يواجه كردستان العراق المشاكل على جبهتين

الجيش التركي الذي يمارس ما يشبه ضجيج الحرب، وكذلك غارات المتطرفين السنة في الكر والفر على طول الحدود مع ايران.

يواجه كردستان العراق المشاكل على جبهتين

الجيش التركي الذي يمارس ما يشبه ضجيج الحرب، وكذلك غارات المتطرفين السنة في الكر والفر على طول الحدود مع ايران.

IWPR

Institute for War & Peace Reporting
Wednesday, 15 August, 2007
.



تتمتع المحافظات الكردية الثلاثة دهوك واربيل والسليمانية بالمزيد من الاستقرار قياسا الى بقية انحاء العراق. نادرا ما تحصل هجمات بالقنابل – اخر حادثة كانت في التاسع من ايار امام مبنى وزارة الداخلية في اربيل وادت الى مقتل 14 شخصا. هناك القليل من حالات الخطف وليس هناك اغتيالات او تطهير عرقي.



تحاول الحكومة الكردية تحقيق نوع من الاستقلال الذاتي وهو ما تناقصت فرص مناقشته من قبل الجماعات السياسية الاخرى في العراق – رغم وضوح الخطة في توسيع المنطقة الكردية لتشمل كركوك والمناطق المحيطة بها مثل الموصل ومندلي وسنجار تبقى مثار جدل.



واحد من الاسباب الرئيسة لفرض الامن هنا هي السيطرة القوية لقوات الامن الكردية المسماة الاسايش.



فمثلا، يتم تفتيش العرب الهاربين من العنف في الجنوب بدقة قبل دخولهم المنطقة الكردية لضمان عدم وجود مسلحسن بينهم. حيث يصار الى تسجيل اسمائهم في نقاط السيطرة الامنية.



يتعرض المتطرفون العرب الذين يحاولون الدخول الى كردستان العراق الى تهديد اقل من ذلك الذي يتعرض له المسلحون التمركزون عبر الحدود مع ايران والمتهمون بالهجمات بالقنابل التي تحدث في المنطقة.



قال احد ضباط الاسايش لمعهد صحافة الحرب والسلام ان "عناصر ضمن النظام الايراني تمول الغارات التي يقوم بها السنة عبر الحدود وتمدهم بالسلاح".



غالبا ما يشار الى المتطرفين السنة على انهم "انصار الاسلام" وهي المجموعة المتشددة المرتبطة بالقاعدة وهي ناشطة في جبال كردستان العراق منذ سنين عدة. تم تفريق اتباع انصار الاسلام من قبل القوات الامريكية في عام 2003، لكن الاسم ظل مستعملا ويطلق على المسلحين السنة.



يقول احد عناصر الاسايش انه ورغم وجود دليل على حالات كثيرة من الاسناد الايراني للمسلحين، الا ان ذلك لم يتم الحديث عنه علنا خوفا من تأزم العلاقة بين الحكومة المحلية الكردية وبين طهران.



واضاف " يعرف الاسايش حالات كثيرة من الدعم الايراني للمتطرفين، لكنهم لا يتحدثون عنها لان ذلك يقود الى توتر العلاقات بين الحكومة الكردية المحلية وبين الحكومة الايرانية".



واضاف "لا يتهم المسؤولون الاكراد ايران مباشرة لاسباب سياسية واقتصادية".



هاجم المسلحون العناصر الكردية في الجيش العراقي على طول الحدود مع ايران شرق السليمانية.



يصر قائد قوات الحدود في السليمانية احمد دسكرايي ان لا دليل هناك على تورط ايران في مساعدة المتسللين.



يعترف قائد القوات الامنية في المنطقة عصمت اركوشي ان المتطرفين يخترقون الحدود.



واخبر معهد صحافة الحرب والسلام " لاتوجد دولة في العالم لا يتم اختراق حدودها من قبل المهربين، ولكردستان نفس الحكاية مع المهربين والارهابيين الذين يخترقون الحدود."



