العنف يؤدي الى انخفاض اسعار العقارات في الرمادي
ينخفض سوق العقارات في محافظة العراق الغربية لان السكان بدأو يتركونها.
العنف يؤدي الى انخفاض اسعار العقارات في الرمادي
ينخفض سوق العقارات في محافظة العراق الغربية لان السكان بدأو يتركونها.
بينما لا يوجد هناك احصائية معتمدة، يقدر انخفاض اسعار العقارات في الرمادي، عاصمة محافظة الانبار المضطربة، الى 40 بالمائة خلال الاشهر الستة الاخيرة.
تعتبر الرمادي، 110 كم الى الغرب من العاصمة بغداد، معقل القوى المسلحة وبضمنها المتطرفون الإسلاميون مثل مجموعة القاعدة التي يرأسها ابو مصعب الزرقاوي. انها احدى اخطر المدن في البلد، حيث المواجهات المنتظمة بين المسلحين والقوات الامريكية التي تستعمل اسطح المنازل لعمليات القنص.
عاش إسماعيل الدليمي، 38، بائع جملة لمواد البناء، كل سنين عمره في الرمادي. رغم انه يملك ويؤجر تقريبا 20 عقارا، الا انه يحزم امتعته وينتقل الى بغداد "لكي يعيش اطفالي حياة طبيعية بعيدا عن العنف اليومي والارهاب".
اضاف الدليمي انه فقط ليخرج من المدينة فقد باع 15 محلا مؤجرا بسبعة ملايين دينار(ما يقارب 4700 دولار) رغم ان ثمن المساطحة لمدة 25 سنة كان يساوي 15 مليون دينارا.
في السنة التي اعقبت رفع الحصار المفروض على العراق من قبل الامم المتحدة في 2003, انتعش الاقتصاد وبدأ العراقيون يستثمرون اموالهم في العقارات، حتى في ألاماكن المشهورة بعدم استقرار اوضاعها مثل الانبار " الغرب المتوحش". ونتيجة لذلك، ارتفعت اسعار العقارات في الرمادي الى 50 بالمائة كما قالت سارة عبد الوهاب الباحثة الاقتصادية في جامعة الانبار.
لكن الامن انهار بسرعة. الان، الكثير من اهالي الرمادي يخافون الخروج من بيوتهم، وهربوا الى بغداد والقائم التي تعتبر المدينة الاكثر امانا في الانبار. القليل من الناس يدخلون المدينة ليحلوا محلهم.
قال حامد الكبيسي ، صاحب مكتب دلالية في المدينة "لدينا الكثير من البيوت للبيع، لكن لا يوجد طلب عليها.".
البيت الذي مساحته 300 متر مربع والذي كان يباع ب 100 مليون دينار عراقي (حوالي 67800 دولار امريكي) اصبح سعره الان 60 مليون دينارا عراقيا.
قال احد الدلالين الذي اعطى اسمه على انه ابو مروان انه وزملائه قلقين حول تردي الوضع الامني وانخفاض اسعار البيوت.
واضاف "اذا استمر الامر على هذه الحال، اتوقع ان جميع البيوت ستباع باسعار رخيصة وسيكون هناك نزوح جماعي".
لا احد يعرف كم عدد الناس الذين تم تهجيرهم من الانبار، حيث وجود الحكومة ضعيف جدا هناك وليس لديها إحصائية بذلك.
ورغم ذلك، هناك البعض ممن أصروا على البقاء.
قال مؤيد توفيق،38، بائع حاسبات، " لن اترك الرمادي لانها المدينة التي وجدت فيها الرفاهية بعدما عشت حياة فقيرة في البصرة".
"لدي محلات وبيوت في الرمادي، سوف لن اترك او ابيع أي منها. لن اترك الرمادي. الناس هناك هم اهلي واقربائي".
ياسين الدليمي مراسل في معهد صحافة الحرب والسلام في الرمادي