سوء تصرفات الحرس الوطني تثير غضب الناس
يصر قادة القوة الجديدة على انهم سيقضون على مثيري المشاكل
سوء تصرفات الحرس الوطني تثير غضب الناس
يصر قادة القوة الجديدة على انهم سيقضون على مثيري المشاكل
يواجه الحرس الوطني الذي تدعمه وتدربه الولايات المتحدة، اتهامات بسوء التصرف وعدم الانضباط.
ان قادة القوة الفتية، التي حلت محل سرايا الدفاع المدني العراقية بعد نقل السيادة في 28/ حزيران، يصرون على ان رجالهم يتصرفون بشكل مهني، إلا انهم يعترفون ان هناك عدداً من "مثيري المشاكل" بين صفوفهم.
وطرح في الأسابيع الأخيرة عدد من الشكاوى ضد بعض عناصر الحرس مفادها انهم يمارسون الضرب ويسيئون معاملة أبناء المجتمع.
ويقول المحقق فاروق شمران في مركز شرطة البياع في بغداد انه لم يتعرض لضرب رجال الحرس فقط، بل انهم اتهموه بانه ارهابي، وادعى أيضاً بانهم قد سرقوا مبلغاً كبيراً من سيارته. وقال "لقد قام رجال الحرس باعتقالي مع شقيق زوجتي عندما اقتحموا منزلنا في احدى الليالي. لقد أبرزت لهم بطاقة هويتي الصادرة من الشرطة، لكنهم ضربونا نحن الاثنين معاً واعتقلونا. وبقينا رهن الاعتقال لمدة يومين تعرضنا خلالهما للضرب مرة أخرى، واتهمونا باننا من المتمردين." ويذكر فاروق انهم قد سلموه بعد ذلك الى الأمريكان الذين احتجزوه لما يقارب ثلاثة أسابيع، لكنهم عاملوه بأدب واحترام.
واستمر فاروق قائلاً "وأخيراً أطلقوا سراحي، ولكني عندما عدت الى سيارتي التي احتفظ الحرس بمفاتيحها، اكتشفت ان النقود التي تركتها فيها وهي حوالي (2000) دولار أمريكي ومليوني دينار عراقي قد اختفت. وحاولت متابعة الموضوع والحصول على توضيح، لكني لم أجد أحداً يود الحديث معي عنها. انها ليست قوة شرطة ـ انها مجموعة من العصابات متنكرة في زي الشرطة. واذا لم تسارع الحكومة الى حل مثل هذا الأمر فان الحرس الوطني سيتحول الى قوة فاسدة لا أمل يرتجى منها."
وفي حادث آخر، قال الدكتور بشار علي، اختصاصي في جراحة العظام في مشفى الكندي في بغداد, ان عناصر من الحرس حاولوا اجباره على معالجة أحد زملائهم قبل حالات لآخرين أكثر خطورة. وأضاف قائلاً "طلبوا مني اهمال الجميع ومعالجة زميلهم أولاً. وعندما رفضت بدأوا بصفعي ولكمي. وما كان على الزملاء الآخرين في المشفى إلا ان تدخلوا ومنعوهم من اعتقالي."
وبينما أثارت تصرفات بعض عناصر الحرس غضب الناس، فثمة من يقول بان مظهرهم نفسه يثير الشكوك بمدى صدقيتهم ومهنيتهم.
وقال شرطي المرور جمال جاسم "يبدو ان بعضهم يرغب ان يقلد الأمريكان، إلا اننا يمكن ان نرى بان الأمريكان مهنيون ومدربون جيداً. وحتى زيهم يبدو مشابهاً لملابس الجيش الأمريكي، كما انهم بدأوا باستخدام النظارات الشمسية السوداء وحلقوا شعر رؤوسهم ليكون قصيراً جداً كما الأمريكان، ويحاولون كذلك ان يتصرفوا مثلهم، يحملون بنادقهم وأصابعهم على الزناد، ويستخدمون لغة الاشارات بدل الكلام."
ورداً على ادعاءات سوء التصرف في أوساط الحرس، قال الرائد قيس الحسيني، مساعد آمر كتيبة الرشيد، ان معظم عناصر الحرس منضبطون ويتصرفون بشكل مناسب، إلا ان هناك بينهم من يثير المشاكل.
وقال "نعم، لدينا بعض العناصر الذي يتسم سلوكه بالسوء، ولكننا في سياق تشكيل لجنة تجنيد جديدة لضمان اختيار العناصر المناسبة فقط. لقد طردنا عدداً من الحرس بسبب سوء معاملتهم للمواطنين، وهناك اجراءات انضباطية نافذة للتعامل مع مثل هذه الأمور السلبية عندما تحدث، لكن عليك ان تتفهم الوضع، ان الرجال الذين كانوا عرفاء في النظام السابق قد جرت ترقيتهم الى ألوية. ولا يحسن بعض الناس التعامل مع مثل هكذا تحول بشكل جيد."
وبينما يصر رجال الحرس الكبار على انهم سيسيطرون على عدم الانضباط، فان البعض غير مقتنع بذلك.
وكانت لدى أعضاء المجلس البلدي في حي الرشيد في بغداد مشكلة مع رجال الحرس الذين قاموا بتفتيش أعضاء النجلس بطريقة مهينة مبالغ فيها أثناء حضورهم أحد الاجتماعات، وقالوا انهم ليسوا على ثقة بان الوضع سوف يتحسن.
وقال يعقوب الموسوي، عضو المجلس "لقد طلبنا من الحرس ان يأتوا ويوفروا لنا الحماية لأننا نريد عقد اجتماع للمجلس. لكن الملازم الذي كلف بهذا الواجب كان فظاً جداً مع الأشخاص الذين فتشهم. وتبين انه حتى أزلام صدام لم يكونوا يتحدثون بهذا الاسلوب مع المواطنين العاديين."
وقال الموسوي ان زملاءه تقدموا بالشكوى لدى قادة الحرس الذين ذكروا انهم فوجئوا بما حدث ووعدوا باتخاذ الاجراءات الضرورية لمعالجة هذا الأمر، لكن الموسوي قال بان "شيئاً لم يتغير حتى الآن."
*حسين علي الياسين وعماد الشرع ـ متدربان في معهد صحافة الحرب والسلام