يشكو دسكرايي من ان لديه قوة من 500 من حرس الحدود وهي غير كافية لمنع المتطرفين وايقافهم عند الحددود. واضاف " اخبرنا الحكومة العراقية بحاجتنا الى 2000 اخرين، الا اننا لم نستلم الرد بعد".



من الامور المعقدة التي اخبر بها احد عناصر الاسايش معهد صحافة الحرب والسلام هي ان بعض حرس الحدود يستلم رشوة من المسلحين و "يغمض عينه " حين يقومون بزرع العبوات الناسفة او يعملون حوادث بانفسهم من اجل جلب انتباه الحكومة العراقية الى التهديد على الحدود وبذلك يضغطون عليها لزيادة رواتبهم.



لكن الخطر الكبير الذي تتعرض له كردستان يأتي من تركيا. هدد قائد القوات التركية اللواء يسار بويوكانت عدة مرات بغزو كردستان ليس فقط من اجل تحطيم حزب العمال الكردي الذي عاود هجماته على القوات التركية من الجبال الواقعة في كردستان العراق، بل ايضا من اجل منع الحكومة الكردية المحلية من السيطرة على كركوك.



في الاشهر القليلة الماضية، اخترق الجيش التركي حدود العراق الشمالية في محافظات دهوك واربيل والسليمانية . لمحافظتي دهوك واربيل حدود مع تركيا وايران، والسليمانية تقع في مرمى المدفعية التركية. هرب بعض سكان القرى في تلك المناطق وهناك اخبار عن سقوط ضحايا.



لايلوح في الافق اي احتمال لحل هذه المشكلة. ليس لدى الحكومة المحلية الكردية اي نية لمواجهة حزب العمال الكردي . ورغم ان المسؤولين الامريكان قد وعدوا انقرة مرارا انهم سيهاجمون الثوار الاكراد، الا انهم على ما يبدو قد اغمضوا عيونهم عن انشطتهم، لان الجيش الامريكي مشغولا بالوضع الامني المتدهور في العراق.



رغم ان السلطات التركية قد قاومت غزو كردستان العراق، الا انه لا يمكن السيطرة على هذا الهاجس. هناك عدة الاف من القوات التركية في المنطقة الحدودية منتشرة هناك بحسب الاتفاق الذي ابرم بين انقرة ونظام صدام حسين الذي بموجبه يمكن للقوات العراقية والتركية الدخول بضعة كيلومترات في حدود كل منهما لقمع المتمردين.



تتمركز القوات التركية قرب محافظة دهوك وفي منطقة المثلث بين تركيا والعراق وايران. قال هوشيار زيباري وزير الخارجية العراقي ، وهو كردي، في مؤتمر صحفي عقد في التاسع من تموز ان تركيا نشرت 144.000 جنديا على طول الحدود.



لتقليل خطر المواجهة المباشرة مع حلفائهم من حلف الناتو ، قام الامريكان بسحب جنودهم من منطقة كردستان العراق – وهو قرار اتخذ في اجتماع بين وزيرة الخارجية الامريكية كونداليزا رايس ووزير الخارجية التركي عبد الله كول عقد في السابع والعشرين من ايار حيث تمت فيه مناقشة احتمال تفجر المواجهات الكردية التركية.



في الثلاثين من ايار، وقع رئيس الاركان الامريكي ورئيس وزراء كردستان نجرفان البرزاني على نقل المسؤولية الامنية من قوات التحالف الى البيشمركه الكردية. وبسرعة تم سحب القوات الامريكية من اربيل ودهوك والسليمانية، ولكنهم بقوا مسيطرين في كركوك وحواليها.



بينما يواجه كردستان العراق التهديدات من تركيا وايران، فهي متهمة باثارة القلاقل والفتن في المناطق المضطربة خارج الاقليم. تقع تلك المناطق اسميا تحت سيطرة الحكومة الفدرالية، لكنها من الناحية العسكرية تقع بايدي الميليشيا الكردية.



