مجلس محافظة كركوك ينقسم حول الأدوار
يقول التركمان والعرب انهم يقاطعون الاجتماعات احتجاجاً على تردد الأكراد لمنحهم مناصب رئيسة
مجلس محافظة كركوك ينقسم حول الأدوار
يقول التركمان والعرب انهم يقاطعون الاجتماعات احتجاجاً على تردد الأكراد لمنحهم مناصب رئيسة
أدت الخلافات داخل مجلس محافظة كركوك الى قيام مجموعات العرب والتركمان بمقاطعة المجلس، والى تأخير مستمر في تعيين ادارة جديدة.
وقد تأزمت المفاوضات حول توزيع المناصب الرئيسة في المجلس المنتخب حديثاً، التي تشمل مناصب المحافظ ونائب المحافظ ورئيس المجلس.
وقد شكلت المجموعات العربية والتركمانية داخل المجلس تحالفاً يطالبون من خلاله بان يتسلمون منصبي المحافظ والرئيس.
وقد رفضت الطلب قائمة الغالبية الكردية القوية "كركوك المتآخية" ـ التي تضم التركمان والعرب والآشوريين ـ والتي فازت ب(26) مقعداً من أصل (41) مقعداً للمجلس.
ان القائمة الكردية التي يعتقد ان لها الحق في تشكيل الادارة، لكنها لا ترغب في القيام بذلك لوحدها ـ منحت منافسيها منصبي نائب الرئيس ومساعد المحافظ بدلاً من مطلبهم.
وقد دعا عادل العاسي عضو المجموعة العربية مجلس كركوك لاتباع مثال الحكومة في بغداد، حيث يعطى أعضاء قائمة الأقلية في بعض الأحيان مناصب هامة بغض النظر عن مدى انجازاتهم في الانتخابات.
لكن الأخ راش محمد، أحد أعضاء القائمة الكردية، قال ان الوضع في كركوك يتسم بتصور مختلف. وادعى أيضاً ان القوائم العربية والتركمانية قد منحت فعلاً مناصب هامة، ولكنهم يطالبون بعد ذلك بالمزيد.
واحتجاجاً على ذلك فقد رفضت مجموعات العرب والتركمان حضور اجتماعات المجلس. وقال علي مهدي، ممثل جبهة التركمان "ليس لدينا سبب يدفعنا للحضور .. لأننا لم نتوصل الى اتفاق."
في غضون ذلك، فقد ظلت قوات التحالف تبذل الجهود الدؤوبة لاقناع الأطراف بحل خلافاتهم. وعلى وفق طلب من اللواء جون كيهارد، فقد وافق ممثلو المجموعات العربية والتركمانية على حضور اجتماع للمجلس ـ لكنهم خرجوا منه احتجاجاً على ادارة الجلسة باللغة الكردية.
وقالت المحامية ألماز فاضل، من أعضاء المجلس، وعضوة تركمانية في القائمة الكردية ان استخدام اللغة الكردية لم يكن القصد منه الاستفزاز، وانما "لأن اللغة الكردية هي لغة رسمية ونحن نريد شعب كركوك ان يعتاد على استخدامها."
لكن حسن توران زميلها في المجلس من حزب العدالة الاسلامي التركماني لم يوافق على رأيها قائلاً "صحيح ان اللغة الكردية رسمية، وليس لنا اعتراض على ذلك، لكننا لا نفهمها. كل واحد يعرف اننا في المجلس بحاجة الى ان نفهم بعضنا البعض ونتبادل الآراء والأفكار (من أجل) التوصل الى الحلول. اضافة لذلك، فان وقتنا محدود وتأخذ الترجمة وقتاً اضافياً."
وبعيداً عن القضايا المتنوعة التي تؤثر على الجماعات العرقية المختلفة داخل المجلس، فان القائمة الكردية نفسها تعاني من الانقسامات بسبب عدد من الخلافات.
ان أحد حزبيها الرئيسين، الاتحاد الوطني الكردستاني اقترح ان يمنح منصب نائب المحافظ الى المجموعة التركمانية، بينما يرى الحزب الديمقراطي الكردستاني ان هذا المنصب يجب ان يكون من حصة العرب.
وكذلك فقد جرى جدال بين الحزبين حول منصب المحافظ، مع ان الاتحاد الوطني قد اتفق مع الديمقراطي الكردستاني على ان المنصب يجب ان يكون لمن ينتخب من أعضاء القائمة الكردية.
ويأمل العرب والتركمان حالياً ان تنجح القيادة الكردية في حل الأزمة.
وقال محمد خليل، ممثل المجموعة العربية "ثمة خلافات بين القيادة الكردية للحزبين السياسيين من جانب وبين قائمة كركوك المتآخية من جانب آخر."
وقال انه بينما وافقت قيادات الحزبين الكرديين على الكثير من الاقتراحات العربية، فان العائق الرئيس يكمن في قائمة كركوك المتآخية التي أصرت على اقتراحاتها الخاصة بها.
وحذر تحسين كحيا، الرئيس السابق للمجلس وعضو الجبهة التركمانية ضد الخلافات، مناشداً المجموعات المختلفة للتوصل الى توافق. قائلاً "لايمكن لأي حزب ان ينجح لوحده دون الآخرين."
*سوران داودي ـ مساهم في معهد صحافة الحرب والسلام في كركوك