الأزمة الكردية التركية
بقلم : كارمان قره داغي – شمال العراق – ( تقرير الأزمة العراقية المرقمة 3 ، 12 آذار 2003)
الأزمة الكردية التركية
بقلم : كارمان قره داغي – شمال العراق – ( تقرير الأزمة العراقية المرقمة 3 ، 12 آذار 2003)
مع اقتراب الحرب ضد العراق التي تلوح في الأفق ,تستمر المباحثات بين واشنطن وانقره للسماح للقوات الأمريكي فتح جبهة شمالية في تركيا, يستمر التوتر بين الأكراد والأتراك .
فالأكراد العراقيون لديهم شكوك تاريخية للنوايا التركية اتجاههم ويخشون أن تمنعهم تركيا من حماية وضعهم الاتحادي في مرحلة ما بعد صدام ، فهم يخشون تجريدهم من المكاسب التي حصلوا عليها خلال 12 سنة من الحكم الذاتي .
تقول أنقرة أن سياستها حيال جارتها بالجنوب تقوم على رغبتها في عدم تفكك العراق .
وحيث أن تفاصيل الحوار بين واشنطن وأنقرة قد طفا على السطح ، فقد اصبح الأكراد اكثر عصبية. تركيا لها أربعة شروط رئيسية للسماح لـ 200.000 جندي أمريكي للانتشار على الأرض التركية قبل وقوع الغزو ، وتلك الشروط هي :
أن لا يزود الأكراد بأسلحة ثقيلة وخاصة الصواريخ المضادة للطائرات . حيث تخشى تركيا أن تستخدم تلك الصواريخ ضد الطائرات التركية . وتخشى أيضا أن تصار تلك الصواريخ في أيدي الثوار الأكراد الأتراك في حزب العمال الكردستاني .
أن يصار إلى تجريد المقاتلين الأكراد من سلاحهم وانخراطهم ضمن الجيش العراقي مباشرة بعد الحرب .
أن لا يعطى الأكراد وضعاً فدرالياً .
أن يعامل التركمان العراقيين على نفس القدر من المساواة مع الأكراد في مرحلة ما بعد صدام.
يعتقد الأكراد أن هذه الشروط قد وضعت لتنهي آمالهم في عراق فيدرالي بعد زوال صدام . في الماضي ، كان الأكراد الأتراك يشاهدون على التلفزيون وهم يحرقون الأعلام التركية في مظاهراتهم في المدن الأوربية . أما اليوم ، فان الأكراد العراقيين هم الذين يحرقون الأعلام التركية في تجمعاتهم في شمال العراق .
الأتراك الغاضبون يتهمون الأكراد العراقيين بالجحود . فعلى مدى اكثر من عقد من الزمن ، لعبت تركيا دوراً رئيسياً في حماية الملاذ الأمن للأكراد وذلك بالسماح للقواعد البريطانية والأمريكية ولطائراتهم بتقوية منطقة الحظر الجوي في الشمال ، وبالسماح للمساعدات الإنسانية بالوصول إلى المنطقة .
لقد صمم الأتراك على منع تكرار خلق نفس الظرف الذي ساد بعد حرب الخليج 1991 ، حين توجه عشرات الآلاف من الأكراد نحو الحدود التركية . انهم يخشون إعادة انبثاق حزب العمال الكردستاني . إلا أن معظمهم يركز الاهتمام حول الحرب ، التي ربما ستخلق فراغاً سياسياً في العراق، والذي سيقود إلى خلق حالة فدرالية كردية في شمال العراق .
والملاذ الأمن الذي أنشأ عام 1991 بمساعدة الأتراك ولأغراض إنسانية قد تحول إلى شيء مختلف: وجود كردي مع برلمان وحكومة وكمارك وبعثات دبلوماسية في الخارج . وتعتقد تركيا أن إعطاء الأكراد العراقيين وضعاً فدرالياً سيكون نواة لحالة استقلال في المستقبل . وهي لا تعتقد بأنها ستعتمد على أمريكا بمنع ذلك ، وهي متأكدة من أن قواتها المسلحة ستتعرض للتهديد .
الأكراد ومعظم العراقيين يرون أن ما يحدث في شمال العراق هو ليس شأناً تركياً . إلا أن هذا لا يتوافق مع اعتبارات الجغرافيا السياسية . حيث أن هناك أعدادا كبيرة من الأكراد في تركيا قد يتأثرون بإخوانهم في العراق .
أن المسألة الكردية تشكل العائق الرئيسي لجهود أمريكا في ضمان المساعدة التي تحتاجها من تركيا لفتح جبهة شمالية في الحرب ضد العراق 0 ورغم إنها اللاعب الرئيسي والأقوى على مسرح الحرب ، فان أمريكا بحاجة إلى تركيا كشريك وحليف ليس فقط في العراق ولكن في أماكن أخرى أيضا . ورغم الخلافات بينهما فان الأمريكان والأتراك قد اتفقوا على كثير من الأمور ومنها أن الجيش التركي لا يشارك في العمليات العسكرية . وان الأمريكان وحدهم المسؤولون عن حماية حقول النفط في كركوك والموصل . وان الجيش التركي سينتشر على المنطقة الحدودية ولمسافة 20 كم في العمق العراقي .
أن انتخاب اوردكان زعيم حزب العدالة والتقدم التركي الحاكم وتنصيبه رئيساً للوزراء بدلاً من عبد الله غول ، قد يجلب أخبارا طيبة للولايات المتحدة . لقد المح اوردكان إلى انه سيعيد التصويت في البرلمان على مسألة القواعد الأمريكية إلا أن وصوله إلى سدة الحكم سوف لن يحل المسألة الكردية العراقية . فقط الأمريكان هم من يستطيع حماية الأكراد العراقيين – وهم يأملون بان أمريكا ستتجاوب بعطف لصداقتهم.