الفوز باللعبة السياسية في العراق
ينبغي على الاحزاب الصغيرة كسر الجمود السياسي من خلال دعم أحد الاحزاب الرئيسة.
الفوز باللعبة السياسية في العراق
ينبغي على الاحزاب الصغيرة كسر الجمود السياسي من خلال دعم أحد الاحزاب الرئيسة.
11 آب- أغسطس 2010.
في اللحظة الراهنة، يبدو ان كل من يشارك في عملية المفاوضات الجامدة حول تشكيل الحكومة في العراق، منشغل بلعبة معقدة.
فمنذ الانتخابات البرلماية في آذار الماضي، والتنافس يتمحور حول منصب رئيس الوزراء، مع وجود متنافسين اثنين، وهما رئيس الورزاء الحالي نوري المالكي، الذي يترأس كتلة دولة القانون، وأياد علاوي الذي يتزعم كتلة العراقية.
وينأى لاعبون آخرون بأنفسهم عن اختيار الجانب الذي يدعمونه. وبينما قد يكونون مدفوعين بالرغبة في اتخاذ افضل خيار ممكن، فان ترددهم في المشاركة لن يؤدي إلا الى اطالة حالة الجمود السياسي.
وينسجم هذا الوضع مع نظرية عن السلوك البشري تدعى توازن ناش، نسبة الى جون فوربس ناش الذي حاز على جائزة نوبل عام 1994 عن ابتكاره لهذه النظرية، وفكرتها لعبة يفترض كل لاعب فيها بانه يعرف بالخطط الاستراتيجية للآخرين، وسوف لن يكسب شيئاً من خلال تغير استراتيجيته منفرداً.
وانطلاقاً من الرؤية من خلال نظرية اللعبة هذه، فانه يمكن القول بان علاوي يتبنى أفضل طريقة ممكنة عبر الاصرار على حقه في تشكيل الحكومة، آخذا بنظر الاعتبار بان كتلته فازت بغالبية ضئيلة من مقاعد البرلمان.
وان اي حركة يقوم بها علاوي ستأخذ بنظر الحسبان طموح المالكي المستمر في الحصول على وظيفة رئيس الوزراء، بالاضافة الى قرارات الاحزاب الاخرى بالبقاء خارج المعركة.
ومن جهته، فان المالكي أيضاً يتخذ افضل قرار ممكن عبر الاصرار على توليه مسؤولية تشكيل الحكومة. ولابد من ان استراتيجيته تتضمن أيضاً معرفة نوايا علاوي وتصرفات بقية الجماعات السياسية.
كما ويمكن ان يقال ايضاً بان الكتل الاخرى تتخذ الخيار الامثل بالبقاء خارج الصراع، وهي تراقب الخطوات التي سيتخذها كل من المالكي وعلاوي، وتضع الخطط لدعم هذا او ذاك في حال فوز أحدهما.
وهكذا يبدو ان نظرية ناش، هي وصف مناسب للوضع الراهن، لكن الوضع هذا ينبغي ألا يستمر على ما هو عليه.
ويبدو ان علاوي والمالكي لا يملكان أي خيار سوى ان يتشبثا بموقفيهما ويحافظا على التوازن. لكن الجماعات الاخرى ومن ضمنها الكرد قد يكسبون فوائد مهمة عن طريق الاخلال بالتوازن هذا والتدخل كصانعي الملوك.
والبقاء على الحياد والانتظار حتى ظهور فائزما سيكون مفهوماً فقط في حال كانت المواجهة قائمة لفترة قصيرة. لكن الحال ليس كذلك في العراق. ومع تصاعد شدة المواجهات بين الكتلتين الرئيستين، فان الذين يبقون خارج اللعبة يخاطرون بان يصبحوا غير مهمين بالنسبة للحل.
لكن اذا ما قررت كتلة ثالثة الرهان، ورمت كل وزنها خلف علاوي او المالكي، فانها قد تستقر على الطرف الفائز وستكون حينها في موضع تحصل فيه على تعهدات، وتاخذ دوراً رئيسياً في المشهد السياسي. وحتى لو ساندت الحصان الخاطئ، فحسابات البرلمان العراقي تعني ان بامكانها وضع سعر خاص بها لتغيير ولائها لصالح الفائز.
وهكذا فان لدى الكتلة الكردية والائتلافات الاخرى فرصة حقيقية لاقتناص دور صانع الملوك وانهاء التعطيل السياسي. وهذه هي الفرصة التي عليهم التمسك بها.
وفي حالات الصراع، فان اولئك الذين يختارون منطقة الوسط، او البقاء في الخارج، فعادة ما يتم اختزالهم الى دور المشاهدين.
وفي اية لعبة، يخرج المشاهدون عموماً وهم خالو الوفاض.
هيوا عثمان، كبير المستشارين الاعلاميين بمعهد صحافة الحرب والسلام- فرع العراق.
ان الآراء الواردة في هذا المقال لا تعبر بالضرورة عن آراء معهد صحافة الحرب والسلام.