة والذي يحمل عنوان "اغنية الرجال المفقودين" هو رحلة تبدا من الاهوار في جنوب العراق وتنتهي بجبال كردستان في الشمال لترسم صورة عن الثقافة الغنية والمتنوعة لمختلف الطوائف والأعراق في العراق.
هذا الفلم كان العرض الرئيسي في افتتاح مهرجان الفيلم العراقي والذي اقيم للفترة من 6 – 10 مايو / ايار في معهد لندن للدراسات الافريقية والشرقية.
وقال "يجب علينا كمنتجين افلام ان نساهم في ايصال ثقافتنا ومفاهيمنا بطريقة انثروبولوجية و تاريخية, ونحن بحاجة الى طريقة تحليلية وغير سطحية, لكي يتفهم الغرب حقيقة ما يجري في العراق".
المهرجان، كما يقول المنظمون كَانَ الأوّل من نوعَه في لندن، حيث تم عَرضَ أكثر مِنْ 15 فيلم وثائقي اخرجت وصورت مِن قِبل منتجي الأفلام العراقيينِ سواء كانوا مِنْ الغرب أَو من العراق. حيث جَذبَ على الأقل حوالي 250 شخصَ في اليومِ الاول للافتتاح، من المُشاهدين الذين احتشدوا في غرف العرض او جلسوا في الممراتِ لمُشَاهَدَة الأفلامِ.
الأفلام المشاركة ركزت على عدد من المواضيع مثل؛ الحياة في ظل الاحتلال ومعاناة العراقيين في ظل غياب الامن والخدمات العامة و فنانين حاولوا اعادة اعمار مركز فني الذي نهب بعد سقوط النظام وحياة النساء والاطفال والصحفيين الذين يعملون في ظروف خطرة.
المنتجة البريطانية من اصل عراقي ميسون الباجةجي قالت بان المهرجان كان محاولة لإظهار الطريقة التي يعيش فيها الناس العاديين في العراق تحت ظروف صعبة وأملهم بتغيير هذه الاوضاع.
وفي حديث لها خلال المهرجان قالت الباجةجي "نحن جالسين هنا ونشاهد ما يجري في العراق ولكننا لا ندري كيف هي حياة العراقيين البسطاء."
الباجةجي أعربت عن أملها في أن يستطيع منتجي الافلام في احداث تغيير في العراق حتى ولو كان هذا التغيير للجيل الجديد.
الكثير من الحاضرين كانوا من العراقيين او من اصل عراقي وخاصة الكبار في العمر الذي شكل لهم المهرجان فرصة للإطلاع على التغيير الذي حصل في العراق منذ تركوه.
قال الطبيب الاخصائي في علم الامراض صالح ابراهيم الذي ترك العراق عام 1981 "اتمنى ان ارجع غدا لكنني لااستطيع."
"اين سأذهب؟ انها الجحيم بسبب الامريكان والبريطانيين... تفجيرات السابع من تموز 2005 التي حدثت في لندن تحدث يوميا في العراق".
واضاف ابراهيم بان هذا المهرجان كان بمثابة "جسر يوصلني لارض الوطن".
كما كان هذا الحدث يمثل فرصة للشباب العراقيين من الحاضرين للتعرف على ارض ابائهم واجدادهم.
صورة الفقر والحياة الصعبة في اهوار الجنوب وكردستان وخصوصا سائق الاجرة الذي يكد بمشقة لتوفير لقمة العيش لعائلته تركت اثرها على تلك الشابة من الحاضرين والتي صدمت لهذه الصورة.
الطالبة ليالى التي ترتدي قلادة على شكل خارطة العراق الذي تركته عندما كانت بعمر سنتين قالت وعينها مليئة بالدموع "من المستحيل ان يكون هذا هو العراق, لقد رسم لي اهلي صورة مشرقة عن العراق".
واضافت ليالي "على العكس من ذلك تم تصوير العراقيين على انهم "اميين وجهلة وحفاة. لكنني آمل ان تكون هناك صورة أخرى لم يتم تقديمها في الفلم."
قالت مدرسة اللغة العربية نهايا العثماني "من الضروري جدا لابناء الجيل الجديد الاطلاع على مثل هذه الافلام وذلك لانهم كبروا بدون اي تواصل او حس الإنتماء لأمتهم".
قالت العثماني بفخر وهي تحمل ابنها اردوان العثماني البالغ من العمر 10 سنوات "لقد تعلم ابني اليوم ماذا تعني كلمة اهوار."
وبالنسبة لعبد الامير فان الاعتزاز القومي والوطني هي محور الافلام و هي الرسالة التي ارادوا ايصالها الى المشاهدين.
وقال "نحن بحاجة الى رسم صورة لما يحدث في العراق بدون تحيز, نحن ننتمي الى العراق. انا عراقي، و هذا يكفيني."
عمر انور صحفي حر مقيم في لندن.