تجاهد البصرة من اجل توفير متطلبات الطلبة
بينما يعود الاطفال الى مفاعد الدراسة، فان البنى التحتية للمدارس بحاجة الى اصلاح جوهري.
تجاهد البصرة من اجل توفير متطلبات الطلبة
بينما يعود الاطفال الى مفاعد الدراسة، فان البنى التحتية للمدارس بحاجة الى اصلاح جوهري.
بينما تتصاعد الحاجة الى التعليم بسبب تدفق المهجرين الى الجنوب العراقي الذي ينعم بامان نسبي وعودة المواطنين من الخارج، تعاني مدارس البصرة من نقص التمويل.
تشتهر المحافظة بكثرة موارد الاحتياطي النفطي فيها، لكنها تعاني من تردي الخدمات العامة. ادى الصراع السابق عبر العقدين ونصف من الزمان مع تأثير الحصار الذي فرضته الامم المتحدة الى خراب البنى التحتية وتدمير الاقتصاد في جميع انحاء العراق.
بينما تنتج البصرة 1.6 مليون برميل من النفط يوميا، لا يتمتع اهلها الا بالقليل من تلك العائدات. يعيش اهالي البصرة وسط اكوام من الزبالة في تالشوارع، والمستشفيات تفتقر الى التجهيزات، والمدارس تعاني حتى من نقص الكراسي لجلوس الطلبة عليها.
قال محمد العبادي رئيس مجلس محافظة البصرة " نحن شعب نمشي على بحيرة من النفط لكننا نفتقر الى كل شيء. لقد تم تدمير المدينة بسبب الحروب المتكررة التي حولتها الى صحراء حتى صار من الصعب تحديد المكان الذي تبدأ به اعادة الاعمار".
تعاني المدارس بشكل اساس حيث البنايات بحاجة الى اصلاح وهناك شحة بالموارد الاساسية مثل الكتب المدرسية والمقاعد والسبورات. المناهج هي من تراث السبعينيات، والكتب قديمة وطرق التدريس متخلفة.
رواتب المدرسين قليلة وبالكاد تغطي نفقات النقل الى المدارس، ناهيك عن تكاليف الايجار والمعيشة. الكثير يضطر الى ايجاد عمل ثاني لتلبية متطلبات حياته.
ورغم هذه المشاكل ، فان الطلب على التعليم مستمر بالنمو.
معظم البالغين الذين اضطروا الى ترك المدارس والعمل لمساعدة عوائلهم خلال فترة الحصار في التسعينيات يرغبون الان بالعودة الى مقاعد الدراسة لضمان مستقبل افضل.
الطلب على التعليم في الجنوب العراقي يتنامى بسبب عودة السكان الاصليين وكذلك تدفق المهاجرين الذين فروا من العنف الطائفي في بقية انحاء البلاد.
وبحسب وزارة التجارة العراقية، فان هناك حوالي 270،000 انسان عادوا الى بيوتهم في المحافظات الجنوبية منذ عام 2003، والكثير منهم عاد من المنفى في ايران. وهناك حوالي 170،000 مهجر جاء الى العيش في الجنوب حتى نهاية 2006 وذلك بحسب الارقام التي اوردتها مجالس محافظتي البصرة والمثنى ومنظمة الهجرة العالمية.
يصف طالب المدرسة علاء سعيد رحيم،17، الوضع السيء في مدرسته، " الشبابيك مكسرة، ونستعمل الورق المقوى لحماية انفسنا من البرد ايام الشتاء".
واضاف رحيم ان الطلبة يجلسون على الارض لعدم توفر الكراسي الكافية ، وعدم توفر العدد الكافي من المدرسين يقود الى الغاء الكثير من الدروس. وتابع قائلا "لم ندرس مادة الكيمياء منذ كانون الاول الماضي".
بينما يشتد الصراع في البصرة بين الميليشيات الشيعية، فان المواطنين بعيدين عن الاستهداف. ولكن يبقى الامان هو حجر العثرة هنا ايضا.
قال علي كريم ممثل الاعلام في مجلس محافظة البصرة ان التهديدات منعت الكثيرين من الذهاب الى المدارس. واضاف "يخاف الصغار الذهاب الى المدرسة وهناك شحة في المدرسين لان الكثير من المدرسات تركن العمل بسبب العنف".
واردف قائلا ان البصرة سجلت اقل نسبة من حضور الطلبة الى المدارس.
وقال العبادي ان هناك الكثير مما يمكن عمله لمواكبة الطلب المتزايد على التعليم والنهوض بالمستلزمات الى المستوى المطلوب.
"قمنا بتجديد بعض المدارس بدعم من المنظمات غير الحكومية العالمية ولكن ما زال هناك الكثير مما يمكن عمله من اجل خلق مستقبل مشرق لطلبتنا الاعزاء".
وعدت الحكومة المركزية باعطاء الاولوية لاعادة بناء البصرة في ميزانية العام 2007. قد تحصل بعض المدارس على شبابيك عند عودة الشتاء.