من مناطق الصراع الرئيسية هي كركوك، الا ان هناك مناطق اخرى مثل سنجار في محافظة نينوى، خانقين في محافظة ديالى، وطوز خرماتو في محافظة صلاح الدين تعتبر من مناطق التوتر ايضا، وهي مناطق نتجت عن سياسة الحكومة العراقية السابقة في معالجة الخارطة الادارية في الشمال التي كانت تهدف الى سحب القوة من اربيل ودهوك وتقليل اعداد الاكراد والتركمان في كركوك.



تشكوبعض الاقليات الموجودة في المناطق المضطربة مثل الاشوريين، الكلدان، اليزيديين، والشبك والمستهدفين من قبل المتطرفين العرب ، من الاضطهاد والمضايقة التي تقوم بها عناصر الامن الكردية.



قال حنين قدو عضو البرلمان عن الشبك وهم اقلية تتحدث الكردية لكنهم لا يعتبرون انفسهم كردا "انهم يعتدون علينا لانهم يريدون السيطرة على ارضنا بالقوة. يرغب العرب بقتلنا، ويحس الاكراد بالحرية في اضطهادنا كذلك".



تتهم قوات الامن الكردية بعزل اولئك الذين يسكنون في المناطق المضطربة الذين يعارضون بشكل واضح خطط الضم الكردية.



في تقرير لمنظمة حقوق الانسان التي مقرها نيو يورك نشر في تموز 2007 انتقد فيه القوات الكردية من الطريقة اللانسانية التي يعاملون بها المحتجزين.



وجدت مراقبية حقوق الانسان ان هناك الكثير من الحالات لايتم توجيه تهمة للمحتجزين لدى الاسايش، ولا يتم تعيين محاميين لهم ولا يقدمون الى قاضي التحقيق. وقال التقرير ان ليس هناك طريقة يمكن للسجناء فيها الاعلان عن احتجازهم او جلبهم الى المحاكمة ضمن فترة محددة من الزمن.



وجدت المنظمة ان هناك الكثير من المحتجزين لا زالوا خلف القضبان بعد ان تمت تبرئتهم من القضايا او اكملوا فترة حكمهم. يجهل الكثير منهم وضعهم القانوني، وكم سيبقون في الحجز او ماذا سيحل بهم.



تحدث المعتقلون الذين التقتهم مظمة الدفاع عن حقوق الانسان عن سوء معاملتهم التي تشمل حتى الضرب بواسطة الكيبل والصوندات والعصي الخشبية والحديدية. ووصفوا ايضا كيف ان الاسايش يجبرونهم على الوقوف في اوضاع صعبة ولفترات طويلة وهم معصوبي الاعين ومقيدي الايدي لعدة ايام وهو منطرحون.



الكثير من المعتقلين الذين التقتهم مراقبية حقوق الانسان افادوا بانهم يحتجزون بشكل انفرادي لفترات طويلة.



تنكر الاسايش هذه التقارير وتقول ان لا اساس لها من الصحة.



في الحادثة الاخيرة التي تم القاء اللوم فيها على قوات الامن الكردية، تم قتل الفلاح الاشوري فادي نزار جاريس حبش عندما كان يقود جراره الزراعي. يقول شهود عيان ان فادي قد اوقف جراره عند مرور وحدة البيشمركه من الجيش العراقي الذين اطلقوا النار وهم يمرون واصابوا حبش. قال احد شهود العيان " يسخر الحزب الوطني الكردستاني من قوات الجيش العراقي، فهم يرتدون زي الجيش العراقي بينما يعلقون على سترهم هويات كردستان".



رغم انهم كانوا في مهمة للجيش العراقي عند حصول الحادث، الا ان القتلة كانوا جزء من وفد الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي زار عائلة الفقيد لتقديم التعازي.



فاضل نجيب ومريوان حمه سعيد : مراسلا معهد صحافة الحرب والسلام. كريستوف رويتر: مدرب في معهد صحافة الحرب والسلام.
Frontline Updates
Support local journalists